خير جليس..تتناول هذه الصفحات أحدث الإصدارات العربية والأجنبية يقدمها مازن لطيف.

خير جليس..تتناول هذه الصفحات أحدث الإصدارات العربية والأجنبية يقدمها مازن لطيف.

حكايات اندرسنليس ثمة شك عند نقاد اليوم أن قصص أندرسون الخيالية تشكل مساهمته العظيمة للأدب، غير أننا من أجل أن نفهم أندرسون، وزمنه، والمسرح الأدبي والدانمركي خلال حياته، وأن يصل إلى تقييم عادل لمساهمته في الأدب الدانمركي، فإنه من الواجب أن ننظر إلى كل أعماله.

وحين يتحدث الدانمركيون مع معارفهم الإنجليز والأمريكيين، فإنهم دائما ما تأخذهم الدهشة حين يكتشفوا أن حكايات أندرسون تعتبر فقط للأطفال ذلك أنه يمكن القول بلا مبالغة إن حكايات أندرسون هي الملكية الروحية المشتركة للدانمركيين صغارا وكبارا، وزيادة علي ذلك، فإن الكبار في الدانمارك لا يقرأون أندرسون من باب العاطفة فلديه ما يقوله للكبار وكما يقول الناقد لويس كارول فان معظم حكايات أندرسون لها معان مزدوجة لا يستطيع تصورها إلا الكبار. فهذه الأعمال تتضمن أشياء مجردة ليس لها مكان في عالم الأطفال. كما انه ليس من السهل أن نوضح ما كان يعنيه اندرسون من مثل هذه وعلي الرغم من الأعمال الإبداعية  لهانز كريستيان اندرسون (1805-1875 )، من رواية ومسرحية إلا أن اسمه قد ارتبط بحكاياته الخيالية وقد استمد منها شهرته ومكانته العالمية بل إن أندرسون نفسه لم يكن لديه فكرة ضئيلة أن حكاياته الخيالية هي التي سوف تفتح له العالم بل كان يسمي هذه الخطابات بالتفاهات. ولم يكن أندرسون بأية حال أول من حكي هذه الحكايات الخيالية، ولكنه أصبح أكثرهم شهرة، في البداية لم يكن أندرسون واعيا أن كتابة الحكايات الخيالية كانت مجاله كما عبر في خطاب كتبه عام 1843 وقال فيه إنه الآن قد حزم أمره «أنا أكتب حكايات خيالية، والحكايات الأولي التي كتبتها كانت في أغلبها حكايات قديمة سمعتها كطفل والتي حكيتها واعدت تشكيلها بطريقتي وأسلوبي الخاص، أما تلك التي خلقتها بنفسي مثل «جنية البحر الصغيرة» فقد لاقت استحسانا وهو ما منحني دافعا، وهذا ما أقوله الآن من قلبي» وبعبارة أخري كان نجاح الحكايات الخيالية هو ما أقنعه بخصائصها.وبين أعوام 1835-1872، نشر 150 حكاية خيالية، جمعت في أجزاء صغيرة ثم في أجزاء أكبر، وكانت صفة الحكاية الشعبية أوضح الأجزاء الأولي ولكنها كانت تتجه بشكل اكثر نحو القصة القصيرة، ومن ثم جاء الوصف الأوسع علي صفحة العنوان «Stories » فما هو التنوع الذي تضمنته هذه الحكايات؟ إنه يشعر وهو يشكلها ويبنيها أنه في بيته وعالمه اليومي، وهو يجعل عالم الوهم ينمو من الواقع بشكل أكيد لا يخطئ وعلي هذا فهي تبدو صادقة بشكل لا يصدق، وبشكل دقيق يعبر في الحكاية الواحدة من الواقع علي الخيال، إنه يجعل عالم الخيال حقيقة ولكن عظمته تكشف عن نفسها في العملية العكسية حيث يصبح الحقيقي خياليا، إنه يجد ويكتشف العجيب في عالمه اليومي ويجد الشعر في النثر. الكتاب / قصص وحكايات خرافية تاليف / هانس اندرسن الناشر / دار المدى تاريخ البدانة من العصور الوسطى إلى القرن العشرين  حتى البدانة لها تاريخها، هذا ما يشرحه «مؤرخ الجسد» والأستاذ الجامعي الفرنسي جورج فيغاريللو في كتابه الصادر قبل أسابيع تحت عنوان: «تحولات الشحوم» كعنوان رئيسي، و«تاريخ البدانة من العصور الوسطى حتى القرن العشرين» كعنوان فرعي.  كانت البدانة أحد معايير الجمال في السابق، هذا ما يؤكده المؤلف، كما تشير تماثيل ورسوم «فينوس دو تيتيان» في العصور الوسطى. لكن هذه المعايير تطورت وتباينت، ثم انقلبت كما تؤكد رشاقة أجساد عارضات الأزياء في القرن العشرين، وحيث لا يزال هذا الاتجاه سائداً حتى الوقت الحاضر.  وجورج فيغاريللو «يؤرخ» لهذا التحوّل من تمجيد «الجسد المكتنز» إلى «مديح الجسد النحيل» الذي تخلّص من الشحوم. وهو يركز في «تأريخه» على إظهار المحطات الأساسية التي برز فيها «الاهتمام النسائي» بالنحافة بأشكال مختلفة خلال العصور. ويرى المؤلف أن الجسد الإنساني يعكس إلى حد كبير التوترات الاجتماعية بين الفقراء والأغنياء وبين الأقوياء والمضطهدين وبين الرجال والنساء. بهذا المعنى يبدو الجسد بمثابة مرآة تكشف عن المرجعيات الأساسية في المجتمع. مثل هذا الواقع يراه المؤلف واضحاً بالنسبة للحضارة الغربية التي يزداد مواطنوها «بدانة» إلى درجة أن ذلك غدا يمثل مشكلة حقيقية، خاصة بالنسبة للمجتمع للأميركي الذي يعرف نسبة كبيرة من البدينين حتى بين الأطفال. ولا يتردد المؤلف في القول إن «البدانة» أصبحت إحدى المشكلات الاجتماعية والصحية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار بسبب آثارها العامة، فضلاً عن آثارها على الأفراد. وهو يشرح على مدى العديد من الصفحات ما يسميه ب«دكتاتورية المظهر» التي تغدو أكثر فأكثر «طغياناً». ويتم في هذا السياق تقديم نوع من «الجرد» للتقنيات الطبية التي تسعى إلى تحقيق هدف واحد هو التخلص من الشحوم الزائدة في الجسد

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top