تتربع على عرش أفضل لاعبة لكرة الطاولة العراقية

منتظر الخرسان

جاءت هاوية في سنتها السابعة لتحترفها بعد ذلك بسنتين وتقتحم بطولات العرب بعد ذلك لتخطف الأنظار وتُقلد الميداليات الذهبية وتتربع على المراكز الأولى، نبأ سمير لاعبة كرة الطاولة في ذي قار لم توقفها الرياضة عن إكمال مسيرتها الأكاديمية لتحجز مقعدها في كلية طب الأسنان.

نبأ سمير ذات التسعة عشر سنة بدأت تدريباتها في سن مبكر مع مدرسة كرة الطاولة التخصصية في ذي قار ولم تكن ذات قامة طويلة فتوضع لها دكة صغيرة لتكون قريبة من سطح منضدة الكرة.

عمل مدربها في ذلك الحين على تدريبها بشكل مركز عندما لاحظ مستوى تركيزها في الكرة والمضرب ولتبلغ ساعات التدريب لثلاث او أربع ساعات يوميا وهي مرتدية الزي الرياضي ذي اللون الاخضر وهو لون المنتخب العراقي الذي عُرف به.

عملت على كيفية ترويض الكرة البيضاء الصغيرة عندما ترمى إليها من الخصم وكيف يمكن ان تجتذبها لمضربها الخشبي ذي اللونين الأخضر والاحمر وهي ممسكة به في كفها الايمن.

تحدثت لـ(المدى) بعد مجيئها الى القاعة الرياضية للتدريب وهي تحمل على كتفها الايسر حقيبة سوداء فيها عُددها الرياضية لتضعها على احد كراسي القاعة وتبدأ عملية الإحماء الرياضي وهي تقول إنها ومنذ يومها الاول لم تترك كرة الطاولة فكانت هوايتها حتى حققت منها النتائج الدولية والعربية فأولى بطولاتها العراقية كانت عام 2010 لفئة البراعم وهي تبلغ من العمر آنذاك 10 سنوات وحصدت المركز الاول لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة لتمثل العراق في المحافل والبطولات العربية والعالمية.

كثف مدربها تدريباته بعد ان ميز فيها القدرة والدقة والنباهة وعشقها للرياضة لتتأهل في عام 2011 لبطولة العرب في العاصمة الأردنية عمان وتتمكن من الحصول على المركز الثالث.

لم تترك في هذه السنوات دراستها، فجانبها الأكاديمي كان أولى أولوياتها وتليها الرياضة، حيث وضعت جدولا يوميا في كيفية الموازنة بين الرياضة والدراسة لتحقق الدرجات العالية في موادها العلمية وتحوز رضا مدرسيها وفي ذات الوقت تتقدم خطوات مع رياضتها الطاولة.

وسط أصوات الكرات في قاعة التدريب وهي تعلو صوتها لتسمعنا أجوبتها وتقول انها لم تتوقف عن التقدم فاشتركت في أندية عراقية ومعسكرات تدريبية، فقد مثلت نادي غاز الجنوب ونادي الصناعة ونادي النجف وغيره ومثلت العراق في البطولات الدولية حتى بلغت مشاركاتها في 30 بطولة عربية ودولية وحازت قرابة الـ40 ميدالية بينها سبع ميداليات ذهبية منها ثلاث ذهبيات ببطولة واحدة وهي بطولة العرب من خلال الفردي والزوجي والفرقي. "نبأ" أخذت تستريح من تدريبها الى جنب زملائها وتقول ان هذه التدريبات المكثفة التي تصل لعدة ساعات مع إرشادات المدرب هي التي أتت بالنتائج التي هي عليها الآن.

كورونا ألقت بظلالها، وكان حالها كحال بقية اللاعبين، تضرروا جراء الوباء بعد توقف للتدريبات دام ستة أشهر، لتشير الى ان هذا اثر سلبا على مستوى الممارسة ولكنها في أول بطولة عراقية اشتركت بها بعد ان سمحت اللجنة العليا للصحة والسلامة باقامة المباريات الرياضية حازت على أفضل لاعبة من بين اللاعبين في الدوري العراقي الممتاز اذ لم تقع في اي خسارة مع اي خصم لها.

اللاعبة المحترفة حصلت على معدل علمي أهلها للدخول الى كلية طب الأسنان ولم يمنعها ذلك من إكمال مسيرتها الرياضية فهي الان في المرحلة الثانية مع زملاء الدراسة اذ ترتدي الرداء الابيض أثناء دوامها الدراسي وتخوض في المختبرات الطبية لتبدأ في فترات التدريبات الرياضية مرتدية زيها الرياضي، فتُعد احد الفتيات القلائل اللواتي حققن نتيجتين في آن واحد.