نغطي تكاليفنا من بدلات الإيجار.. والمحافظ لم يذلّل معاناة النقل!
بغداد / إياد الصالحي
أكد لطيف خلف التميمي رئيس نادي شهربان الرياضي، عضو الاتحاد الفرعي لكرة القدم في ديالى، أن الرياضة العراقية بحاجة الى قرارات حكومية جريئة تنقذ الأندية الفقيرة من العوز المادي لتتمكن من استقطاب الشباب ورعايتهم ضمن الإمكانات المتاحة مثلما يسعى النادي الى دفع أكثر من بطل في ألعاب مختلفة للدفاع عن المنتخبات الوطنية في المحافل الدولية.
وقال لطيف في حديث خصّ به (المدى) :"نظراً لحاجة قضاء المقدادية في محافظة ديالى الى نادٍ ثانٍ بسبب الكثافة السكانية تم تأسيس نادي شهربان الرياضي عام 2003، وأنتُخِب لهيئته الإدارية ثلّة من خريجي كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة، ومسكَ أمانته المالية خريج كلية إدارة واقتصاد أي كل مسؤوليه يمتلكون شهادات عالية ومتسلّحين بخيرة كبيرة".
ثقة الرياضيين
وأضاف :"بناء على ثقة رياضيي شهربان بسيرتي فزت برئاسة النادي للدورات الانتخابية 2004 و2008 و2012 و2016، كوني لاعباً سابقاً في نادي المقدادية بكرة القدم ومثلتُ منتخب ديالى والفرق العسكرية للفترة من 1970 لغاية 1980، وتفرّغت بعدها للعمل الإداري، وأحمل شهادة البكالوريوس بالتربية الرياضية، ومستمر بمنصبي حتى صدور قانون الأندية الجديد للعام 2021 الذي سينظّم شؤون الأندية من جميع النواحي".
قاعات .. ورموز
وأوضح :"مُنح نادي شهربان مساحة من الأرض تقدّر بدونم تابعة لوزارة المالية ومخصّصة لوزارة الشباب والرياضة، وتم بناء قاعتين لـ(بناء الأجسام ورفع الأثقال) ولكرة الطاولة، وملعب مكشوف للخماسي، وآخر لكرتي (السلة والطائرة) ولدينا جناح إداري متكامل مع أربعة غرف للمدربين، ويستفيد نادينا من القاعة المُغلقة التابعة لمديرية شباب ورياضة المقدادية يتدرّب عليها فريق كرة الصالات، وتخوض فرق النادي مبارياتها الرسمية عليه، فضلاً عن وجود ملعب أولمبي بعشب صناعي مجاور لهذه القاعة تابع لوزارة الشباب والرياضة بسعة ألفي متفرّج قابل للتوسّع تم إنشائه عام 2012".
ويذكر لطيف :"من رموز مدينتنا التي تتفاخر بهم طوال الحركة الأولمبية، هُم في لعبة رفع الاثقال (محمود غائب ومحمد إقبال وإبراهيم شاطر علي وجعفر قلي وصفاء راشد) وفي كرة اليد كاظم سفر، وغيرهم من نجوم الرياضة الذين توجّهوا الى أندية العاصمة لتمثيلها مقابل عقود مجزية لا يوفّرها النادي لضعف ميزانيته".
فريق الصالات
ويضيف :"من أهم الألعاب التي تميَّزَ بها النادي هي رفع الأثقال وبناء الأجسام وكرة الطاولة والتنس، ومع استمرار هذه الأنشطة، يقف نادي شهربان اليوم بين أفضل أندية الدوري الممتاز لكرة الصالات الذي تنظّمه الهيئة التطبيعية لاتحاد كرة القدم، ويحتل المركز السابع بعد انتهاء الجولة الثالثة عشر، ويقف لاعبنا مصعب جمال بمركز وصيف هدافي الدوري بـ 17 هدفاً حتى الآن وتم استدعاؤه مؤخراً لتمثيل المنتخب الوطني الى جانب زميليه وسجاد هيثم وحيدر رعد، ومن المؤمّل أن يتقدّم فريقنا الى المربّع الذهبي في حال توفر الظروف المادية الجيدة خلال المرحلة المقبلة".
معاناة النقل
وكشف لطيف :"يعاني نادي شهربان خلال مشاركته في دوري كرة الصالات من عدم وجود سيارة خاصة لنقل اللاعبين من مدينتنا الى بقية مدن العراق لأداء الالتزام في المنافسة، فتكلُفة كل سفرة الى المحافظات البعيدة مثل البصرة تقارِب مليوني دينار وتشمل النقل والطعام والسكن لليلتين، وسبق أن ناشدنا مثنى التميمي محافظ ديالى، بخصوص مساعدة نادينا بتخصيص سيارة (كوستر) حديثة لنقل الفريق الى المحافظات البعيدة، ووعدنا خيراً دون أن نرى شيئاً، علماً لا نريد منه تخصيصات مالية للطعام والفندق والعقود، كل ذلك يجري تغطيتها من موارد الإيجار المتيسّرة".
