إيزابيل الليندي حديث حول حياتها في ظلّ كورونا والكتابة ومذكّراتها الجديدة.

إيزابيل الليندي حديث حول حياتها في ظلّ كورونا والكتابة ومذكّراتها الجديدة.

ترجمة: منعم الفيتوري

- كيف قضيت الحجر الصحي الخاص بك بعد انتشار وباء كورونا؟

- أنا من القلّة القليلة التي سنحتْ لها فرصة العيش بشكلٍ مريح وجيّد في العزل، مع زوجي وكلبتين قرب منزل صغير بجوار البحيرة [حيث تقيم بأميركا بولاية كاليفورنيا حاليّا].

اعتِدتُ أن أكتب وأنا وحيدة وفي حالة صمت. لذلك لا أخشى من رهاب الأماكن المغلقة. أنهيت كتابة مذكّرات، والآن أكتبُ رواية. لست خائفة، مع أنّني أهتمّ بنفسي احتراماً لزوجي الذي هو أضعف منّي، والآخرين. مازلتُ أنتظر عمل مؤسستي بالطّبع؛ لأنّنا في حاجة لمساعدة النّاس البائسين أكثر من أيّ وقتٍ مضى.

- هل صحيح أنك كتبتِ رسالة إلى ابنك نيكولاس، وقلت بأنّك ستتبرّعين بجهاز تنفّس له إذا احتاجه؟

- نعم. أبلغ من العمر ٧٧ عاماً، وقد عشت ثلاث حيوات، مع أنّني لا أخشى الموت. النّاس الذين هم أصغر سنّا ولديهم أطفال ومسؤوليّات أخرى، هم في حاجةٍ إلى جهاز التّنفّس أكثر من أيّ شيءٍ آخر. علاوة على أنّ هذه الجوانب لا يوجد بها أجهزة تنفس!

- أخبرينا عن عمل المؤسسة التي تحمل اسمك خلال فترة الوباء؟

- المؤسسة منظّمة بشكلٍ جيّد للغاية، ولذلك تمكّنا من استمراريّة العمل خلال مرحلة الوباء؛ كتقديم المساعدة الماليّة للمشاريع السابقة. وقد قمنا بزيادة التبرّع؛ لأن الوضع سيّء، وقدّمنا أيضاً مساهماتٍ لبرامج أخرى.

- عندما لعب الرئيس ترامب في ملعب الغولف، ما رأيك في ذلك، في حين تجاوز عدد الوفايات في نهاية الأسبوع ١٠٠٠٠ قتيل على يد كوفيد-١٩؟

- لم أتفاجأ إطلاقاً. ترامب شخص نرجسي، وبعيد عن واقع البلاد، فقط يهتمّ بما حوله. لا نملك رئيساً أسوأ في هذه الأوقات عندما نكون في حاجة لزعيم "نأمل أن تكون امرأة" ذات رؤية عاطفيّة وعقلانيّة وتتمتع بحسن النيّة.

- بعد وفاة جورج فلويد على يد الضابط، خرج الآلاف للاحتجاج. هل هناك يأس تاريخي تراكم على المجتمع، أم أنّ ذلك دلالةً على حالة الغضب التي تسبّبها العنصريّة والتي يعاني منها المهاجرون؟

- الاحتجاجات بدأت مع الإيذاء الممنهج ضدّ السكان الأميركيين من أصل أفريقي، والذي أتى من العبوديّة وليس مع المهاجرين، على الرغم من أنّنا مدرجون ضمن "الشعب متعدّد الألوان". بمجرّد أن خرج الجميع إلى الشوارع للتظاهر، ظهر الغضب المتراكم لأسباب عدة كعدم المساواة والظلم والفقر الذي يعاني منه الكثيرون. هذه المظاهرات الكبيرة تشبه المظاهرات التي بدأت في تشيلي في تشرين الأول الماضي، وهي تحدث في أماكن عديدة. هناك ثورة وشيكة تُجهّز حاليّاً، ولا علاقة لها بالأحزاب السياسيّة.

- هناك من يعتقدُ بأننا بعد الوباء سنكون على حالٍ أفضل.. فيما يرى آخرون أنّ الجنس البشري هو نفسه لن يتغيّر في شيء. ما رأيك؟

- أنا أكتب روايات تاريخيّة ودائماً ما أدرس الماضي. على الرغم من المظاهر؛ إلاّ أنّنا قطعنا شوطاً طويلاً؛ لننتهي من مسألة العبوديّة والرّق والخدم، وامتيازات النبلاء، وإفلات الملوك من العقاب واستغلال الأطفال في العمل، وإقصاء المرأة في الحياة العامّة وإشعارها بأنّها ناقصة أمام القانون. القائمة تطول طبعاً. لكنّنا نحاول التّغلّب على العنصريّة والعنف المنزلي وعدم المساواة وكراهية النّساء. أنا متفائلة؛ لأنّنا أفضل حالاً من ذي قبل، وسنكون مستقبلاً أفضل من الآن. التغيّرات تأتي بصعوبة ولا تأتي بالتّدريج ولا بالسّهولة. النتائج لتجربتنا العالميّة بما أنّنا أسرة بشريّة واحدة لن تظهر على الفور، بل ستظهر في المستقبل.

- أفهم من ذلك أنّك تعدّين كتاباً جديداً وغير خيالي. هناك من هم مهتمّون بأعمال مثل بولا ١٩٩٤ [مجلة نسويّة كتبتْ لينيدي بها مقالات عن النسويّة في بدايات كتابتها وتشكّل أفقها الفكري، و حصيلة الأيّام ٢٠٠٧. هل سنرى رسائل والدتك موجودة بها؟ أم سيكون تاريخ تشيلي حاضراً، أم أنه مجرّد عمل آخر لذاكرتك الشخصيّة؟

- في نهاية هذا العالم ستكون هناك مذكّرات عن تجربتي في أن أكون امرأةٌ نسويّة. قمتُ بتغيير العنوان عدّة مرات، فالناشرون في بلدان مختلفة لا يوافقون على العناوين، أعتقد بأنّ العنوان النهائي سيكون: نساءٌ من قلبي [ ترجمة العنوان منّي]. لا يشبه بولا أو حصيلةُ الأيّام، أعتقدُ بأنّها أقرب إلى بلدي المخترع. لا علاقة لرسائل أمّي بها، ولا بتاريخ تشيلي أيضاً.

- صنعت قناة mega مسلسل عنك isabel Allenda، لا تنظر إليّ هكذا، وهو من بطولة دانييلا راميريز، برأيك، ماذا يمكن أن يعرف النّاس عنك وعن الأشياء المهمّة في حياتك من خلال التّلفاز؟

- يُخيفني أن تُشاهد حياتي من خلال الشاشة وبعملٍ دراميّ. طبعاً لا بسبب ما سيعرفونه عنّي أو أنّهم سيتغيّرون عنّي، ولكن بسبب أشخاص آخرين سيظهرون حتماً في المسلسل، أفراد عائلتي وزملائي وأصدقائي. لا أريد أن أراهم يهانون بسبب المحتوى!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top