أيام قليلة وتبدأ محاكمة العزل الثانية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وسط محاولة من الديمقراطيين لمنعه من تولى المنصب مجدداً بعد أن غادر البيت الأبيض بالفعل الشهر الماضي. لكن تبدو إدانته شبه مستحيلة في ظل غياب الدعم المطلوب من الجمهوريين في مجلس الشيوخ.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن شكل محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ يظل غير واضح مع رفض الأخير طلباً من الديمقراطيين بمجلس النواب للإدلاء بشهادته.

وكان الديمقراطيون قد طلبوا من ترامب الإدلاء بشهادته حول دوره فى هجوم السادس من كانون الثاني على الكابيتول الأميركي، وهي الدعوة التي رفضها مستشاروه على الفور، والتي لا تقدم أي مؤشرات حول ما إذا كان سيتم استدعاء مزيد من الأشخاص هذا الشهر خلال المحاكمة المقررة الأسبوع المقبل.

وكتب النائب الديمقراطي جامي راسكين، مدير العزل الرئيسي، إلى ترامب يدعوه للإدلاء بشهادته لأن محامييه جادلا حول المزاعم بأنه أثار تمرد السادس من كانون الثاني على الرغم من وجود أدلة واضحة وكاسحة، بحسب ما تقول الصحيفة.

ويجادل مديروا العزل فى بند اتهامهم لترامب بأن الأخير حرّض على أعمال الشغب بشحذ مؤيديه بجنون فى خطابه فى السادس من كانون الثاني، ومن خلال الترويج لأكاذيب لأشهر مفادها أن فوز بايدن في انتخابات الرئاسة كان يشوبه التزوير. كما اتهموا ترامب برفض المساعدة في وقف الفوضى، بل والاستمتاع بها وهو يشاهدها تحدث على شاشات التلفزيون من البيت الأبيض.

وكتب راسكين يقول: لو رفضت هذه الدعوة، فإننا نحتفظ بكل حقوقنا، بما في ذلك الحق في أن نؤسس في المحاكمة أنك رفضت الشهادة مما يدعم استنتاجاً سلبياً قوياً بشأن أفعالك وتقاعسك في كانون الثاني 2021.

ورد محاميا ترامب ديفيد سكوين وبروس كاستر في خطاب على ما قاله راسكين، وقالا إنه هذه الدعوة حيلة دعائية وكرروا محور دفاعهم الأساس عن الرئيس السابق بأن رفع دعوى لعزل رئيس سابق غير دستورية.وقال متحدث باسم ترامب في بيان إن الرئيس السابق لن يدلى بشهادته في إجراء غير دستوري.

وكان مجلس النواب قد صوّت لعزل ترامب قبل مغادرته لمنصبه، ويتفق كثير من خبراء القانون على أنه يمكن أن يحاكم رئيس سابق من قبل مجلس الشيوخ حتى بعد مغادرته منصبه.

من ناحية أخرى، قالت مجلة نيوزويك إن فرص ترامب فى محاكمة عزله بمجلس الشيوخ ضئيلة جداً وتبدو مستحيلة، إلا أن فريقه القانونى عليه أن يقدم دفاعاً برغم ذلك، وستكون خطتهم ملاحقة الديمقراطيين مباشرة.

وتتمحور محاكمة العزل الثانية حول ما إذا كانت تصريحات ترامب عن الانتخابات قد شجعت العنف في الكابيتول في 6 كانون الثاني، ولو تمت إدانته، سيتم منعه من تولى المنصب مجدداً.

وبدلاً من التركيز على خطاب ترامب، قال جاسون ميلر، مستشار بارز للرئيس السابق، إن فريقه القانوني سيركز على أن الديمقراطيين يحاولون محاكمة حرية التعبير.

وأضاف ميلر في تصريحات لسابستيان جروكا في بودكاست أميركا أولا، إنه من خلال القيام بذلك، سنلف الأمور ونضمن أن السيناتور تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ، ورئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي والنائبة ماكسين واترز ، وكل المجانين الراديكاليين،على الجانب الديمقراطي نفسه سيتم محاكمتهم. و لم تتواصل نيوزويك مع تشاك شومر أو بيلوسي للتعليق دون رد.

وأضاف ميلر إن خطاب الديمقراطيين وهجماتهم ستكون محل تركيز، ولن تكون المرة الأولى التي يسلط فيها الجمهوريون الضوء على التصريحات السابقة للمشرعين.

وخلال جلسة عزل ترامب، حول النائب لويجومرت الانتباه إلى تعليقات نانسي بيلوسي فى عام 2018، بات حلفاء الرئيس هم أعداء الدولي، ولم تكن تعرف لماذا لا يوجد انتفاضات حول البلاد بشأن المهاجرين الأطفال الذين يتم فصلهم عن ذويهم.

وقال جومرت الذي صوت ضد عزل ترامب في الجلسة: من جانبنا، لم نعتبر مثل هذه التصريحات محل مساءلة لأننا لم نعتقد أنها تعنى هذا بالتأكيد، إلا أن الديمقراطيون يقومون بهذا الإجراء، وتقولون لي "لا عندما نقول هذه الأشياء أننا نقصد بها التحريض على العنف".