بعبارة أخرى: لا أثر .. ولا تأثير!

علي رياح 2020/12/21 06:30:01 م

بعبارة أخرى: لا أثر .. ولا تأثير!

 علي رياح

حين انتهي من مشاهدة مباراة عامرة بما نسميه – اصطلاحاً - نجوماً دولية ، يعود السؤال الطويل المُحيّر ذاته كي يواجهني : كيف يمكن بناء منتخب قوي في ظل هذا المستوى المتهالك لمباريات الدوري ، وفي ظل التراجع شبه الشامل لمستوى لاعبينا الدوليين الذين شحّ عطاؤهم مع أنديتهم في الإطار المحلي ، فهل لديهم ما يمكن أن يجودوا به خارج الحدود؟!

المسألة تتعلق بفرق يستحوذ (نجومها) في العادة على مقاعد مهمة في المنتخب ، خذ مثلاً الشرطة والزوراء والقوة الجوية بالذات وأنظر – من دون عاطفة – إلى ما قدمه اللاعبون الدوليون في الأدوار التسعة المنتهية من الدوري ، لترى أننا بهذا الهبوط الحاد في الخط البياني إنما نخرق المألوف الذي اعتدنا عليه ، وهو أن يكون اللاعبون الدوليون مفاتيح النجاح لأنديتهم ، فهم الذين يملأون الميدان حركة ونشاطاً وحضوراً ، وبفعل أثرهم الحقيقي تجتاز أنديتهم الأوقات الصعبة وتصل إلى النتائج المطلوبة! 

في أنديتنا الجماهيرية ، يتحول اللاعبون من قوى إيجابية ضاغطة نحو تحسين النتائج إلى ما يشبه العصي التي تعرقل دواليب الأداء ، وهي ظاهرة يجري تكريسها تماماً هذا الموسم بعد أن خرجت النسبة الكبيرة من اللاعبين الدوليين من دائرة التأثير ، وتركت فرقها تعاني قبل الخروج بنتائج متعثرة يمكن رصدها تماما عند الذهاب إلى لائحة الترتيب بعد تسع جولات لنرى غياب مثل هذا الأثر أو التأثير! 

لا أريد الجزم النهائي بأن بعض (النجوم) أصبحوا عالة على أنديتهم ، برغم أن الوقائع على الأرض تشير إلى ذلك ، ففي يقيني أن هؤلاء يدّخرون أكثر من مما أظهروا فعلا وعليهم أن يراجعوا أنفسهم .. فمثل هذا الترهل في الأداء ربما ينجم عن ثقتهم بأن مراكزهم في فريق النادي محفوظة ، أو أنها كذلك مع المنتخب الوطني حيث يندر وجود اللاعبين الجدد الذين يملكون حقا مواصفات النجوم! 

النتيجة أننا صرنا نشاهد الأندية التي أنفقت الكثير على نجومها تعاني الأمرّين مع فرق لا شأن لها بالنجومية ولا تضم الأسماء الشهيرة ، فضاعت عندنا المقاييس والتوقعات ، واختفت أية وسيلة لقراءة الخط البياني المنطقي لفريق بحجم الزوراء أو الشرطة أو القوة الجوية! 

أعود لأذكـّر نفسي وأذكـّركم بالسؤال الذي بدأت به ، لأردفه بسؤال أراه في غاية الأهمية : ما الذي يقوله سريتشكو كاتانيتش في دخيلة نفسه حين يرصد هذا الأمر وهو يعدّ العدّة لاستئناف التحضير الجدي للتصفيات المونديالية – الآسيوية المزدوجة؟! 

المنطق يقول إن مثل هذه المقدمات لابد أن تؤدي إلى نتائج من النسيج نفسه .. الدوري حين يكون مرتفع المستوى تقود الأندية الجماهيرية فيه سباق المستوى والعروض والمتعة ، يفضي حتما إلى نتائج مبهرة على صعيد المنتخبات ، أما إذا حصل العكس ، وهذا ما يجري فعلاً في ملاعب الدوري العراقي الآن ، فإن المنتخب سيكون المتضرر أيضاً وليس أندية النخبة أو النجوم وحدها! 

كنت حين هيمن فايروس كورونا على المشهد الحياتي بكل تفصيلاته ، أنتظر انفراجة تعيد إلينا شيئاً من إيقاع الحياة المعتاد ، بما في ذلك استعادة الروح في ملاعب الدوري ، على أمل أن تكون المستويات في الدوري مدخلا لطمأنتنا على وضع المنتخب .. لكن آمالي تبددت كثيرا في الجولات المنقضية من الدوري ، فالمباريات باتت تمثل لكثير من اللاعبين الدوليين إسقاط فرض يجب الانتهاء منه بأية صورة وعلى أي نحو .. واتمنى ألا تذهب بنا هذه (الروحية) إلى المنتخب وإلى فرصه في ظهور مميز ونتائج إيجابية في التصفيات المزدوجة!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top