TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حضر الجبوري وغاب ماسه!!

العمود الثامن: حضر الجبوري وغاب ماسه!!

نشر في: 8 سبتمبر, 2020: 09:01 م

 علي حسين

كان من المفترض أن يكون موضوع المقال لهذا اليوم عن السيدة "ماسه ذنون يونس" التي فقدت عشرة من أبنائها أثناء مواجهة عصابات داعش، فكان نصيبها من الحياة أن تُهجر من محافظتها، لتسكن بيتًا استأجرته، فهي لا تملك شبرًا في هذا الوطن، سوى صور لعشرة أبناء شهداء، عُلّقت في مدخل منزلها المؤجر، لتخبر زائريه أن هذا كل ما تملكه في هذه الحياة.. في الوقت الذي تحول فيه نواب "دمج" إلى مصاف أغنياء الكرة الأرضية.

ماذا تقرأ في أخبار هذه البلاد غير المآسي وأضيفت لها "بلوى" البرلمان، خُـذ مثلًا تلك العنتريات التي يمارسها حزب الفضيلة وهو يرفض إقرار قانون العنف الأسري لانه مخالف لتقاليدنا، اما المحسوبية وسرقة المال العام وقتل الابرياء فامور فيها نظر ، هل تريد مزيدًا من الأخبار؟ تفضل، لا يزال مئة وخمسون نائبًا يتمتعون بإجازة مفتوحة ومدفوعة الثمن مع عوائلهم في عواصم العالم، هذه الأخبار تدور أحداثها ووقائعها في بلاد تذكّرنا فيها الاخبار والبيانات ليــل نهـار بأننا دولة مؤسسات ، لكننا في زمن يصرُّ فيه البعض على رفع برقع الحياء السياسي في ما يتعلق بالدفاع عن مصالح الوطن والمواطن.. الجميع لا يريد أن يدرك أنّ الإصلاح ليس خطبة يلقيها كاظم الصيادي، ولا أُنشودة يرددها محمد الكربولي، إنه شجاعة في المقام الأول، وهو فرض وليس دموعًا يذرفها "التكنوقراط" هيثم الجبوري، الإصلاح لا يأتي من محاولة عالية نصيف الاستحواذ على المشاريع والمناقصات، بل من قوانين وتشريعات تؤسس لدولة العدالة الاجتماعية .. 

لقد أضعنا أكثر من سبعة عشر عامًا في خطابات مقززة عن الإصلاح، وسلمنا قيادة البلاد إلى "الروزخونيّة" وأصحاب الحظوة، وكان في استطاعتنا أن ننافس دبي وسنغافورة، لكننا قررنا أن نضع العراق في خانة واحدة مع أفغانستان والصومال! 

ألا يحق لنا ونحن نشاهد هيثم الجبوري يتهدج صوته وهو ينادي بالإصلاح أن نتساءل: ترى من حارب سنان الشبيبي وطالب بإقصائه وطارده بمذكرات 4 إرهاب، كي يستمر السيد "المصلح" هيثم الجبوري منظّرًا ومفتيًا ومتاجرًا في بضاعة فاسدة، هدفها إقصاء الكفاءات الاقتصادية من البلد؟، فرئيس اللجنة المالية الذي لاعلاقة له بالاقتصاد ، يتوهم نفسه "آدم سميث" العصر الحديث. 

في كل مرة اشاهد النائب هيثم الجبوري اسأل نفسي ترى على من يضحك الرجل هذه الأيام؟. أما المواطن فالشيء الوحيد المسموح له، هو أن يضحك على حاله. جنابي سيترك الضحك، ليحدثكم عن العراق، وليس عن كندا حيث أعلن رئيس وزرائها الشاب عن منحة مالية لجميع العاملين الذين تضرروا بسبب كورونا، ولهذا كان لا بد من أن تقول السيدة "ماسه" إن هذه البلاد لم تمنحها سوى صور الشهداء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram