انهيار جزء من طاق كسرى المدائن يحفز دعوات عاجلة لإنقاذ ما تبقى منه

انهيار جزء من طاق كسرى المدائن يحفز دعوات عاجلة لإنقاذ ما تبقى منه

 ترجمة حامد أحمد

الضرر الذي لحق مؤخراً بمبنى طاق كسرى التاريخي ، الذي يعد تحفة معمارية نادرة يبلغ عمرها 1500 عام ، بانهيار كتلة صخرية كبيرة منه ،

قد جدّد دعوات عاجلة لمسؤولين في الحكومة ومنظمات تعنى بأمور الإرث الحضاري أن تتحرك لحماية هذا الصرح التاريخي .

طاق كسرى أو أيوان المدائن ، الذي يقع على بعد 30 كم تقريباً جنوب بغداد قد تم تشييده عام 550 ميلادية ويعود لعصر الحقبة الساسانية التي حكمت للفترة ما بين 224 – 651 ميلادية ويبلغ ارتفاعه حوالي 36 متراً . إنه الجزء الوحيد الباقي فوق الأرض من هيكل المبنى القديم لمدينة ، طسيفون ، التاريخية الواقعة في منطقة المدائن ، العاصمة الملكية السابقة للإمبراطورية الفارسية قبل مجيء الإسلام وتحريرها . يعد إيوان المدائن أو طاق كسرى صرح معماري مهم لكونه أكبر طاق حجري مقوس في العالم مشيد من قطعة صخرية واحدة بدون دعامات .

استناداً لمتحدث باسم منظمة الثقافة والتربية والعلوم اليونسكو التابعة للامم المتحدة ، فان قطعة بحجم أربعة أمتار من السقف المقوس للطاق قد انهارت بعد سقوط أمطار غزيرة في المنطقة قبل 20 يوماً تقريباً . وفي مكالمة هاتفية بين منظمة اليونسكو ومدير عام هيئة الآثار والتراث العراقية ، أياد حمزة ، قال الأخير إن المبنى التاريخي في وضع " خطر وحرج " وبحاجة لتحرك عاجل من أجل إسناد ما تبقى من جزء السقف للحيلولة دون سقوط جزء آخر من الطاق .

متحدث منظمة اليونسكو قال لموقع ، هايبراليرجك ، الإخباري الاميركي إنه " لم يتقدم أي أحد من وزارة الثقافة أو الحكومة العراقية بطلب لمنظمة اليونسكو لأي مساعدة أو دعم ." وأشاروا أيضاً الى أن الموقع التاريخي غير مدرج على لائحة التراث العالمي أو القائمة التجريبية .

وقد أشار بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الى الحالة السيئة و المتدهورة التي يعيشها المبنى التاريخي من عدم صيانة وإهمال على مدى عقود . مسؤولون عراقيون وإيرانيون تباحثوا على مدى طويل للتعاون حول استرجاع الصرح لوضعه وترميمه ، ولكن المشروع لم يطبق . وفي أعقاب الأضرار الأخيرة التي حلت بالمبنى وافقت الجهات الإيرانية على استرجاع هيكل المبنى ولكن بكلفة تقديرية تصل الى 600,000 دولار ، حسب ما شارت له صحيفة طهران تايمز .

وقام عدد من نشطاء ومنظمات حماية التراث ، عبر الأسابيع القليلة الماضية ، بتوجيه انتقادات للحكومة المحلية لإهمالها صيانة الموقع والصرح التاريخي . ومن بين تلك المنظمات التي تحث باتخاذ إجراءات عاجلة هي منظمة ، ليوان ، غير الحكومية المستقلة التي يقودها فريق من الآثاريين والمعماريين والمهندسين وخبراء التاريخ العراقيين مع جهات أخرى معنية بالحفاظ على الإرث الحضاري العراقي .

متحدث باسم منظمة ليوان قال لموقع هايبراليرجك الإخباري " طاق كسرى يعد من بين أهم المواقع التراثية المهمة في العراق . وكما هو الحال مع مواقع آثارية وحضارية ضخمة أخرى ، فان هناك إهمالاً كبيراً يعود للافتقار الى التمويل والدعم في البلد . وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والتراث ، والتي تعتبر الجهات المسؤولة عن موقع طاق كسرى ، لم تتلقَ تخصيصات مالية كافية من قبل الحكومة لكي تباشر بتدخل عاجل وإجراءات للحفاظ على الموقع . إنها أزمة تحتاج لإجراءات طارئة ."

وعزت منظمة ليوان الحالة غير المستقرة التي يتعرض لها طاق كسرى الى المشكلة الأكبر المتمثلة بعد تخصيص موارد مالية كافية لحماية المواقع والنصب الأثرية في البلاد .

وقالت منظمة ليوان " العراق يمتلك مجموعة خبراء ذوي قدرات عالية للحفاظ على المواقع الأثرية ، ولكن العمل على طاق كسرى يتطلب تمويلاً كافياً ، والذي لم يأتِ . طاق كسرى يعتبر قضية ساطعة على إهمال إرث العراق الحضاري ضمن سياق سياسة البلد . من أجل إنقاذ طاق كسرى من أي انهيار محتمل آخر يتطلب إسناداً ودعماً دولياً وبالأخص الإسناد المالي . بدون إسناد دولي فانه من المحتمل جداً أن ينهار قوس طاق كسرى الشهير خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة ."

ويذكر أن إيوان كسرى كان في الماضي وجهة سياحية بالنسبة لكثير من أهالي بغداد ومناطق أخرى في العراق للترفيه عن أنفسهم وقضاء أوقات ممتعة في أرجائه , وكان لا يخلو من السياح الأجانب الذين يأتون من كل مناطق العالم للاطلاع على المواقع الأثرية في البلاد .

وتشير المعلومات التاريخية الى أن موقع إيوان كسرى قد تعرض عام 1888 الى سيول دمرت ثلثي المبنى ، وجرت أعمال صيانة وترميم له خلال حقبة الثمانينيات وتوقفت أعمال البناء والصيانة فيه عام 1991 إبان حرب الخليج الثانية وما يزال يعاني الإهمال الى يومنا هذا .

عن موقع هايبراليرجكالإخباري

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top