ذي قار / حسين العامل
أكدت مصادر في الحركة الاحتجاجية بمحافظة ذي قار يوم السبت ( 12 كانون الأول 2020 ) توسع شقة الخلاف بين مجموعتين من المتظاهرين حول رفع خيام الاعتصام في ساحة الحبوبي ،
ففي الوقت الذي أصدرت فيه مجموعة من متظاهري ساحة الحبوبي بياناً تعلن فيه اتفاقها على رفع خيام الاعتصام بالساحة المذكورة مقابل وقف الاعتقالات والملاحقات الأمنية ، أعلنت مجموعة أخرى رفضها لما جاء في البيان المذكور ودعت الى تظاهرات في يوم الجمعة ، شارك فيها المئات من المتظاهرين للتنديد بحملة الاعتقالات التي تطال الناشطين ورفض رفع خيام الاعتصام ومواصلة التظاهرات لحين تحقيق المطالب المشروعة.
وقال الناشط الحقوقي حسين الغرابي للمدى إن " البيان الذي صدر مؤخراً في ساحة الحبوبي حول الموافقة على رفع خيام الاعتصام يمثل مجموعة من المتظاهرين ولا يمثل الجميع ، فالخيام باقية لحين تحقيق المطالب المشروعة"، وأضاف إن " البيان المذكور صدر تحت تأثير ضغط الاعتقالات".
وأشار الغرابي الى أن " الناشطين يتعرضون الى المساومة وتخييرهم بين رفع الخيام أو تعرضهم للاعتقال أو تهديدهم بإقامة دعاوى قضائية تجعلهم تحت طائلة الملاحقة الأمنية "، مبيناً أن " الناشط الذي تجري مداهمة داره ولم يتمكنوا من اعتقاله يعتقلون أحد أفراد أسرته بدلاً عنه".
واضاف الناشط الحقوقي إن " العديد من الناشطين تعرضوا للمساومة والاعتقال ، فالناشط نواف البدري تم تفجير داره واعتقال شقيقه لإرغامه على رفع خيمته من ساحة الحبوبي ، فيما اعتقل شقيق الناشط في تظاهرات قضاء الرفاعي حسين الزعيم عندما لم يتمكنوا من اعتقال الأخير"، وأضاف أن " الناشط سعدون جابر ( ابو رائد ) البالغ من العمر 75 عاماً تم اعتقاله مؤخراً بعد أن أعلِن قرار المتظاهرين برفض رفع خيام ساحة الحبوبي".
وأكد الغرابي اعتقال وملاحقة عشرات المتظاهرين والناشطين في ساحة الحبوبي، فيما تداولت وسائل الإعلام وأوساط المتظاهرين اسماء عدد من المعتقلين من بينهم كرار الحجيمي وسعود البدري ومصطفى عبد الزهرة وسجاد جبار ومحمود أبو كيان والناشطين أبو الياس وأبو عباس وغيرهم.
ومن جانبه قال الناشط أحمد علي التميمي إن " قرار الموافقة على رفع الخيام يأتي للحفاظ على المتظاهرين من المخاطر التي تتهددهم "، منوهاً الى أن " الخيام في ساحة الحبوبي متعددة الولاءات فمنها ما هو خالص الولاء للثورة ومنها ما هو حزبي ومنها ما يدخل ضمن إطار الأغراض النفعية".
وأشار التميمي الى أن " الخيام التي تعمل وفق أجندات حزبية وأغراض شخصية هي من أثرت على الثورة ولابد من تصحيح المسار عبر رفع جميع الخيام والعودة الى المنطلقات الأولى للثورة "، مؤكداً أن " غاية الغاية هو الرجوع الى البداية الصحيحة المتمثلة بالاحتجاجات السلمية وتنظيم المسيرات الحاشدة".
وأكد الناشط المدني أن " أصل الثورة وديمومتها ليست الخيمة وإنما بالدوافع الحقيقية التي أدت الى اندلاعها والمتمثلة بانعدام العدالة الاجتماعية وفساد السلطة ".
وكانت مجموعة من متظاهري ساحة الحبوبي قد أصدروا بياناً حول موافقتهم على رفع الخيام جاء فيه انه "بعد تحقيق ثورتنا مطالبها المشروعة وما تبقى منها النقطة الأهم هي محاكمة قتلة المتظاهرين وهذا القرار نعرف جيداً بأن الحكومة الحالية عاجزة عنه ولكن نحن لم نعجز من المطالبة "، وأضاف أنه" ومن مبدأ الوطنية والتعدد في وسائل الاحتجاج كنا قبل الحادثة الاخيرة (هجوم الجمعة على ساحة وخيام الحبوبي ) بصدد رفع الخيام لكن بسبب الاعتداء الذي قامت به جهة حزبية معروفة للجميع قد أجلنا الموضوع لكي لا نعطي مبرراً للميليشيات لقمع أو فض أي مظاهرة مستقبلية بالقوة وكما شاهدتم عدنا بعد الحادثة أقوى وتظاهرنا واعتصمنا ".
وتابع البيان " لكن الآن وبعد ايصال رسالتنا اتخذنا قراراً بتعليق الاعتصام ورفع الخيام وفتح ساحة الحبوبي بشرط أن توفي الحكومة بوعودها لنا من أيقاف الاعتقالات وغلق جميع الدعاوى الكيدية وعدم ملاحقة جميع المتظاهرين السلمين "، مؤكداً " التظاهرات الاحتجاجية السلمية ستتواصل بالوقت والمكان الذي يحدده الثوار مع الاحتفاظ بكامل حقنا بالعودة إلى الاعتصام ونصب الخيام عندما يكون هذا في مصلحة ثورتنا السلمية المباركة".
وشهدت ساحة الحبوبي وسط الناصرية تصعيداً في الحركة الاحتجاجية يوم الجمعة ( 11 كانون الاول 2020 ) شارك فيه المئات من المتظاهرين للتنديد بحملة الاعتقالات التي تطال الناشطين ورفض رفع خيام الاعتصام ومواصلة التظاهرات لحين تحقيق كامل المطالب المشروعة.
وذكر ناشطون في تظاهرات محافظة ذي قار يوم السبت ( 5 كانون الاول 2020 )، أن استمرار حملة الاعتقال والترهيب التي تستهدف ناشطي التظاهرات في المحافظة تهدف لإرغامهم على القبول بصفقة رفع خيام الحبوبي، وفيما كشفوا عن تفجير أكثر من 7 منازل لناشطين واعتقال العديد منهم خلال أسبوع، أشاروا الى تداول قائمة اسماء مسربة تضم أكثر من 50 ناشطاً مطلوب اعتقالهم في مديرية مكافحة الإرهاب.
ومنذ وصول خلية الأزمة بقيادة مستشار الأمن الوطني قاسم الاعرجي الى محافظة ذي قار في يوم الاحد 29 تشرين الثاني 2020 شهدت محافظة ذي قار تفجير أكثر من 7 منازل لناشطين ومدنيين بالعبوات الناسفة والصوتية فيما طالت عمليات الدهم والاعتقال عشرات الناشطين في مجال تظاهرات محافظة ذي قار.
وكشف ناشطون في تظاهرات محافظة ذي قار يوم الثلاثاء ( 1 كانون الأول 2020 ) عن حملة اعتقالات ومداهمات ليلية شنتها الأجهزة الأمنية فجر الثلاثاء لاستهداف عدد من الناشطين والمتظاهرين ، وفيما أشاروا الى دوافع حزبية وراء التحرك لاعتقالهم، اتهموا خلية الأزمة ببث تطمينات مخادعة للمتظاهرين.
اترك تعليقك