نعوم تشومسكي وحديث عن ترامب ومستقبل العالم والأدب والفن

نعوم تشومسكي وحديث عن ترامب ومستقبل العالم والأدب والفن

ترجمة أحمد الزبيدي

تزامناً مع بدء الانتخابات الاميركية نشرت مجلة النيويوركر مقابلة مع الفيلسوف الأميركي نعوم تشومسكي حول إدارة ترامب ومستقبل الولايات المتحدة في حالة فوزه وعن قضايا عالمية أخرى

بماذا تصف السنوات الأربع الماضية ، هل هي في فترة غريبة وجديدة في التاريخ الأميركي؟ أم أننا نشهد استمراراً للتاريخ الأميركي يتوافق إلى حد كبير مع ما كان عليه دائماً؟

بالطبع ، لم يتغير شيء في البلاد. لم نشهد تغيرات كبيرة ، لكن السنوات الأربع الماضية كانت بعيدة كل البعد عن تاريخ الديمقراطيات الغربية تماماً. الآن ، أصبح الأمر غريباً تقريباً. في الثلاثمائة وخمسين عاماً من الديمقراطية البرلمانية ، لم يكن هناك شيء يشبه ما نراه الآن في واشنطن. فقد صرح الرئيس قائلاً إنه إذا لم تعجبه نتيجة الانتخابات ، فلن يترك منصبه ببساطة ، وقد أخذ تصريحه هذا على محمل الجد ، ضابطان عسكريان متقاعدان رفيعا المستوى يحظيان باحترام كبير - أحدهما معروف جيداً ،هو المقدم جون ناغل ،الذي ذهب به الأمر إلى كتابة رسالة مفتوحة إلى الجنرال [مارك] ميلي ، رئيس هيئة الأركان المشتركة ، يذكره بواجباته الدستورية بإرسال قوات من الجيش الأميركي لإخراج الرئيس من البيت الابيض إذا رفض المغادرة.

هناك مقال طويل ، نشر مؤخراً ، يستعرض الستراتيجيات التي تفكر بها قيادة الحزب الجمهوري لمحاولة تقويض الانتخابات. كان هناك الكثير من التلاعب من قبل. وهو شيء مألوف بالنسبة لنا ، وهناك حالة واحدة تتبادر إلى الذهن وهي مرتبطة نوعاً ما بما يحدث في الوقت الحالي:في عام 1960. كان لدى ريتشارد نيكسون سبب وجيه للاعتقاد بأنه فاز في الانتخابات.ولكن نيكسون ، الذي لم يكن من الشخصيات المحبوبة في تاريخ الرئاسة الاميركية ،قرر أن يقدم مصلحة بلاده على طموحه الشخصي. وهذا ما لا نراه الآن ، وهو إشارة الى تغيير مهم للغاية. تم تطهير السلطة التنفيذية بالكامل تقريباً من أي أصوات انتقادية مستقلة - لم يبق سوى المتملقين. إذا لم يكونوا مخلصين بما فيه الكفاية للرئيس ،يقوم بطردهم وجلب اشخاص آخرين.

كيف تنظرون إلى إدارة ترامب من حيث دور أميركا في العالم وهل إنها تعتمد سياسة جديدة أم لا؟

حسنًا ، هناك بعض الأشياء الجديدة ولكن لا تستحق النقاش. لا أعرف ما إذا كان ترامب ، أو أو الأشخاص الذين من حوله هم من يقومون بإنشاء تحالف دولي من دول شديدة الرجعية ، والتي يمكن أن يسيطر عليها البيت الأبيض ،كذلك فإن سياساته، بالطبع ، تتجه نحو اليمين المتطرّف ، ممزقًا كل اتفاق دولي ومدمراً كل شيء مفيد يلوح في الأفق. ولديه بعض الحلفاء الذين يعول عليهم . يوجد في الوقت الحاضر اتجاه لتمزيق جميع الاتفاقيات الدولية وإلقاء أي ورطة من أي نوع على مواقف الآخرين.وقد تم الكشف عن هذا الجانب بغطرسة نموذجية تتميز بها إدارة ترامب في إعلان وزير الخارجية مايك بومبيو إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران. لماذا ؟ لأنه يقول ذلك فقط.لقد طرحت الولايات المتحدة القضية على مجلس الأمن ولم تستطع الحصول على أي دعم تقريباً. ولهذا يعيدون فرض عقوبات الأمم المتحدة من جانب واحد فقط. فلقد أمر العراب بذلك. ولا يهمه ما يعتقده الأشخاص الآخرون. وينطبق الشيء نفسه على جميع الاتفاقيات الدولية. لقد تمزق اتفاق الحد من التسلح إرباً ، الأمر الذي يهدد بوجود خطر كبير علينا و على الآخرين .

