يرى المُهمَّة 12 مغامرة والفيسبوك محرقة للمدربين .. شاكر محمود:الدراما المروّعة لسقوط الكبار أنتجت أسوأ دوري في التاريخ!

يرى المُهمَّة 12 مغامرة والفيسبوك محرقة للمدربين .. شاكر محمود:الدراما المروّعة لسقوط الكبار أنتجت أسوأ دوري في التاريخ!

 سأواجه الطلبة من المدرّجات .. وأتعامل بقسوة مع مَن يخذُلني

 اللامحاباة سر نجاح التطبيعية .. والنظام 16 يُعيد الهيبة لكرتنا

 بغداد / إياد الصالحي

عدّ مدرب فريق السماوة لكرة القدم شاكر محمود، قبوله تدريب الفريق اعتباراً من الجولة التاسعة للدوري الممتاز وقبل 72 ساعة من مواجهة فريق الطلبة، مسألة تحدي ذاتية بعد انقطاع قسري عن التدريب منذ سنتين، مؤكداً أن تعاون الهيئة الإدارية لنادي السماوة وجمهوره سيكون عاملاً أساسياً لإنجاح مُهمّة الملاك التدريبي برغم ظروفه المالية القاهرة وخلوّ قائمته من لاعبي الخبرة والتمرّس في المسابقة الأصعب.

وقال محمود في أول حديث خصّ به (المدى) قبل إجرائه الوحدة التدريبية أمس الثلاثاء :"سبق أن درّبت فريق السماوة لمدة سنتين 2001و2002 يوم كان عدد الفرق 26 نادياً وحصلتُ له على المركز 12، وبعد مرور 18 عاماً بادرتْ إدارته لمفاتحتي في فترة التحضير للدوري، لكنّني لم أتوصّل معها الى اتفاق بشأن قيمة العقد والراتب، ثم عادت للاتصال بي قبل أسبوع، وأكد مسؤولوها أن المحافظة والجماهير يضعون ثقتهم بي، فوافقتُ بقرار جريء في توقيته تزامن مع تقديم أوراقي للتسجيل بدورة (برو) التي تشترط عمل المدرب في المستوى الأول للموسم 2021-2020، وبذلك أنهي فترة غيابي عن التدريب منذ عام 2018".

11 تجربة

وبيّن :"لا أخشى المغامرة الناديوية في المُهمّة 12، فهناك تجارب أصعب منها بدأت عام 1997 مع فريق (كارة) للدرجة الثانية في محافظة دهوك وأهّلته للأولى، وبعده بعام واحد درّبت فريق (بيرس) في الدرجة الأولى، ثم عملتُ مع أحمد راضي بقيادة فريق (الشرطة) عام 1999 وكانت تجربة متميّزة، وانتقلتُ لتدريب (السماوة) عامي 2001و2002، وترأستُ الملاك التدريب لفريق (دهوك) عام 2004، وفريق (الجيش) 2006، و(الشرطة) 2007 و(السليمانية) 2008، و(النفط) 2012، وخضتُ ستة مواسم مع فريق (الكهرباء) 2014 تعد الأفضل لي، وكانت آخر مُهمّة في الدوري مع فريق (الطلبة) مدرباً مساعداً للكابتن أيوب أوديشو عام 2016 قبل مباشرتي العمل مدرباً مساعداً للكابتن باسم قاسم في المنتخب الوطني منذ حزيران 2017 ضمن تصفيات كأس العالم 2018".

رسالة الى سمير

وأضاف :"قبل مفاتحتي بتدريب فريق السماوة، قدّمتْ إدارتهِ عرضاً لزميلي سمير كاظم لخلافة المدرب الخلوق والكفوء غالب عبدالحسين، ووجدتُ من الأصوب أن يتفرّغ سمير لمنصبه نائباً لرئيس نادي القوة الجوية الذي فاز به في انتخابات 19 أيلول الماضي، وكتبت له رسالة مباشرة (الصقور بحاجة الى وجودك بعد النتائج المخيّبة للآمال في الجولات الأخيرة أمام أمانة بغداد وزاخو والقاسم والديوانية) وبالفعل، أحسن سمير باتخاذ قرار الاعتذار عن تسلم المهمّة".

