لعبة سومرية تعود للوجود في متحف الناصرية الحضاري بعد أكثر من 4500 سنة

لعبة سومرية تعود للوجود في متحف الناصرية الحضاري بعد أكثر من 4500 سنة

 منتظر الخرسان

بعد مرور أكثر من 4500 سنة تعود من جديد لعبة مارسها السومريون للتسلية وتنمية مواهبهم الذهنية بين فئات شبابهم وملوكهم آنذاك اكتشفها المنقبون في عشرينيات القرن الماضي وفك رموزها الآثاريون لتكون بين متناول الجميع وهي "لعبة أور". واللعبة خشبية اكتشفها السومريون لغرض التسلية والتركيز الذهني عثر عليها أثناء عمليات التنقيب داخل مدينة أور الاثارية عام 1921 في القرن الماضي من قبل بعثة آثارية بريطانية ليتم نقلها ووضعها في المتحف البريطاني ويفككوا رموزها ومعرفة طريقة استخدامها. 

مدير متحف الناصرية الحضاري عامر عبد الرزاق وهو جالس في إحدى قاعات عرض الآثار الكبيرة مع صديق له وأمامه "لعبة أور" التي صممت لتكون شبيهة للعبة الأصلية الموجودة في المتحف البريطاني ليقول وهو يشير إليها ان علماء الآثار حددوا تاريخها اذ تعود لسنة 2500 قبل الميلاد أي عمرها يتجاوز الـ4500 سنة وان اللعبة الأصلية المصنوعة من الخشب والمرصعة باللازورد والأحجار، اللعبة التي لا يتجاوز حجمها الـ50 سم طول و25 سم عرض مقسمة إلى لوحين احدهما يضم 12 خانة مربعة وأخرى 6 خانات وتربط هذين اللوحين خانتين متلاصقتين رسمت على هذه الخانات العشرين رموز هي اقرب للنجوم مع ثمانية من النرد بشكل هرم يلعبها شخصان لكل واحد منهما 4 قطع لتوضع في اليد ومن ثم ترمى على سطح المنضدة ليعرف بعدها الشخص عدد تنقلاته داخل الخانات العشرين، فـ"لعبة اور" اقرب الى اللعبة المحلية "الطاولي"، ولم يكتف البريطانيون بوضعها في خزانات المتحف بل تم رسمها على احدى أرضياته وبرمجتها بشكل لعبة الكترونية ليتسنى للزائرين من الكبار والصغار ممارستها فهذه طريقة للترويج عن المتحف وعن تلك العوالم التي تجاوز عمرها وحضارتها الـ6000 سنة.

اللعبة الخشبية حصل عليها "عامر" بعد ان تم عرضها في متجر الامزون الالكتروني ليوجه بعد ذلك دعوة عبر صفحته في التواصل الاجتماعي لأولئك الذين يودون دعم التراث وإحيائه فيتلقى بعدها رسائل من الجالية العراقية يرغبون فيها الشراء وإهدائها الى المتحف اذ يبلغ سعرها في المتجر 50 دولارا أمريكيا، ووصلت حتى الآن قرابة الأربعة لعب الى المتحف.

يصفها "عامر" بأنها لعبة ستراتيجية خاصة بالذكاء أكثر من ان تكون للتسلية، فهي تبين المستوى الفكري لدى المملكة السومرية آنذاك ومدى اهتمامها في تنمية القدرات الذهنية لشعبها. "لعبة أور" الموضوعة داخل علبة من الورق المقوى وضعت معها خارطة تبين طريقة استخدامها باللغة الانكليزية، "عامر" عازم على طرح هذا الإرث السومري الى الشارع ليكون بين متناول الجميع ليبدأ اتصالاته مع أصدقاء له لتصميمها وإنتاجها من قبل "نجارين" وفتح دورات تعليمية لطريقة ممارستها. طرق إحياء التراث الحضاري وفق منهجية "عامر" تسلك أشكالا وأنماطا مختلفة لا تقتصر على زيارة المتحف ومشاهدة القطع الآثارية والشواخص الموجودة بل تكون من خلال الرُقم الطينية التي تعطى كهدايا كتبت عليها أسماء الزائرين بأسماء سومرية وممارسة لعبة ذلك الشعب الذي عرف الحرف الأول ونظم القوانين. فـ"لعبة أور" تشير الى عالم يضم عجائب وغرائب لم تكتشف حتى الآن فلا غرابة في ان تكون هناك لُعب أخرى او هوايات كان يمارسها السومريون.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top