أنا مهتم بقولك إنك تعتقد أن إدارة ترامب منفصلة عن الماضي. كيف تعتقد أنها مختلفة برأيك؟

حسناً ، إن وجود معاهدة للحد من التسلح يختلف عن عدم وجودها. وهو انفصال عن الماضي، وانقطاع عن واحدة من أهم قضيتين في تاريخ البشرية. إننا نعيش منذ 75 عاماً في ظل الدمار النووي المحتمل. لكن نظام الحد من التسلح الذي تم تشكيله ببطء على مر السنين و اقتراح أيزنهاور بعقد اتفاقية السماء المفتوحة ، ومعاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى التي وقعها ريغان مع غورباتشوف. ، وغيرها من الاتفاقيات - قد خففت من المخاطر. قام ترامب بتمزيق كل تلك الاتفاقيات وجعلها أشلاء. الفرصة الوحيدة المتبقية هي بداية جديدة. يجب أن يتم التصديق عليها بحلول شهر شباط المقبل. إذا فاز ترامب في الانتخابات أو خسر ورفض ترك منصبه ، فإنها ستختفي بحلول شباط.

التهديد الرئيس الآخر لبقاء الإنسان هو الكارثة البيئية ، و ترامب هو الوحيد في العالم الذي يرفض القيام باجراءات حماية البيئة. معظم البلدان تقوم بذلك - ليس بالقدر الذي ينبغي أن تكون عليه ، ولكن بعضها مهم إلى حد ما ، والبعض الآخر أقل أهمية. انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية باريس. وترامب يرفض القيام بأي من الإجراءات التي قد تساعد البلدان الفقيرة في التعامل مع المشكلة. وفي جانب آخر يتسابق نحو استخدام الوقود الأحفوري بأقصى ما يمكن ؛ وفي الوقت نفسه ، فتح للتو آخر محمية طبيعية رئيسة في الولايات المتحدة أمام عمليات التنقيب والاستخراج. هو يريد أن يتأكد أننا نستخدم الوقود الأحفوري الى أقصى حد ممكن ، مما يجعلنا نتسابق إلى الهاوية بأسرع ما يمكن.

لقد قام ترامب خطوة بعد خطوة ، بالتخلص من كل ما قد يحمي الأميركيين أو يحافظ على إمكانية التغلب على التهديد الخطير لوقوع كارثة بيئية. لا يوجد شيء مثل هذا في التاريخ. إنه يخالف التقاليد الأميركية. هل يمكنك التفكير في أي شخص في تاريخ البشرية كرس جهوده لتقويض احتمالات بقاء الحياة البشرية المنظمة على الأرض؟ في الحقيقة ، فإن بعض اجراءات إدارة ترامب محيرة للعقل.

للإجابة على سؤالك الأخير ، حتى لو كان خطابياً ، يبدو أن الحزب الجمهوري الذي جاء بترامب لديه وجهات نظر متشابهة جداً حول قضية تغير المناخ ، و أن كان ترامب يتبناها باتجاه أكثر عدمية.

من هو الزعيم الذي تبنى سياسة تهدف الى تعظيم استخدام الوقود الأحفوري وتقليص القوانين التي تخفف من الكارثة البيئية طوال التاريخ البشري؟ إذكر لي اسم واحد.

ربما بولسونارو (الرئيس البرازيلي) -

بولسونارو هو استنساخ ترامب ، وهو يتبع خطى ترامب. نعم ، يفعل ذلك بشكل خطير ، لكنه مع ذلك لم يذهب بعيداً مثل ترامب.

لقد ألفت الكثير من الكتب حول السياسة الخارجية الأميركية ، وكانت من بين أحد أفكارها الرئيسة أن السياسة الخارجية الأميركية غالباً ما تكون مدفوعة بالمصالح الاقتصادية للنخب المالية. أعتقد أن هذا لا يزال صحيحاً بطريقة ما ، فمن الواضح أن ترامب ينتمي إلى النخبة الاقتصادية. لكن يبدو أن رغبة ترامب الشخصية في المال هي التي تقود السياسة الخارجية الأميركية في الوقت الحاضر. وانا أتساءل عما إذا كان هذا قد جعلك تفكر بشكل مختلف حول دوافع السياسة الخارجية الأميركية. لا على الاطلاق، في هذا الصدد ، فإن إدارة ترامب تمثل ذات النهج ، لكن عليك أن تميز هنا. كان فرانكلين روزفلت وهو أفضل رئيس أميركي في رأيي ، ملتزماً بتعظيم قوة أميركا، ودور المصالح الاقتصادية الأميركية في العالم ، وما إلى ذلك.وكان أدولف هتلر ، في نفس تلك السنوات ملتزماً بنفس الأمر تجاه ألمانيا النازية ، لكن هذا لا يقودنا إلى استنتاج إنهما متشابهان . اعتقد أن هذا ما أردت قوله الى حد ما. يبدو Hن ترامب يهتم بمصالحه الخاصة وبقائه في منصب الرئاسة ، وسبق لك ان قلت ان السياسة الخارجية الأميركية كانت تحددها في السابق مصالح النخبة الاقتصادية الحاكمة بأكملها. أعتقد أنه ربما يكون هذا تمييزاً دون وجود اختلاف ، لأن النخب الاقتصادية هي التي تدعم ترامب وتسمح له بالقيام بذلك. لكنهم لا يدعمونه فحسب ، بل إنه يخدمهم بعبودية. من الصعب أن تجد رئيساً أميركياً كان مكرساً كل جهوده أكثر منه لإثراء وتمكين أصحاب المال فاحشي الثراء وقطاع الشركات - وهذا بالطبع هو سبب تقبلهم لتصرفاته الغريبة. وعلى سبيل المثال ،كان الإنجاز التشريعي الحقيقي الوحيد في عهده هو الاحتيال الضريبي ، الذي كان مجرد هبة للأثرياء جداً وقطاع الشركات. في الواقع ، كل ما ذكرته للتو هو ذاته. عندما تقوم بتقليص خدمات الرعاية الصحية ، فإنك تضع المزيد من الأموال في جيوب الأغنياء وتؤذي الطبقة العاملة والفقراء وكل شخص آخر. هذا فعل مبالغ فيه. عندما ترفض تعيين أعضاء في المجلس الوطني لعلاقات العمل حتى يتمكن أصحاب العمل من عمل أي شيء يريدونه ، فأنت تخدم الأغنياء..ويمكننا تعداد قائمة طويلة من تلك الأشياء إنه خادم مخلص للملكية الخاصة ، والثروة الخاصة ، وقطاع الشركات - وهذا هو السبب في أنهم سمحوا له بالقيام بهذه التصرفات الغريبة التي تراها . يكون الأمر واضحاً عندما يجتمع العظماء والأقوياء. فقط ألق نظرة على مؤتمر دافوس الأخير الذي عقد في كانون الثاني. كان هناك ثلاثة متحدثين رئيسين. الأول ، بالطبع ، كان ترامب. إنهم لا يحبونه. إنهم لا يحبونه على الإطلاق لأنهم يحبون تقديم صورة للإنسانية ، والسلوك الحضاري ، واللياقة ، بمعنى "ضعوا ثقتكم فينا" ، ولكن عندما تحدث ، صفقوا له بشدة. لم يستطيعوا تحمل أي شيء كان يقوله. هذا المتفاخر الصاخب. ربما كانوا يتململون وهم جالسون في مقاعدهم ، لكنهم صفقوا له تصفيقاً حاراً لأنه قال سطراً واحداً فهمه جميعهم ، وهو ذو مغزى: سأضع الكثير من المال في جيوبكم ، لذلك من الأفضل أن تتسامحوا معي. هذه هي الطريقة التي تنظر بها إليه النخب القوية هنا. نعم ، لا يمكننا الوقوف معه ، إنه مخلوق مثير للاشمئزاز ، لكنه يعرف ما نريده نحن ويهتم بالجانب الخاص بنا.

- ما تقوله يبدو أكثر تشابهاً مع خطاب يسار الوسط السائد حول ترامب والتهديد الخطير الذي يمثله على الديمقراطية الأميركية وهو متشابه مع بعض الخطابات اليسارية حول ترامب. أشعر بالفضول إذا كنت قد أدركت ذلك في تحليلك الخاص وإذا كنت تعتقد أن هذا مثير للاهتمام أو مضحكاً.

