الجمهور العراقي يتطلع أن تكون السادسة ثابتة! كأس الخليج.. بغداد توّجت الأسود بأول الأفراح فهل تُنهي البصرة آخر الأحزان؟

الجمهور العراقي يتطلع أن تكون السادسة ثابتة! كأس الخليج.. بغداد توّجت الأسود بأول الأفراح فهل تُنهي البصرة آخر الأحزان؟

 إياد الصالحي

شمّرت ملاكات وزارة الشباب والرياضة عن سواعد التحضير النهائي لاستقبال وفد الاتحاد الخليجي لكرة القدم بهدف تفقّد منشآت المدينة الرياضية في البصرة، وإبداء ملاحظاته الفنية عن مدى جاهزية ملف تنظيم النسخة 25 من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم بعد أن أنفرد العراق بطلب الاستضافة مشفوعاً بتعهّد حكومي لتلبية كل الشروط الموضوعة من قبل الاتحاد الخليجي قبيل إعلانه عن الموافقة الرسمية نهاية كانون الثاني الجاري.

الوزير عدنان درجال، نجم الكرة السابق وحامل كأس البطولة التاسعة التي ضيفتها العاصمة السعودية الرياض للفترة من 2 إلى 18 آذار/ مارس 1988، عقب فوز منتخبنا بلقبها للمرة الثالثة على التوالي بقيادة الراحل عموبابا "شيخ المدربين الوطنيين" شغل الإعلام الرياضي مؤخّراً بتصريحات معبّرة عن تصميم حكومي قوي لانتزاع حق العراق في تنظيم البطولة إثر دراسته مع ملاكات وزارته كل حيّثيات الملف وإعطائه الضوء الأخضر للجان العاملة في الهيئة التطبيعية تنسيقاً وتشاوراً مع نظرائهم في الاتحاد الخليجي بغية الإيفاء بالالتزامات الرسمية معهم برغم قطعهم الوعود الودية مسبقاً تضامناً وتأييداً لإقامة النسخة 25 في البصرة.

رهان النجاح 

في ضوء اجتماع وزير الرياضة مع رئيس وأعضاء التطبيعية لاتحاد كرة القدم أمس الأول الأثنين، أكد أن الوزارة تعمل بروح الفريق الواحد مع التطبيعية في مهمة وطنية واستحقاق جماهيري رياضي لفوز العراق والبصرة تحديداً بتضييف بطولة خليجي 25، مُضيفاً "أن ملف العراق بدأ بقوّة منذ تقديمنا طلب الاستضافة ينال دعم الحكومة المركزية والجماهير العراقية والإعلام الرياضي"، مشيراً إلى "أن رهان النجاح سيكون حاضراً في كل خطوة، وأوّلها توحيد الجهود في التجربة الأولى التي ستبدأ الأسبوع المقبل بوصول وفد الاتحاد الخليجي، ومن ثم اللقاء الأخوي الذي سيجمع الشقيقين منتخبي العراق والكويت"، مشدّداً على "أن ملاكات الوزارة أكملت جميع تحضيراتها بشأن استقبال الأشقاء بالتعاون مع محافظة البصرة وتهيئة الظروف المناسبة لاستكمال الزيارة واللقاء على أتمّ وجه."

التجربة الأولى 

حديث الوزير بهذه الثقة المفرطة والروحية الكبيرة يُدلل على سلامة الاستعدادات على الأرض بخلاف ما يتحدّث به بعض المقرّبين من مصدر القرار الفني سواء ممّن عملوا في الملف ذاته خلال السنين الماضية أو المُحللين لرؤية واقع مدينة البصرة من جميع الجوانب، أي دون عزل الرياضة عمّا يحيطها من مؤثرات اجتماعية وسياسية وأمنية وحتى تنظيمية باعتبار أنها التجربة الأولى - مثلما أشار الوزير- لجسّ نبض تعاطي الوفد الخليجي مع أجواء التنظيم المفترض أن تكيّف لاستقبال ضيوف البصرة من شخصيات كبيرة لقيادات الدول المشاركة، ورؤساء اتحاداتها وبعثات المنتخبات السبعة وحشود الإعلام على مختلف تخصّصاته المقروء والمرئي والسمعي، إضافة الى زحف آلاف المشجعين من دول المنطقة القريبة والبعيدة لمتابعة أحد أهم البطولات الإقليمية ذات التاريخ العريق في منافسات اللعبة.

البُعد السياسي! 

