الفريد سمعان... كنت قد إهتديت

الفريد سمعان... كنت قد إهتديت

 جمال العتّابي

أبو شروق... منذ ديوانك الشعري الأول(في طريق الحياة) الصادر عام 1952،وقبله بسنوات، كنت قد حسمت نهجك ومسارك في الحياة،

أو منذ بدأت تتهجى الحروف، كانت ترتسم على شفتيك بسملة الوطن والشعب، والحرية، والخبز، كنت قد اهتديت إلى الحزب، جنّتك في الأرض، تنتشي فيها روحك، على الرغم من آلام السجون، وقيود المعاصم، لم يذلّك الحديد يوماً ما، ولا فتر عزم شبابك، أبيت أن تظل شامخاً، حتى وأنت تفقد رفيقة دربك أم شروق، في حادث قتل دنيء، لم تتعب خطاك يا صديقي في متاهات السنين، كنت تطوف بأجنحة بيضاء، لا يعرفها إلا الشعراء المنطلقون من المنبع، الناجون من قطار الموت، وسكاكين شباط، الذاهبون إلى نقرة السلمان، المنحدرون إلى حيث يصب المجرى، كنتم هبات الزمان، وكنتم سبايا البشر، وكانت عيون الذئاب تصوب نحو العيون، كنا نحن (الصغار) نتعلم من حكمتك الأزلية، فيما تبنيه وتعطي، في أروقة الثقافة الجديدة، وطريق الشعب، كنت ترى ماليس نراه. ووهبت للحب الأعظم أنبل عاطفة إنسانية. 

هكذا إجتزت المسافات، وطوفت بعيداً، وحين تسلل اليك ضياع الحلم، إشتقت لتلقى مدناً أخرى، وتطوي أخرى، تظل قصائدك وحلمك الأخضر والذكرى، وما يعتلج الآن بنا، أيها الموغل مابين فؤادي والضلوع.

يالقلبي كلما أغمض جرح أيقظه ألف حزن في العراق،

كيف أرثيك يا أبا شروق، بما تنزفه الكلمات، لم أعلم أن الموت على بعد خطوات منك، وإنه يتأهب ليخطفك منا، ها أنا اتعثر بخطاي، نحو عروق النخل وإنسجة الورد، أخط أسمك عليها، سأرسم وجهك على دفقة ماء، أو على دكة يقف عندها الجواهري في مبنى إتحاد الأدباء، سأكتب اسمك على أشجار السرو في حديقة حزبك، مؤكد أنها لن تنحني للريح يا أبهى النجوم.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top