اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > الرضوانية تشهد أخطر خرق منذ إعلان التحرير: سكان عُزّل أنقذوا المنطقة من حفلة إعدامات

الرضوانية تشهد أخطر خرق منذ إعلان التحرير: سكان عُزّل أنقذوا المنطقة من حفلة إعدامات

نشر في: 9 نوفمبر, 2020: 07:35 م

 بغداد/ تميم الحسن

أحبط سكان قرية في غربي بغداد، مخططا كان يمكن ان ينتهي بـ "إعدامات ميدانية" لعشرات الاهالي، في اخطر خرق امني في أطراف العاصمة منذ 6 سنوات.

واستمر مهاجمون يُعتقد انهم تابعون لـداعش لنحو ساعة في مواجهة مقاتلين محليين ومدنيين اغلبهم بلا اسلحة في منطقة الرضوانية، قبل ان يفروا الى جهة مجهولة.

ووقع الهجوم في محيط منطقة تنتشر فيها النقاط العسكرية، فيما تتضارب ارقام الضحايا بين الرواية الرسمية وشهود العيان.

وأعلن العراق قبل نحو ثلاث سنوات انتصاره على تنظيم داعش، لكن الاخير لا يزال يمتلك خلايا سرية، لا سيما في الحزام الزراعي الكبير لبغداد حيث تقع الرضوانية.

قبل المجزرة

وقال مصدر امني لـ(المدى) ان الهجوم حدث قبل ساعة من منتصف ليلة الأحد على "برج مراقبة للصحوات في قرية البلاسمة التابعة لمنطقة الرضوانية"، مؤكدا ان عدد الضحايا بلغ "11 شهيدًا واثنين جرحى، بالاضافة الى 2 آخرين مختطفين".

وتقع الرضوانية قرب مطار بغداد، وهي ضمن ما يعرف بحزام يضم سبعة أقضية يصل عدد نفوسها إلى المليون نسمة معظمهم من العشائر السنية، وتعتمد اغلبها على الزراعة.

ولا يجزم المصدر بان الهجوم هو من تنفيذ تنظيم "داعش"، ويقول: "ربما مليشيات او داعش، الامر غير معروف حتى الآن، خصوصا وانها المرة الاولى منذ 11 عاما التي يحدث فيها خرق في هذه المنطقة".

وكان هجوم شنه مسلحون مجهولون في 2009 على احد منازل عشيرة زوبع في الرضوانية - وهي نفس العشيرة التي أعطت في الحادث الاخير 4 شهداء- تسبب باستشهاد 13 شخصا بينهم عناصر في الصحوة اعدمهم الارهابيون.

وبحسب المصدر ان المسلحين كان يمكن ان ينفذوا "حفلة اعدامات" في القرية "لولا خروج السكان للدفاع عن عناصر الصحوات الذين تعرضوا للهجوم داخل البرج الامني".

ومن الضحايا الذين تم التعرف على اسمائهم، اثنين اشقاء، وهم: صباح ابراهيم الرشيد الزوبعي، ونصر ابراهيم الرشيد الزوبعي، بالاضافة الى ابناء عمومتهم عادل رجا شنيتر الزوبعي، ووائل فزع شنيتر الزوبعي.

وقالت خلية الاعلام الامني، انه تبين عقب الهجوم أن "الشهداء الاربعة احدهم من عناصر الصحوة ومدنيين اثنين"، فيما اكدت ان "الشهيد الرابع من منتسبي الشرطة خلال استراحته وهو من اهالي القرية".

وكانت الخلية قد اعلنت في بيان سابق امس، قيام "مجموعة إرهابية مكونة مِن أربعة أشخاص في ساعة متأخرة من الليل، بالتعرض على نقطة للصحوة في قرية البلاسمة في منطقة الرضوانية، ما أدى الى استشهاد أربعة أشخاص وجرح ثلاثة آخرين أحدهم غادر المستشفى صباح اليوم (امس الاثنين)".

ووفق ذوي الضحايا، فان القوات الامنية وصلت الى مكان الهجوم بعد اكثر من نصف ساعة من الاشتباكات بين سكان القرية والمهاجمين.

نصبوا كمينًا للأهالي

ويقول قيس ابراهيم الزوبعي، وهو شقيق الضحيتين صباح ونصر ابراهيم الزوبعي في اتصال مع (المدى) اننا "خرجنا مسرعين الى مكان البرج بعد ان وصلنا احدى الجرحى الى القرية وابلغنا بالهجوم، فيما كان اغلبنا بلا سلاح".

