وزير المالية: لا نسمح بتحول الدولة لأداة بيد الأحزاب ويجب اتخاذ إجراءات إصلاحية عاجلة

وزير المالية: لا نسمح بتحول الدولة لأداة بيد الأحزاب ويجب اتخاذ إجراءات إصلاحية عاجلة

 ترجمة / حامد احمد

تستعد الولايات المتحدة لتقليل تواجدها العسكري في العراق وذلك بتقليص عدد قواتها من 5200 الى 3500 كجزء من خطة رسمتها مع الحكومة العراقية لتسليم المسؤوليات الامنية الى القوات المحلية. كما تواجه البلاد من ناحية اخرى تحديات اقتصادية جعلت رئيس الوزراء الجديد يجاهد من اجل حلها ومواجهتها .

وفي لقاء اجرته معه محطة تلفزيون PBS الاخبارية الاميركية حول التحديات الامنية والاقتصادية ومحاربة الفساد التي يواجهها البلد قال وزير المالية علي علاوي، ان التحدي ضخم جدا وشديد، مؤكدا بالقول "علينا ان نقوم بما يتوجب فعله، آخذين بنظر الاعتبار الظروف التي تمر بها البلاد."

بعض المراقبين يخشون من ان هناك شللًا في بعض المرافق الحكومية، مشبهين ذلك بما حصل في بيروت من انفجار ناجم عن اهمال حكومي استمر لسنوات، وعند الاستفسار من وزير المالية علاوي عن الدرس الذي يجب ان يستنبط من انفجار بيروت أجاب بقوله "نعم هذا يُظهر لك ما قد يحدث عندما تصبح فيه الدولة مشلولة خاوية. اننا لم نصل لهذا المستوى بعد، ولكننا ليس ببعيدين عنه. علينا ان نعيد ترسيخ سلطة الحكومة، ولا نسمح بان تصبح الدولة كأداة بيد احزاب دخيلة تستخدمها بعد ذلك للحصول على منافع وامتيازات من تحويلات موارد الدولة لأغراض غير مشروعة ."

واضاف وزير المالية قائلا "اذا لم نتخذ اجراءات اصلاحية عاجلة، فان الامور قد تكون ذهبت بعيدا. علينا ان نتخذ اجراءات جذرية عاجلة ومهمة جدا ."

وعند النظر الى الوضع الاقليمي والعلاقات مع ايران، فهل من الممكن ان تلعب ايران دورا امنيا بناء في المنطقة وفي العراق بينما تقوم بدعم وتمويل فصائل مسلحة تكون موالية لها؟

يجيب علاوي بقوله "نعتقد ان دور ايران في الماضي وفي اوقات معينة كان يدعو للشك. على ايران ان تعيد تقويم نهجها في دعمها لمليشيات ومجاميع مسلحة غير منضبطة. ولهذا اعتقد ان ايران بدأت تدرك ضرورة تغيير طريقة تعاملها مع العراق عبر هذه المجاميع المسلحة، واعتقد انهم سيسيرون بهذا الاتجاه ."

وبخصوص الدور الاميركي وتعهد واشنطن خلال الحوار الستراتيجي مع الكاظمي بدعم اجراءات حكومته في جهودها الاصلاحية بالمجال الاقتصادي والامني والقضاء على الفساد والبيروقراطية المعرقلة للاستثمار قال وزير المالية علاوي: "لقد انسحبت الولايات المتحدة من مجالات كثيرة كانت نشطة فيها وكانت فاعلة فيها سابقا. ويبدو انها الان قد اقتصر دورها بشكل اساسي على توفير الدعم للقوات الامنية العراقية. نود ان نرى الولايات المتحدة تعيد او توسع دورها ليشمل قطاعات لم تكن نشطة فيه في السابق مثل القطاع الاقتصادي من خلال مساعدتنا لاصلاح هذا القطاع واعادة بنائه ."

واضاف قائلا "نحن لا نتطلع في الواقع للحصول على مساهمات مالية اضافية أو استثمارات من الحكومة الاميركية، ولكننا نريد من الولايات المتحدة ان تدعمنا وتقف بجانبنا في المحافل الدولية المختلفة، وان تساندنا بينما نواصل سيرنا بهذا الطريق."

وكان وزير المالية علاوي قد اعلن الشهر الماضي عن توقيعه ثلاث اتفاقيات مع شركات اميركية لدعم الاقتصاد العراقي وتمويل المشاريع الكبيرة وتطوير قطاع الكهرباء . وبين الوزير في تصريحات له أول الاتفاقيات مع وكالة التنمية الاميركية USAID لاعادة برامجهم في العراق ودعم الاقتصاد العراقي وخاصة في مجال التنمية الاجتماعية، مشيرا الى ان الوكالة هي من اكبر المؤسسات التي اسهمت في عمليات اعادة اعمار العراق . وقال ان الاتفاق الثاني كان مع احدى المؤسسات الحكومية الاميركية التي تدعم الاستثمارات المباشرة عن طريق اخذ حصص في مؤسسات وشركات بما فيها شركات عراقية وستكون مصدرا مهما في تمويل المشاريع الكبيرة.

عن: محطة PBS الأميركية

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top