حسناً ، لم ألاحظ ذلك. على سبيل المثال ، لقد شهدنا للتو اثنين من العروض التي تحدث كل أربع سنوات وهي مؤتمري الحزبين الجمهوري والديموقراطي. واللذين حصلا على الكثير من التغطية الإعلامية ولكن هل سمعت فيهما عبارة واحدة عن خطر الحرب النووية؟ أنا لم اسمع. ربما حدث ذلك في مكان آخر. مع أن هذا هو التهديد الرئيس الوحيد الذي يواجهه العالم. ولكن لم تتم مناقشتها.لقد سمعت بعض التعليقات حول ربما لا يقوم ترامب بأشياء لطيفة بشأن المناخ.لكن هل سمعت شيئاً عن كونه أسوأ مجرم في تاريخ البشرية؟

-أسوأ مجرم في تاريخ البشرية؟ الا تبالغ في وصفك هذا .

بل هو كذلك. ألا تعتقد أن هذا صحيح؟ ، أنا لا أتحدث عن ترامب الإنسان. ولا أهتم به كثيراً. أنا أتحدث عن السياسات. السياسات الواضحة. الأمر واضح. لا يوجد أحد يعيش على الكوكب لا يستطيع أن يدرك أن استخدام الوقود الأحفوري بأقصى حد وإزالة القيود عن انبعاثات السيارات سيؤدي إلى كارثة. تفترض الوثيقة التي ذكرتها للتو أننا نتجه بسرعة نحو كارثة كاملة.

الشيء الوحيد الذي تعرضت للانتقاد بسببه ، في الماضي ، هو إنك لا تأخذ بالاعتبار نوايا الأشخاص ، لا سيما في سياق السياسة الخارجية. أنت تقول إنك لا تهتم كثيراً بها. هذه هي النقطة التي يبدو أننا نختلف فيها عند المقارنة مع ستالين أو هتلر ، حيث من الواضح أن نواياهم كانت قتل الناس.

أنا آسف. لا أستطيع أن اتفق معك في هذا.

لا تتفق؟ ، كانت نوايا ستالين هي الحفاظ على السلطة والسيطرة. لم يكن يريد عمداً قتل الناس. كان عليه أن يقتل الناس كوسيلة لتحقيق هذه الغاية. خذ على سبيل المثال ، هنري كيسنجر. عندما يرسل توجيهاً إلى سلاح الجو الأميركي يقول فيه، حول حملة قصف جوي ضخمة في كمبوديا ، "أي شيء يطير يضرب أي شيء يتحرك" ، فهل كان ينوي ارتكاب إبادة جماعية؟ هل أهتم لنواياه؟ لا ، أنا فقط أهتم بما قاله.

إذاً لنغير مسار الحوار قليلاً ، كم يبلغ عمرك الآن؟

حسناً ، في غضون شهرين ، سأكون في الثانية والتسعين.

كيف تقضي أيامك؟

أقضي أيامي في الغالب على هذا النحو ، عادة ما أقوم بإجراء محادثات أو مقابلات على تطبيق "زووم" بدلاً من الهاتف. اليوم عندي ، ربما أربع ساعات من المقابلات وفي أيام أخرى ، أقوم بالقاء المحاضرات. ألقيت محاضرة طويلة يوم الاثنين في البرازيل ، انتقد فيها عشرات الآلاف من الأشخاص حكومتهم وسياساتها. في اليوم السابق لذلك ، ألقيت الكلمة الرئيسة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر منظمة التقدم الدولية. تخللت تلك الجلسة عدة مقابلات ومحادثات وبيانات واجتماعات حول العمل العلمي التقني الذي يجري في نفس الوقت. لذا فقد كانت جلسة مكثفة جداً.

ماهي الأشياء التي تجعلك تشعر بالمتعة عند قيامك بها؟

لا أستطيع أن أجيب عن ذلك بصراحة ، قد يكون الخروج من المنزل للتنزه ، ولكن هذا واحد من بين عدة أشياء.

ما أكثـر ما تفتخر به في حياتك المهنية ، وما أكثـر شيء تندم عليه؟

لا يمكنني الإجابة على ذلك حقًا. إحدى الأولويات التي أحاول الاحتفاظ بها هي الابتعاد عن الأسئلة الشخصية. الأشياء الجيدة و الأشياء السيئة يمكن أن يحكم عليها الآخرون.