وتوقع قيس وابناء القرية، حينها، ان المهاجمين قد غادروا المكان، لكنهم تفاجأوا بان المسلحين مازالوا متواجدين، وقاموا باطلاق النار عليهم.

واكد شقيق الضحيتين ان "المسلحين هاجموا البرج وبقية ابناء القرية بالرمانات والاسلحة الرشاشة"، مشيرا الى ان "اقرب نقطة عسكرية لمكان الهجوم تبعد اقل من كليو متر واحد، لكنهم وصلوا بعد اكثر من 30 دقيقة".

وانسحب ابناء عشيرة زوبع بعدما اخذوا شهداءهم من مكان الهجوم، وتركوا الامر لقوات الجيش والشرطة التي وصلت الى مكان الهجوم.

ويقول قيس الزوبعي ان اشقاءه واقاربه الذين قتلوا في الهجوم "يتسلمون مرتبات لا تزيد عن الـ250 الف دينار شهريا لقاء عملهم في الصحوة، ويتم تأخير الرواتب لـ3 و4 اشهر".

ويبين الزوبعي ان "اغلب الاسلحة والعتاد التي يمتلكونها شخصية، حيث تسلم الحكومة لكل سلاح 5 رصاصات شهريا فقط".

وتربط الرضوانية احياء غربي بغداد ومناطق الانبار، كما ترتبط جنوبا بمناطق اليوسفية المؤدية الى محافظة بابل.

علاقة بايدن بالحادث؟ !

ويقول سكان الرضوانية الذين اتصلت بهم (المدى) ان الهجوم يذكرهم "بفترة تنظيم القاعدة"، حيث ان القرية آمنة بشكل كبير من عدة سنوات.

ويقول ابو شهم، احد السكان وشهود العيان: "لا نستبعد ان ما حدث هو عقوبة جماعية لأهالي الرضوانية بسبب تأييدهم لتشكيل الاقليم السُني".

وتصاعدت دعوات الاقليم من ابناء الرضوانية وابناء مناطق حزام بغداد، بحسب ما يقوله الاهالي هناك، بعد فوز الرئيس الأميركي جون بايدن صاحب مشروع الاقاليم الثلاثة.

ويضيف ابو شهم: "يريدون اسكاتنا واخافتنا من مشروع الاقليم ولسنا متأكدين بان المهاجمين هم من عناصر داعش"، متوقعا حدوث هجمات مشابهة في الفترة المقبلة في اطراف العاصمة.

وتحاذي الرضوانية مطار بغداد، وحدث ان سقط قبل شهرين صاروخ على احد المنازل كان يبدو موجها الى المطار، وتسبب بمقتل وجرح 7 أشخاص من عائلة واحدة، فيما اعلنت الحكومة حينها تشكيل لجنة تحقيقية بالحادث.

ويشعر طلال الزوبعي ــ وهو نائب سابق قتل عدد من ابناء عمومته في هجوم القرية ــ بالاحباط بسبب لجان التحقيق في الرضوانية والتي لم تتوصل الى نتائج حتى الآن.

ويقول الزوبعي لـ(المدى): "ننتظر لجنة التحقيق لتحديد كيف جرى الهجوم على قرية البلاسمة، رغم أننا نعرف ان اللجان تعني تسويف القضية كما حدث في هجوم ايلول على احد المنازل".

ويدعو النائب السابق الى وضع عدة علامات استفهام على الهجوم الاخير، بسبب وجود قطعات امنية متعددة قرب البرج التابع للصحوات ورغم ذلك "قتلوا واختطفوا مدنيين ومن الصحوات".

وتابع الزوبعي: على التحقيقات ان تكشف "كيف مر المسلحون من بين نقاط التفتيش وكيف خرجوا ومن سهل لهم تلك المهمة؟".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

16-04-2024

معلومات تنسف أحلام الفصائل: بايدن يفكر بزيادة قواته في العراق

 بغداد/ تميم الحسن في ظل ظروف متوترة في المنطقة، ألتقى رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني لأول مرة، بالرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الابيض، معربا عن امله بالانتقال من العلاقة العسكرية إلى الشراكة الكاملة مع الولايات المتحدة. وأكد السوداني، بعد لقائه ببايدن، مساء أمس الاثنين، بعد أكثـر من 40 ساعة على وصوله واشنطن، على […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram