مئات الأسر المسيحية تعود إلى قرة قوش: التنظيم حاول إنهاء وجودنا

مئات الأسر المسيحية تعود إلى قرة قوش: التنظيم حاول إنهاء وجودنا

 ترجمة/ حامد احمد

عندما اقدم مسلحو تنظيم داعش على طرد وتهجير المسيحيين من بيوتهم ومناطقهم في سهل نينوى بشمالي العراق عام 2014، اضطر متي حبيب خودور وزوجته نازك الى اصطحاب اولادهما الستة والهروب بعيدا .

الان، وبعد مرور ست سنوات تقريبا اصبحوا قادرين على العودة مرة اخرى لمنزلهم الذي تمت اعادة اعماره بعد ان تعرض للتدمير، وان يحظروا انفسهم من عدوى فايروس كورونا المستجد.

قال خودور 55 عاما "قمنا بترميم البيت وتهيئته وذلك لكي يبدو بالضبط كما كان عندما تركناه منذ خمس سنوات مضت، الاطفال طلبوا منا ان نترك البيت كما هو، انهم يحملون ذكرياتهم الخاصة بهم فيه ."

واضاف خودور بقوله "اراد اولادي ان يعودوا هنا ليعيشوا هذه الايام، خصوصا وان اشياء كثيرة قد تغيرت ."

عندما عاد، خودور، الى بلدة قرة قوش بعد ساعات فقط من تحريرها عام 2017، لم يكن ليتوقع ابدا أنه في يوم ما ستعود الحياة مرة اخرى الى بلدته ويعود للعيش في بيته من جديد.

وقال خودور "كنت فقط ابكي وابكي على وضعنا وحالنا، لم استطع ان اتصور كيف ان مدينة جميلة قد تحولت الى منطقة خراب ودمار، البيوت دمرت وقسم منها احرقت، كانت هناك اكوام انقاض في الشوارع، واصبحت المدينة مهجورة بعد ان تركها سكانها لعدم صلاحيتها للعيش."

لكن بينما كان خودور يتجول عبر شوارع قرة قوش الان، طرأ عليه شعور من الاصرار والامل والتحدي .

وقال خودور "اصبحت اكثر اصرارا للعودة واعادة اعمار بيتي هنا. لم اكن اعرف كيف سيكون ذلك، ولكنني ايقنت من انني سأجد حلا ."

وكجزء من جهود اعادة اعمار المدن التي دمرت بسبب الحرب على داعش في سهل نينوى، ساعدت مؤسسة أوبن دورز Open Doors الخيرية غير الحكومية باسترجاع ما يقارب من 2000 بيت يعود لعوائل مسيحيين عراقيين .

ومضى خودور بقوله "لقد حاول تنظيم داعش محونا من الوجود كمسيحيين، ولكننا عدنا، مدينتي كانت ميتة ولكنها الان عادت للحياة من جديد ."

وعبر خودور عن فرحته ببيته بالقول "عندما عرفت بأن بيتي ستتم اعادة اعماره شعرت داخل نفسي بشيء من الفرحة التي لا يمكنني ان اصفها. بامكاني ان اعيد بناء بيتي وأعيش مرة اخرى، رغم ان تنظيم داعش حاول محونا من الوجود ."

الأب جورج، رئيس لجنة اعادة اعمار قرة قوش، قال "في أيار عام 2017 شرعنا باعادة اعمار بلدة قرة قوش. قمنا بتقسيم البيوت الى ثلاث فئات واصناف حسب نسبة الاضرار فيها: بدأنا بالعمل على البيوت التي فيها اضرار صغيرة، ثم باشرنا العمل في البيوت التي هدمت اجزاء منها او احرقت. أما الان فقد بدأنا عملنا في اعادة اعمار البيوت التي تعرضت لدمار كامل ."

وقال الاب جورج "علينا ان نبدأ من الصفر، ولكننا فعلنا ذلك لانه لدينا أمل."

كانت جهود اعادة اعمار مناطق سهل نينوى أمرا ضروريا جدا ومشجعا بالنسبة لابناء الطائفة المسيحية الذين كان من الممكن ان يضطروا للهجرة خارج البلاد عقب الحرب المدمرة لولا هذه الجهود.

ويقول الاب جورج "لقد تمكنا من اعادة اعمار 558 بيتا ذو اضرار صغيرة واعادة اعمار 256 بيتا تعرض للحرق في هذه المدينة لوحدها. هذا يعني ان اكثر من 814 عائلة بامكانها الرجوع لمدينة قرة قوش فقط بمساعدة مؤسسة اوبن دورز الخيرية."

واضاف الاب جورج قائلا "لدينا الان كثير من الامل في ان نبقى بمنطقتنا وقمنا بتشجيع العوائل للرجوع الى المدينة والبدء بحياة جديدة ."

عن: موقع كرسجيان توداي الاخباري البريطاني

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top