نتائج طبيعية

وأوضح :"تابعتُ فريق السماوة عن كثب، أغلب لاعبيه من عنصر الشباب لم يلعبوا سابقاً في الدوري، ويحتاج الى أربعة لاعبين خبرة كركائز للفريق، أسعى مع الإدارة لاستقطابهم في (الميركاتو الشتوي). نتائجه حتى الآن طبيعية باستثناء مباراته الأولى مع نفط الوسط التي انتهت بخسارته بخمسة أهداف مقابل هدف، وقهر الميناء بهدف، ثم خسر بمثله أمام النجف، وتعادل سلبياً أمام نفط ميسان، ثم فاز على الكرخ بهدف، وبعده خسر مع أربيل بهدفين ومع الشرطة بالثلاثة، وأخيراً دفع ثمن أخطاء ساذجة أمام النفط ليخسر بثلاثة أهداف مقابل هدف، ولهذا أقول أن مُهمّتنا أمام الطلبة يوم غد الخميس ليست صعبة إذا ما استجاب اللاعبون للأمور الفنية الجديدة التي سأناقشهم فيها".

توجيه المساعد

وأكد محمود :"أحاول أن أعزّزَ قدرات فريقي في الوحدات التدريبية قبل مواجهة الأنيق صاحب المركز الرابع المندفع لاستعادة سمعته، وطلبتْ مني إدارة السماوة التواجد في المنطقة الفنية أثناء المباراة وهو أمر صعب لا يتفق مع علم التدريب، فاستلامي المُهمّة قبل يومين من اللقاء لم يتح لي فرصة كافية للعمل مع اللاعبين، لذلك سأقودهم من مقعدٍ قريب في المدرّجات عبر توجيه المدرب المساعد عقيل غني، آملاً أن يحققوا نتيجة جيدة تكون خير مستهل لطموحاتنا باستقرار الفريق في المنطقة الدافئة باختتام المرحلة الأولى من الدوري".

سقوط مروّع!

ويرى محمود :"إن بداية الدوري العراقي حتى نهاية الجولة الثامنة قدّمتْ لنا أسوأ نسخة منذ تأسيسه عام 1974، فلا متعة فنية ولا نتائج مستقرّة، والفرق الكبيرة سقطت في مباريات أشبه بـ(الدراما المروّعة) تركت النقاد والجمهور في حيرة من أمرهم، فبداية الشوط لا تشبه نهايته، وأداء بعض النجوم مُضطرباً ويعوزه الصفاء الذهني، ولفت انتباهنا بروز مدربين شباب أمثال أحمد صلاح وأحمد خلف وعباس عطية وقصي منير سحبوا البساط من زملاء لهم أكثر باعاً في المهنة".

الجانب النفسي

وعن تقييمه للاعبي الدوري، قال :"لم أجد أية مواصفات دولية، بعكس عقدي الثمانينيات والتسعينيات يمكننا أن تؤشّر عشرات اللاعبين الذين استحقوا الدفاع عن المنتخبات الوطنية، بينما اليوم من السهل لأي لاعب "عادي" أن يمثل فريقاً جماهيرياً ويستدعى للمنتخب الأولمبي أو الوطني، ولم نرَ لاعباً صنع الفارق ووجد حلاً فردياً يمكن أن نشيد به، وتلك من مسؤولية المدرب وأسلوبه التدريبي وجهود اللاعبين ومدى انسجامهم معه! وهنا أكشف لأول مرة أنني أهتمُّ بالجانب النفسي وأكرِّمُ اللاعب الجيّد قبل الإدارة، لكنّني أتعامل بقسوة مع اللاعب المُسيء، وخلال مسيرتي أمتدّتْ يدي لتعاقب أربعة لاعبين خذلوني في الملعب ولم أشعر بوفائهم للفانيلة".

