 تيار الحكمة: العودة إلى الوراء مرفوضة

 بغداد/ محمد صباح

مهدت تعليقات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لصلح بينه وبين زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي بحسب أوساط سياسية قالت ان "دعوة ترميم البيت الشيعي" تمثل منطلق طريق الصلح.

كذلك يتحدث نواب عن اجتماع مرتقب يجمع بين القوى السياسية الشيعية ورئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لـ"تصحيح العلاقات" بين جميع الأطراف.

الكاظمي على خطى الأزمة

ويكشف بدر الزيادي، النائب عن كتلة تحالف سائرون أنه "بعد دعوة مقتدى الصدر إلى ترميم البيت الشيعي انطلقت مباحثات ومناقشات بين القوى الشيعية للتحضير إلى لقاء مرتقب يجمعها برئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي"، مشددا على أن "جميع القوى السياسية الشيعية لديها الرغبة في الحضور إلى هذا الاجتماع". 

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا في تغريدة له على تويتر قبل ثلاثة أيام إلى ترميم البيت الشيعي من خلال اجتماعات مكثفة لكتابة ميثاق شرف عقائدي وآخر سياسي نرفع فيه راية لا اله الله.. محمد رسول الله.. علي ولي لله (حسب تعبير الصدر) بمنهج إصلاحي وحدوي نزيه بلا فاسدين ولا تبعيين. 

ويضيف الزيادي أن "هذا الموضوع سيكون بعيدا عن الانتخابات أو أي شيء يخص التحالفات، بل هو مجرد الترميم، وإعادة العلاقات بصورة صحيحة بين الأطراف"، موضحا أن "اللقاءات الحالية ما زالت غير رسمية لكن ستتبلور في اللقاء الجامع للكتل مع رئيس الحكومة خلال الساعات المقبلة".

صلح بين المالكي والصدر

ويؤكد النائب عن محافظة البصرة أن "دعوة الصدر كانت موجهة إلى جميع القوى الشيعية التي رحبت بدعوة الصدر بما فيها ائتلاف دولة القانون"، معتبرا أنها "خطوة نحو التقارب في وجهات النظر بين جميع الأطراف".

وبدأت الخلافات بين الصدريين وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في آذار من العام 2008 عندما خاض حملة عسكرية اسماها "صولة الفرسان" بدعم من القوات الأمريكية آنذاك ضد عناصر جيش المهدي التابعين للصدر في العديد من المحافظات.

وكشفت (المدى) في شهر شباط الماضي عن قيام رئيس تحالف الفتح هادي العامري بالتوسط لإعادة ترميم البيت الشيعي وحاول تقريب وجهات النظر بين زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وإنهاء حالة القطيعة بين الطرفين.

وعن امكانية وجود صلح بين المالكي والصدر يوضح عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية: "علينا أن لا نستبق الأحداث، لكن الرغبة موجودة".

إعادة العمل باللجنة السباعية

بدوره، يكشف حسين المالكي، النائب عن كتلة ائتلاف دولة القانون في تصريح لـ(المدى) أن "القوى الشيعية السبع (سائرون، وبدر، ودولة القانون، والنصر، والحكمة، والفضيلة، وصادقون) اتفقت قبل شهرين أو ثلاثة أشهر على إعادة العمل باللجنة السباعية المتوقفة منذ فترة طويلة"، مبينا أنها "تهدف إلى التهدئة والابتعاد عن التراشق الإعلامي قبل إجراء الانتخابات". 

ويوضح أن "اللجنة السباعية منذ تشكيلها عقدت قرابة عشرة اجتماعات وغالبا ما تكون هذه الاجتماعات أسبوعية، وكان آخرها في منزل عبد الحسين الموسوي، النائب عن كتلة الفضيلة البرلمانية"، مشيرا إلى ان "من بين أهم القضايا التي بحثت وطرحت في هذه الاجتماعات هي إمكانية إحياء التحالف الوطني". 

ويلفت المالكي إلى أن "القوى الشيعية مازالت مختلفة وغير متفقة على تعيين رئيس لهذه اللجنة بعدما طرح اسم طارق نجم والذي لاقى رفضا وتحفظا من قبل الأطراف الشيعية والتي اعتبرته غير مستقلٍ ومنتمٍ إلى حزب الدعوة".

