متابعة/ المدى
رأى تحليل سياسي أن انقلابًا قد يشهده العراق في التوجهات والرؤى التي تضيّق الخناق على الأطراف "الموالية لإيران" في وقت تتهيأ فيه القوى السياسية لخوض انتخابات مبكرة، مشيرًا إلى أن الأحزاب الحالية، تمسك بالسلطة من بوّابة "الفصائل المسلحة".
ويقول الباحث في معهد كارنيغي، مهند الحاج علي، في مقال تابعته (المدى) إن "محافظة النجف كمركز ديني، تُعبر عن هذا التحول، إذ باتت وبشكل متزايد تميل الى القوى الشعبية الرافضة للتدخلات الإيرانية والميليشيات الموالية لطهران، والحقيقة أن تحول النجف في هذا الاتجاه، يأتي اثر موجة احتجاجات وتبدل في المزاج الشيعي العراقي حيال الدور الإيراني، منذ غزو العراق قبل 17 عامًا حيث شهد العراقيون عمليات نهب منظمة للأحزاب الدينية، وحرمانًا غير مسبوق من التنمية والخدمات.. عشرات مليارات الدولار أُنفقت على قطاع الكهرباء، ولكن، ونتيجة الفساد المستشري، ما زال العراق يُعاني من نقص حاد في الطاقة".
وتابع، "بكلام آخر، فشل الإسلاميون بالحوكمة في العراق، وباتوا يُمسكون بالسلطة والنفوذ من بوابة الميليشيات، والنجف تميل إلى المقلب الآخر اليوم، سيما بعد دعوتها لإشراف مراقبين دوليين على الانتخابات التشريعية المبكرة في حزيران العام المقبل، اثر ذلك، انتقدت صحيفة كيهان الرسمية المرجع الشيعي علي السيستاني، ما أثار ردود فعل ليست بالهينة".
وأضاف، "في حال خسارة الإسلاميين الموالين لإيران في الانتخابات العراقية، وهو متوقع الآن مقارنة بالنتيجة التي حققوها عام 2018، قد يرسي توازنا جديدا في العراق، بمساعدة من النجف، ولهذا الدور انعكاسات على شيعة لبنان ومزاجهم، بعيدًا عن الهيمنة الثنائية التي أسهمت في الانهيار الحاصل على أكثر من مستوى".
وأشار إلى أن "هذه التحولات تحتاج إلى وقت كي تتبلور صورتها، لكنها بالتأكيد ستنعكس ايجابًا على لبنان وتفتح المجال أمام دخول قوى جديدة الى الساحة السياسية".