سمر ربيع – بغداد
على الرغم من احتلال البضائع المستوردة للسوق العراقية، وإقبال الناس على شرائها، الا ان فتيات ونساء عراقيات استطعن ان يدخلن مجال السوق عن طريق الصناعات اليدوية ونتاجات تكاد تنافس مثيلاتها من المستورد.. لكن هذه المرة بخطوط والوان ذات طابع عراقي وبأشكال يختارها المقتني نفسه.
السيدة سما العفان تقول لـ(المدى) ان "الشغل في الاعمال اليدوية موهبة، لان هذه المهنة تحتاج الى صبر ودقة وتركيز وذوق قبل كل شيء فاختيار الالوان والخامات يعتمد على الحس الفني".
تتابع سما وهي تعمل على اسورة مصنوعة من الاحجار الملونة "كانت فكرة تطوير عملي في صناعة الإكسسوارات النسائية مجرد حلم لا أستطيع تنفيذه، لأنه يحتاج الى رأس مال كبير لتوفير مكان مناسب للبيع، وشراء كميات كبيرة من المستلزمات الاساسية للعمل، لكن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت هذا الموضوع جدا"، مضيفة انه "عندما انشأت صفحتي الخاصة على فيسبوك تفاجأت بعدد طلبات الشراء، والآن صفحتي معروفة في عموم العراق".
اما في مجال الكروشية والحياكة فقد فاجأت (جنة مصطفى)، متابعيها وزبائنها بعمرها الذي لا يتناسب وحجم المهارة التي تمتلكها، فهي في الصف السادس الابتدائي لكنها استطاعت ان تؤسس عملها الخاص بمساعدة والديها، اللذين أنشآ لأعمالها صفحة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي تروج من خلالها لأعمالها الجميلة من حقائب ومهاد اطفال وديكورات حائط، حيث لاقت منتجاتها قبولا وانتشارا واسعين.
وتؤكد جنة لـ(الـمدى) انه "تعلمت اساسيات الحياكة من خلال قنوات اليوتيوب وانا في الصف الثالث الابتدائي وطورت مهارتي باستمراري في التدريب على جميع الخطوات، وساعدني في ذلك والديّ من خلال شراء جميع اللوازم من سنارة وخيوط وغيرها".
وتضيف: "افتتحت صفحتي الخاصة على الانترنت، ولاقت منتجاتي رواجا كبيرا حتى ان عددا من المحال التجارية تطلب عمل كميات كبيرة من الحقائب النسائية (الجملة) لكني ارفض لأني طالبة ولا أستطيع تكريس وقتي كله للعمل حيث يبقى مستقبلي الدراسي هو الاهم".
وفيما يخص الديكور الداخلي فقد كان للمصممة فينوس الوردي لمسة واضحة على القطع التي تصنعها من الخشب وتلونها بألوان رائعة وبصمات بغدادية، الى جانب قطع مودرن وغريبة لا يوجد لها مثيل في الاسواق لاسيما في مجال صناعة الساعات العملاقة التي اشتهرت بها فينوس.
حيث قالت فينوس لـ(الـمدى) انهه "تخرجت من كلية الفنون الجميلة قسم التصميم الداخلي ولم أجد فرصة للبدء على المشروع الذي لطالما حلمت به حتى افتتحت صفحتي الخاصة على الانترنت ولاقت دعما كبيرا واقبالا جيدا.. واليوم انا املك ورشة خاصة في بغداد".
وتضيف ان "العمل في تصميم ساعة جدارية بحجم متر او متر ونصف المتر، هو امر متعب ويحتاج الى الكثير من الوقت والجهد في إنجازه لكن كل هذا التعب يتلاشى عند رؤية تقدير الزبون للعمل ويعتبره تحفة فنية وليس مجرد ساعة".
وتبين ان "من أكثر الساعات الجدارية طلبا هي ساعة المكعبات التي اشتهرت بيها والتي طلبت مني من خارج العراق ايضا لجمال تصميمها والوانها".
وبين اكسسوارات وحياكة وصناعة ساعات استطاعت هؤلاء النسوة من تحقيق احلامهن الى جانب الكثير غيرهن ممن برعن في مجالات يدوية اخرى وحققت لهم مواقع التواصل الاجتماعي انتشارا كبيرا ليس فقط في داخل العراق انما خارجه ايضا.
اترك تعليقك