ويلفت إلى أن "اللجنة ناقشت في اجتماعاتها السابقة أيضا مواقف القوى الشيعية بشأن كيفية المشاركة والنزول في الانتخابات البرلمانية المقبلة هل ستكون بقوائم منفردة أو على شكل ائتلافات وتحالفات"، مضيفا أن "المجتمعين حينها اتفقوا على منح الحرية كاملة لكل القوى والأطراف في اختيار طريقة المشاركة بالانتخابات".

المالكي والعامري والخزعلي

وتعود فكرة إحياء العمل باللجنة السباعية المتوقفة منذ أشهر إلى الحوارات الجانبية التي جرت بين زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس منظمة بدر هادي العامري، وقائد حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وفقا للنائب المالكي الذي اكد أن "هذه المشاورات جرت قبل سفرة أمين عام حزب الدعوة نوري المالكي إلى إيران" التي جرت قبل فترة.

ويشير النائب عن كربلاء إلى أن "الفكرة جاءت بعد اندلاع المظاهرات في العام الماضي وما رافقها من احداث قتل وجرح العديد من المتظاهرين التي أعطت صورة مشوشة للقوى الشيعية"، مضيفا أن "هذه الحوارات تطورت فيما بعد لتشمل جميع القوى الشيعية". 

ويؤكد أن "أعضاء هذه اللجنة هم كل من نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون، وهادي العامري زعيم منظمة بدر، وقيس الخزعلي قائد حركة عصائب أهل الحق، عبد الحسين الموسوي عن كتلة الفضيلة، وعمار الحكيم زعيم تيار الحكمة، وحيدر العبادي رئيس كتلة ائتلاف النصر، وممثل عن سائرون".

ويشدد على أن "المساعي ما زالت قائمة لإعادة تشكيل التحالف الوطني مرة أخرى من خلال المشاورات والمباحثات التي يقوم بها أعضاء اللجنة التفاوضية"، معترفا ان "الأمر في غاية الصعوبة بسبب الخلافات بين توجهات القوى الشيعية".

ويتوقع عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب أن "يكون هناك ائتلاف انتخابي أو سياسي بين دولة القانون وصادقون وبدر بعيدا عن ائتلاف النصر والحكمة وسائرون"، موضحا أن "هناك اتهامات متبادلة بين هذه الأطراف بعضها مرمي في أحضان جهة شرقية، وبعضها مرمي في الجهة الغربية".

الى ذلك، يقول رحيم العبودي، عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة إن "هناك محاولات من سائرون والفتح ودولة القانون للعودة إلى التحالفات السابقة فبعضها يتعكز على العامل العقائدي، وبعضها على النخب التاريخية، وفريق ثالث يدعو إلى المشروع الطولي (تمتد إلى كل العراق) وهذا يمثله تيار الحكمة".

ويضيف أنه "على الكتل السياسية أن تستوعب ثورة تشرين وطموحات الشارع وإرهاصاته لانه بخلاف ذلك ستكون هذه الأطراف خاسرة". وعقب على تشكيل لجنة سباعية لإعادة التحالف الوطني قائلا ان "العودة إلى السابق مرفوضة من قبل الشباب".

وفي عام 2017 أعلن عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة انسحابه من التحالف الوطني مما أدى إلى تفتت اكبر تحالف طائفي تشكل بعد العام 2003.

ويتابع العبودي أن "هذه اللجنة التفاوضية المشكلة حديثا ليست بأعداد أو أعضاء كاملة"، مشككا في امكانية "مشاركة عمار الحكيم باجتماعات اللجنة السباعية القائمة بين مختلف القوى الشيعية والساعية إلى ترميم التحالفات السابقة". 

ويوضح أن "لا اعتراض على اعادة تشكل البيت الشيعي لكن وفق معطيات الواقع من خلال الابتعاد عن حالة الانفراد التي سببت الشتات وانحلال التحالف"، مستبعدا "عودة تحالف شيعي ــ شيعي استنادا إلى الوقائع السياسية".