واستدرك :لولا تعاون اللاعبين معنا في تحمّل ظروفنا المالية الصعبة لما بقي أي منهم، لكنّهم أوفياء للفانيلة وللمدينة وهذه فرصة لأتقدم لهم بالشكر جميعاً.
بدلات إيجار
وعن مصادر تمويل النادي، قال :"لا يوجد تمويل له منذ سنتين بعد أن تم إيقاف منحة وزارة الشباب والرياضة البالغة سبعة عشر مليون دينار كل شهرين، وكانت عامل ديمومة لجميع الأندية غير المرتبطة بالمؤسّسات الحكومية، وحالياً يستمدُ نادينا مورده المالي من بدلات إيجار ثلاثين محلاً تجارياً يحيطون به (إيجار المحل الواحد مليوني دينار سنوياً) ويبلغ مجموع الإيراد السنوي منها ما يُقارب سبعين مليون دينار، وهو مبلغ لا يكفي لسدّ رواتب لاعبي الفرق لاسيما أن لاعب كرة الصالات يتقاضى 500 ألف دينار شهرياً".
اجتماع مع درجال
وعن الحلول المقترحة لإنهاء أزمة ضعف التمويل، أفاد لطيف :" اجتمع ممثلو سبعة عشر نادياً من عموم مناطق المحافظة مع مجلس المحافظة عدّة مرّات، وآخرها بحضور وزير الشباب والرياضة عدنان درجال قبل سبعة أشهر، ناقشنا معه ظروف فرقنا ولاعبينا، وطلب الوزير من المحافِظ إبداء العون لتذليل المشكلات وخدمة شباب المحافظة وكسب الموهوبين منهم، لكن للأسف لم تترجم نتائج الاجتماع الى قرارات عملية ومُلزمة، ولا نبالغ القول إذا ما اعتبرنا أن أفضل دعم حصلنا عليه خلال عام 2020 هو 300 ألف دينار فقط من أحد مسؤولي المحافظة دفعناه لاستئجار سيارة الى مدينة الرمادي لخوض مباراة رسمية هناك، ولسوء الحظ تعرّض محرّك السيارة للعطل فسدّدنا ضعف المبلغ لاستئجار سيارتين صغيرتين أمنّت عودتنا الى شهربان"!!
الفقرة 36
وناشد لطيف الحكومة، قائلاً :"ورد في الفقرة (36) من الدستور العراقي أن (ممارسة الرياضة حق لكل فرد، وعلى الدولة تشجيع أنشطتها، ورعايتها، وتوفير مستلزماتها) لكننا نرى أن الحكومة غير قادرة على تقديم الرعاية والمستلزمات للرياضة، وخاصة الأندية الفقيرة، فكيف يمارس الفرد الرياضة؟ نقترح رفع الفقرة هذه من الدستور حتى يتم تأمين استحقاقها الكامل كنص عملي، وتُلغى الفوارق المادية بينها وبين أندية العاصمة الثرية التي تمتلك أموالاً كبيرة وباصات حديثة ومنشآت وملاعب، بعكس أندية الأقضية والنواحي ذات المساحات الضيّقة من قاعات غير نظامية وأجهزة مستهلكة ومدخولات سنوية قليلة"!
أندية متخصّصة
وأقترح لطيف على وزارة الشباب والرياضة "أن تبادر لانتشال واقع الأندية في العراق بقرار مفصلي يُمهَّدْ له بإجراء تقييم شامل لجميع الأندية المشاركة في الموسم الرياضي لعام 2018 بالتنسيق مع الاتحادات الرياضية لتأخذ بنظر الحسبان الأندية الستة الأولى في ختام لائحة منافسات بطولات كل اتحاد، وفي ضوء ذلك، توجَّه تلك الأندية لتكون متخصِّصة حسب اللعبة المتميّزة بها لرفد المنتخبات بالأبطال، وتنال ميزانياتها من الاتحادات المعنية شريطة أن يُعاد النظر في ميزانية كل اتحاد بالزيادة والنقصان لتوفير الدعم النوعي للأندية عموماً كي لا تبقى تشكّل عبئاً على الوزارة والحكومة".
خسارة المواهب
وختم لطيف خلف حديثه :"نتمنى أن تتفاعل محافظة ديالى ووزارة الشباب والرياضة بكل ما ورد في حديثنا عبر صحيفة المدى، فقد مللنا الشكوى إليهما طوال السنين الماضية وخسرنا مواهب لا تعوض نتيجة يأسها هي الأخرى من شُح الدعم، فالخسارة هنا كبيرة للرياضة العراقية الطامحة لإصلاح منظومة العمل الإداري بالأفعال لا الأقوال، وإنا لمنتظرون"
اترك تعليقك