عبد الحليم الرهيمي
باحتفال رسمي و شعبي مهيب ولافت، افتتح يوم الاربعاء الماضي ( منفذ جديدة عرعر ) الحدودي بين العراق و السعودية بحضور وفدين رسميين من البلدين حيث ترأس الوفد العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي و الفريق ركن عبد الأمير الشمري نائب قائد قوات المشتركة بينما ترأس الوفد السعودي ممثل عن وزير الداخلية وأمير منطقة الحدود الشمالية خالد بن سلطان و سفيري البلدين ببغداد و الرياض و محافظ الانبار ،
احتفاءً بهذا الحدث الذي وصفه الخبراء الاقتصاديين و الماليين بانه يمثل ( بوابة تحول ) جديدة و مهمة في تطور مسار العلاقات التجارية و الاقتصادية بين العراق و السعودية ، وقد حرصت السعودية أن ترفق هذا الافتتاح بمرور 15 حاوية من المستلزمات الطبية و الأدوية لمساعدة الشعب العراقي كهدية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز .
هذا الاهتمام الرسمي و الشعبي و الإعلامي بأفتتاح هذا المنفذ إنما يشير الى مدى الآمال التي يعقدها البلدان ليس فقط على ما سيتحقق من موارد و مكاسب واعدة باتساع حجم التبادل التجاري و الاقتصادي و حركة نقل البضائع بين العراق و السعودية و كذلك بينهما ومع كل من الأردن و سوريا و لبنان و حتى الى تركيا ، وكذلك لما يتعدى ذلك في توفير البيئة المناسبة للاستثمارات السعودية في محافظتي الانبار و المثنى التي من المتوقع أن يفتتح فيها قريباً (منفذ الحميمة) إضافة الى الاستثمارات في محافظات عراقية عديدة بعد توفر البيئات المناسبة لتنفيذ اتفاقيات و مذكرات التفاهم المهمة التي أبرمت مؤخراً بين الوفدين العراقي و السعودي ببغداد . لكن بالرغم من ذلك عبر بعض الجهات عن مواقف سلبية حادة اتجاه هذه التطورات السياسية و الاقتصادية بين العراق و السعودية باعتبارها ( استعمار سعودي) . ولأن هذه المواقف لا تتطابق مع الواقع و تضر بمصالح العراق و العراقيين ، عبر رئيس الحكومة الكاظمي بغضب ، عن رأيه بهذه المواقف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي بالتساؤل : هل أن تشجيع استثمار السعودية بالعراق وهي واحدة من بين أغنى خمس دول في العالم ولها مشاريع استثمارية عملاقة في العديد من البلدان يعتبر(استعماراً)؟! و أضاف عيب ثم عيب أن يوصف بالاستعمار الإعمار و الاستثمار اللذان يوفران مئات الآف فرص العمل للعراقيين فضلاً عما سيتحقق من فوائد بتعظيم موارد الدولة العراقية .
وبالطبع ، إذا ما واصلت الحكومة العراقية هذا التوجه بتعزيز العلاقات الاقتصادية و التجارية مع السعودية و تنفيذ الاتفاقيات المبرمة معها ، فان ذلك سيمثل خطوات مهمة أبعد من افتتاح منفذ عرعر الذي سيكون وسيلة مهمة لتحقيق تلك التوجهات الجديدة في سياسة العراق الخارجية على هذا الصعيد.
اترك تعليقك