ظاهرة  الدجل  تلقى رواجًا في مواقع التواصل الاجتماعي..صفحات إلكترونية تعالج المريض وتقرب البعيد!

ظاهرة الدجل تلقى رواجًا في مواقع التواصل الاجتماعي..صفحات إلكترونية تعالج المريض وتقرب البعيد!

 سمر ربيع

بعد ان عجزت عن الخروج من منزلها لاسيما في ظل جائحة كورونا، استطاعت اخيرا ان تجد ضالتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال صفحات لشيوخ -كما يطلقون على انفسهم- او علماء روحانيين.

(ف-س) التي لم تود ذكر اسمها، تقول مترددة لـ(المدى) انه "من خلال تصفحي منصة فيسبوك، وجدت صفحة لعالم روحاني مندائي باستطاعته، كما يذكر، إعادة لم شملي مع خطيبي السابق"، وتضيف: قرأت الكثير من التعليقات التي تشكره على المساعدة، وكيف ان الناس حققوا ما يتمنوه من خلاله، فراسلته عبر حسابه الشخصي.

وتسترسل (ف – س) قائلة: رد الرجل عليّ بكل احترام، فأخذت أشرح له مشكلتي التي أكد لي أن حلها أمر سهل، الى جانب نسبة نجاح 100%.. كلامه معي جعلني اتيقن أنني على الطريق الصحيح، ففرحت كثيرا وطلب مني ارسال كارتات شحن رصيد الهاتف يوميا، لحين اكمال العمل وبقيت على هذا الحال ثلاثة ايام تقريبا حتى ارسلت له ما يقارب الـ 150 دولارا.

واضافت ان "بعدها استلمت صورة منه لاشكال هندسية غريبة، وكتابات لم افهم منها إلا اسمي واسم خطيبي الذين كانا مكتوبين بشكل متكرر، حيث طلب مني طباعتها ولفها ووضعها بقطعة جلدية بشرط ان تلازمني اينما ذهبت لمدة شهر كامل وبعدها ستحل مشكلتي". 

وتتابع "نفذت ما طلب مني، وبدأت بعد ايام الشهر يوما تلو الاخر وكانت الصدمة أن لا شيء حصل، حاولت الاتصال به لكني لم استطع فقد تم حظري من قبله، وارسلت له رسائل من حسابات اخرى وما أن يعرفني حتى يتم حظري ثانية، تأكدت بعدها اني وقعت فريسة لنصاب ادعى انه عالم روحاني". وتحمل السلطات القضائية الاتحادية، "قلة الوعي الثقافي" لدى المواطنين، مسؤولية انتشار ظاهرة السحر والشعوذة، في وقتٍ لا يزال "الدجالون" يتلقون استجابة شعبية لأعمالهم، حتى وصل الحدّ ببعضهم إلى فتح "قنوات فضائية" لاستدراج زبائنهم، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وتنشر صفحات الدجل تلك، مجموعة لأحجار تدعي انها ذات قوة خارقة ولها القدرة على زيادة الرزق ودفع البلاء ورد الغائب.. الخ من الامور الغيبية التي يصدقها الشخص قليل الوعي، وتباع بأسعار باهظة جدا منها الخاتم السليماني وعظم الهدهد وناب الذئب وغيرها.

وهناك صفحات ذات طبيعة مغايرة، تروج لقراءة الطالع مقابل كارت تعبئة فئة الـ10 آلاف تتم من خلال ارسال صورة لفنجان القهوة المقلوب والمعد للقراءة او ارسال صورة لكف اليد.

ويقول قاضي محكمة تحقيق مدينة الصدر حارث عبد الجليل إن "مجتمعنا العراقي ومن خلال عملنا في محاكم التحقيق لمختلف مناطق بغداد فقد وجدنا هذه الظاهرة تنمو في الأحياء الراقية والأحياء الشعبية على حد سواء مع الفارق من حيث انتشارها، فهي تنتشر في الأحياء الشعبية اكثر منها في الأحياء الراقية واغلب الدجالين من الرجال يتخذ مسمى الروحاني". 

ويضيف عبد الجليل أن "الجاني لامتهان مهنة السحر والشعوذة والدجل فضلا عن اسباب معنوية تتمثل بالحاجات والأمنيات الشخصية للضحية".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top