قاعدة هشّة

وذكر محمود :"من المؤسف أن يجري تقييم بعض رؤساء الأندية لمدربي فرقهم في ضوء ما يُكتب عنهم في (الفيسبوك) وغالباً ما يأتي بالسلب ويغدو محرقة لهم، أو ما يبديه الإعلاميون من آراء متباينة، فالمدرب العراقي يبحث عن كل جديد في عالم كرة القدم، ودخل دورات خارجية وداخلية لتطوير إمكاناته. المشكلة في اللاعب كونه لم يؤسَّسْ صحيحاً، وتأكّد عندما تغيب دوريات الشباب والتربيات والجيش عن كرتنا فلا أمل لها بتدعيم قاعدتها الهشّة أصلاً، ولا تلوح أية فرصة لتحقيق الانجاز في طريق البطولتين المصيريتين (المونديال وآسيا)".

النظام 16

ولفت الى أنه :"إذا ما أردنا أن نعيد الهيبة لدورينا، علينا أن نقلّص فرقه ونعمل بنظام 16 نادياً، شريطة أن يقتصر تمثيل المحافظة بنادٍ واحدٍ وفقاً لآليات التأهّل كي يجتمع خيرة اللاعبين في منافسات تزيد حماستهم في جدول مضغوط بمباريات قليلة ونوعية، مع ضرورة عودة ستة أندية لها تاريخها في الدوري وظلمتها الظروف وهي (كركوك وسامراء والموصل والرمادي والناصرية ودهوك) وأتذكّر عندما كنا نمثّل الشرطة والقوة الجوية ونعود من الموصل بتعادل ثمين مع فريقها العنيد والمقاتل وسط ملعبه وجمهوره نشعر بقيمة النقطة ونحن نتنفس بمشقة"!

الفرق الثمانية

وعزا محمود عدم توليه قيادة الفرق صاحبة التسلسل من (8-1) في الدوري الى :"قناعة إدارات الأندية بمدرّبَيْنِ أو ثلاثة تتناوب على تسميتهم حسب نتائج فرقها، وعدم التواصل مع الوسطاء المُقرّبين جداً لتلك الإدارات، والغياب عن برامج الرياضة في الفضائيات، كونه أمر مهم جداً في تسويق بعض المدرّبين، كما أن الإدارات دأبت على تقييم المدرب ولا تمتلك مشرفين خاصين بكرة القدم، ولهذه الأسباب أشعر بالحزن لمضي 22 عاماً على عملي في التدريب ولم أجد فرصتي مع الأندية الكبيرة، وحتى ترشيح الاتحاد السابق لعملي مع المنتخب الوطني جاء بصفة مدرب مساعد".

قرارات التطبيعية

وختم شاكر محمود حديثه، عن رؤيته لعمل الهيئة التطبيعية لاتحاد الكرة، قائلاً :"أرى أنها نجحت في إصدار قرارات لا تستثني منها أحداً، ولا تحابي شخصاً بعينه، ولا تتعامل بالفِعل وردّ الفِعل، ونصيحتي لمسؤوليها أن تكون عقوباتهم قاسية و(تكسِر الظهر) سواء للمدرب أم للاعب أم لرئيس النادي، فمن غير المنطقي أن تصدر إساءة من هؤلاء وغيرهم ويتم تغريمهم مليوني دينار فقط أو تنظر في اتهام مدرب لحكمٍ بالانحياز وتوقفه مباراتين، بينما هناك مدرب في ألمانيا صرّح للإعلام أنه يشكّ في ركلة جزاء ضد فريقه تقرّر حرمانهِ مرحلة واحدة! وفي المقابل أتمنّى أن تكافئ التطبيعية أي عمل مُميّز لإرساء النظام والأخلاق والعدل في سوح اللعبة"!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top