لا شكّ، أن مسلسل الأحزان استمر بعد أن فقد العراق خمس فرص تنظيمية لكأس الخليج للنسخ 20 و21 و22 و23 و24، لأسباب يتحمّل بعض مسؤولي اتحاد الكرة المحلي ضياعها نتيجة التقاطع في الرؤى بينهم وبين وزراء الشباب والرياضة السابقين مثلما حدث بين رئيس الاتحاد الأسبق ناجح حمود ووزير الرياضة الأسبق جاسم محمد جعفر على هامش مؤتمر رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم في اجتماعهم يوم 31 تشرين الأول عام 2011 في مقر الاتحاد الكويتي للعبة، والذي أقرّ بـ(نقل البطولة 21 المقرّرة عام 2013 من العراق إلى البحرين بسبب الأوضاع الأمنية على أن ينظم العراق الدورة التالية) ووقتها طلبتْ الوزارة من حمود تفسيرات عن أسباب النقل، وذكر الوزير جعفر في تصريحات صحفية (أن البُعد السياسي للحدث وما تمرّ به المنطقة هو الذي ألقى بظلاله على البطولة وقرار نقلها وليس كما أعلن عن عدم جاهزية البصرة لاستقبال الحدث الخليجي) وأردف (أن دولة البحرين لا تتمتّع بمنشآت رياضية مناسبة لإقامة بطولة الخليج) فجاء رد حمود (أن قرار نقل خليجي 21 إلى البحرين كان قراراً رياضياً ومنطقياً، وليس سياسياً لعدم اكتمال البُنى التحتية الرياضية التي يفترض أن تسخّر لاستضافة البطولة مطلع عام 2013).

خطوات هادئة 

يراهن كثيرون على الخطوات الهادئة التي يتبعها وزير الشباب والرياضة عدنان درجال في عملية سحب القرار الخليجي لصالح العراق دون ضجيج إعلامي ومماحكات وتصريحات منفلتة ترفع حدّة الحُنُق لدى المعنيين بالموافقة على منح ملف التنظيم، وهي خطوات مدروسة بحُكم تجارب مريرة سابقة اطلع عليها درجال حتماً أثناء مراقبته الحِراك الكروي من محل إقامته في العاصمة القطرية الدوحة منذ عام 1994 حتى عودته الى الوطن عام 2018، وكان الإعلام العراقي جزءاً رئيساً من فشل الحصول على شرف التنظيم منذ النسخة الخامسة التي نظّمها العراق للمرة الأولى والأخيرة للفترة من 23 آذار/مارس 1979 إلى 9 نيسان/إبريل عام 1979 وتوّج بها بعد ثلاث سنوات من تدشين مشاركته في النسخة الرابعة بالدوحة 1976.

رسالة الإعلام

استدرك درجال أهمية التوجّه الى مسؤولي المؤسّسة المهنية مؤكداً لهم (أهمية شراكة الإعلام في تكثيف التغطيات لزيارة الوفد الخليجي الخاص باستضافة بطولة كأس الخليج 25 نهاية عام 2021 في البصرة، فضلاً عن مباراة المنتخبين الشقيقين العراقي والكويتي يوم 27 كانون الثاني الحالي لإظهار الوجه الحضاري للبلد، وإيصال رسالته إلى العالم أجمع) وهي رسالة واضحة لتعزيز دور الصحافة والقنوات الفضائية في تقوية روابط الأخوة بين جميع الدول المشاركة وخاصة دولة الكويت التي يمثل (ديربي) البصرة المثير نكهة خاصة لدى جماهير البلدين، ومن المؤسف أن يسبقهُ نبش وثائقي من مآسي احتلال الكويت عام 1990 بعرض كتابٍ لرئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الأسبق عدي صدام حسين بتاريخ 9 آب العام ذاته (لم يتم التحقّق من صحته) يفيد بتخويله عدنان درجال وزميليه حاتم شريف وحسين سعيد صلاحيته لإجراء مناقلة الأجهزة والمعدّات الرياضية بين المؤسّسات الرياضية كافة.. وماذا بعد؟ لم يُظهر مسرّب الكتاب أي موقف ذي صلة يُدين الثلاثة بتهمة بائِنة وبالدليل تستدعي مُساءلتهم نظير تخويلهم وفقاً لكتاب ابن رئيس النظام السابق! ويرى عدد كبير من الرياضيين والإعلاميين أن توقيت إثارة الموضوع يرتبط بتصفية حسابات انتخابية تارة وشخصية تارة أخرى تضرّ بالعلاقة الممتازة مع الأشقاء في الكويت وهم يجهّزون حقائب زيارتهم لبلدهم الثاني، ولمدينتهم المتاخمة وهم يردّدون (وفي البصرة الفيحاء كل جراحنا تُلمُ .. ومنها يقبلُ الفجر زاهياً) .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top