لم أقصد الأشياء الجيدة أوالسيئة. هل هناك كتاب أو حوار أو شيء تفتخر به أكثر؟

حسناً ، عندما أنظر إلى الماضي ، كما هي عادتي دائماً عندما أفكر في شيء معين ، أدرك كم كانت أعمالي المبكرة مفيدة ورائعة .أما نوع العمل الذي أحبه حقًا فهو العمل في تخصصي. أعني ، إذا تركت الاهتمام بالقضايا العالمية ، فسأكون سعيداً تماماً للعمل فقط في القضايا التي تثير تساؤلات فكرية حقيقية. فهي قضايا محفزة للتفكير. أعتقد أنها تزودني بنظرة ثاقبة حقيقية للتفكير في قضايا أساسيات اللغة ، والعقل ، والفكر البشري ، وكيفية بنائه ، وطبيعته ، وأصوله ، وما إلى ذلك. هذا عمل مثير حقاً وأكثر جذباً للعقل مما كنا نتحدث عنه وهو أمر مهم للغاية وان كان يبدو ظاهريا غير ذلك.

أجري مقابلات مع الكثير من الناس ، وعندما أقوم بإجراء مقابلات مع الكتّاب ، سيقولون في كثير من الأحيان ، "أوه ،انك تمضي الكثير من الوقت في السياسة. أتمنى لو كنت أركز على الفن أو الأدب أو العلم أو أي شيء آخر ، لكن الحقيقة أن السياسة تشغل الكثير من مساحة العقل والوقت ". هل هذا ما قصدته؟ الوقت - ولكن ليس مساحة كبيرة في الدماغ. أريد أن أقول لك الحقيقة: بينما أقوم بإجراء مقابلات وأتحدث عن الأشياء ، فإن جزءاً من دماغي ينشغل بالمشكلات التقنية ، والتي هي أكثر إثارة للاهتمام.

إذًا ، أثناء حديثنا ، كان جزءاً من دماغك يركز على اللغة أو العلم أو شيء من هذا القبيل؟

بلى.يحدث ذلك دائماً. هناك جزء فقط يفكر في المشاكل التي ظهرت. ما نتحدث عنه يتعلق بأكثر الأشياء إلحاحاً التي يمكنك تخيلها - بقاء الإنسان ، ومصير أحفادي ، وكل أنواع القضايا الأخرى. أتذكر تعليقاً أدلى به برتراند راسل ذات مرّة ، حوالي عام 1960 أو نحو ذلك. سُئل عن سبب خروجه للمشاركه في مظاهرات مناهضة للأسلحة النووية وهو بهذا السن ، في حين أنه يمكن أن يعمل على مشاكل خطيرة في الفلسفة تستحق منه الاهتمام. كانت إجابته شيئًا مثل ، إذا لم أكن هنا للتظاهر ضد الأسلحة النووية ، فلن يكون هناك من يقرأ الفلسفة.

ماذا عن الأدب والفن؟ هل تكرس وقتا لهما؟

حسناً ، خلال الصيف ، أحاول أن أمتع نفسي بقراءة نصف دزينة من الروايات أو نحو ذلك ، وربما أقوم بالذهاب إلى أحد المتاحف أو أحضر إحدى الحفلات الموسيقية. هذا الصيف ، لم أتمكن من القيام بذلك. كان التوتر شديداً للغاية وكانت الأحداث متسارعة لدرجة أنني لا أستطيع حتى القيام بأشياء من هذا القبيل.

تقصد بالتوتر ما يحدث في البلاد ؟

و في العالم أيضاً . لسبب واحد ، أنا مشغول تماماً بطلبات إجراء محادثات ومقابلات. كما قلت للتو ، في اليومين الماضيين ، ألقيت محاضرة في البرازيل ، وواحدة في أيسلندا ، وآخرى في مكان آخر.

يمكنك أن تقول لا لبعضهم ، أليس كذلك؟

أقول لا لنسبة كبيرة منهم ، لكنهم مهمون للغاية. هذا الصباح ، كانت لدي محادثة مع مجموعة صغيرة في الهند. في وقت آخر ربما أقوم بذلك مع مجموعة أخرى في جنوب كولومبيا. أقوم بذلك في كل مكان. هناك الكثير من الأشخاص الذين يقومون بأشياء خطيرة للغاية. التعامل معهم أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي - ويفترض مني أن أجيبهم لأنهم يستمرون في السؤال. لذا ، نعم ، علي التعامل مع أشياء كثيرة. تصلني ألف رسالة في اليوم. أحاول أن أجيب عنها قدر ما أستطيع.

عن / مجلة النيويوركر

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top