انقذوا ما تبقى...

انقذوا ما تبقى...

ميثم الخزرجي

كنت وما زلت اقتفي أثر المواد الفنية والأدبية التي سقطت من نافذة الزمن المغبرّ وادخرها في مكتبتي الخاصة إيماناً مني بذخيرتها المعرفية وجماليتها ناهيك عن الانزياح الزمني الجميل الذي تعطيه،

احتفظ بتلك المواد من صورة الى قصاصة بسيطة سقطت سهواً أو قصداً من براثن الحياة المضمخة بمراحل الفقد ومرارة الأيام النازفة ، وعن كمِّ اللقاءات والنصوص الأدبية المنتقاة من هنا وهناك علّها تعطي مساحة كافية لإثراء الفكر وازعم أني قد احطت بالقليل النادر منها ، لكني وأنا ابن المشهد الثقافي واسير حيث منهجية معينة في كتابة النص القصصي أحاول أن انقّب عن الأجيال الذي سبقتنا تبعاً لمعرفة أنساقها الثقافية من تضاريس المكان ، نوعية الكتاب الذي احتواهم وقتئذ , الظروف السياسية والمجتمعية التي ساهمت في تشكيل نصهم الأدبي وتتويج شخصيتهم الثقافية ، وهذا الهاجس الغريب ظل ملازماً لي لحد هذه اللحظة بل ازداد بازدياد حالة التردي والأهمال الذي يعيشه الأديب والفنان العراقي على وجه الخصوص, همت في هذا العالم كثيراً وكنت أزدان فرحاً عندما أعثر على ما يشبع غايتي ساعياً بأن ابذل جهداً أكبر لهذا المشروع علّه يرمم مدى العوز والقحط الذي أكل مبنى الإذاعة والتليفزيون والمكتبات العامة من خلال عمليات السلب والنهب .منذ نشأتي الأولى توجهت بوصلتي نحو مشاريع أدبية فنية ضخمة ساهمت بتغيير مسار الفعل الثقافي في العراق وظل الهم الأكبر أن أعرف معناهم من خلال أرشفتهم إذاعياً أو تلفزيونياً لكني وعلى الرغم من كل المحاولات الجادة كنت أشعر باليأس من عدم الحصول على أية دالة توثقهم تحت ذريعة فقدان الأرشيف ، أقولها بتجرد وتودد أين هويتنا الثقافية ؟ طبعا هنا لا أقصد الأرض الخصبة التي انبتت الثمر الناضج المتفرد لكني أسأل عن ملامح وارتسامات ذلك الثمر، أين حل به المطاف ؟ ، ألا يكفي الكم الشاهق الذي أكلته براثن الحروب وغمامة التمر التي عصفت بالبلاد والعباد ، أرجوكم تفقدوا محرك البحث بعناية الباحث عن التفرد هل ستجدون لقاءً مثمراً عن تجربة الشاعر حسب الشيخ جعفر، أو عن الفنان الموسيقي الشامل سالم حسين ،أو المخرج المسرحي الراحل عوني كرومي اأو للقاصين الراحلين موسى كريدي أو محمود جندراي رحمهما الله ..... الخ ، هل هناك من اهتم بطباعة نتاجهم المنسي ، طيب الى متى تبقى الماكنة الإعلامية العراقية خجولة وجلة تحتاج الى إدارة مهنية واعية تسير حيث مسرى الضوء ، وأقولها بوعي تام وبدراية محكمة هناك اسماء صدّرت إلينا عربياً من خلال الضخ والترويج الإعلامي ليس إلا ، أخيراً ، يامن تسيدتم المشهدين الجمالي والثقافي تذكروا إبداع أصدقائكم وزملائكم وانقذوا ما تبقى...

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top