دورينا متخبِّط.. ورواتبنا موقوفة.. ومَهمّة الشباب شبه مستحيلة!
بغداد / إياد الصالحي
طالب كابتن منتخبنا الوطني بكرة اليد حسين علي حمزة وزير الشباب والرياضة عدنان درجال بتشكيل لجنة يُستدعى لها أعضاء المنتخب لتدقيق الأموال الممنوحة الى اتحاد كرة اليد ضمن ميزانية اللجنة الأولمبية الوطنية منذ عام 2008 حتى نهاية عام 2020 لاسيما تلك التي خُصِّصتْ لتغطية نفقات لاعبي المنتخب في المعسكرات والبطولات الخارجية بسبب حجبها عنهم أو حصولهم على جزءٍ منها "حسب قوله."
وأضاف الكابتن حسين في حديث مكاشفة وتقييم واقع اللعبة مع (المدى) ":لم تكن عملية إنفاق مبالغ الايفادات تجري بشفافية طوال السنين المارّة التي شهدت مشاركاتنا في بطولات خارجية، فالأولمبية وحسب تعليماتها تخصّص 50 دولاراً (مصرف جيب) لكل لاعب في اليوم الواحد أثناء تواجده في بطولة ما، وما حصل أن لاعب المنتخب لم يستلم مبلغ 700 دولار كاملاً عن مدة مكوثهِ 14 يوماً حتى نهاية بطولة آسيا لكرة اليد 19 في الكويت كانون الثاني عام2020 حيث تم منح كل لاعب 300 دولار بالبداية ثم سجّلت اعتراضي بصفتي كابتن المنتخب وتم تعديل المبلغ الى 400 دولار، وبعد عودتنا لم نستلم بقية الاستحقاق حسب توجيه الأولمبية، بينما عضو الاتحاد رضا الجاروشي خرج بتصريح في إحدى القنوات التلفازية وقال إن الاتحاد أنفقَ ما يقارب 450 مليون دينار على مشاركة المنتخب في الكويت وهو رقم مُبالغ فيه "!
الرواتب الشهرية
وأوضح :هناك أمر آخر فعّلنا المطالبة به حالياً، ولا يمكن السكوت عليه بعد اليوم، فقد توقّف منح لاعبي المنتخب الوطني الرواتب الشهرية منذ ثلاثة عشر عاماً أي بعد مغادرة الدكتور سعد محسن إسماعيل رئاسة الاتحاد، مع العلم أن موازنات العراق من عام 2003 الى عام 2016 كانت تربو 918 مليار دولار، وخُصّص منها للرياضة من عام2009 الى عام 2013 (أي قبل عام من أحداث الموصل) مبالغ ضخمة، وكلّما سألنا الاتحاد عن أسباب عدم منحنا الراتب يرد لعدم تخصيص مبالغ كافية له من اللجنة الأولمبية وإنها قرّرت في وقت سابق منع تخصيص الرواتب للفرق الجماعية، لكن من خلال إطلاعنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي على قوائم صرف المرتّبات الشهرية لأعضاء في الاتحاد والملاكات التدريبية والإداريين ومُدراء المنتخبات الوطنية والموظفين تبيّن استمرارهم بتقاضي مبالغ ليست قليلة، وهنا أتساءَل لماذا يُستثنى لاعبو منتخبات كرة اليد من تلك القوائم، وكيف لم تُشمَل منتخبات كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة بقرار الأولمبية"؟!
اجتماع الاتحاد
وعن مدى جاهزية المنتخب الوطني لاستحقاقات العام الحالي، قال :"ستُنظِّم مدينة قونية التركية دورة ألعاب التضامن الإسلامي بنسختها الخامسة في أيلول المقبل بعد أن تم تأجيلها شهراً واحداً عن موعدها السابق، ولدينا اجتماع مهمّ مع رئيس اتحاد الكرة محمد هاشم الأعرجي سنتناول فيه كل شؤون المنتخب وليس الجانب المالي فقط، وسنطالب بنظام جديد يُمكِّن اللاعبين من الحضور بقوة في المنافسات القارية، فالاستعداد قبل شهر من بدء البطولة لا يخدم المنتخب مثلما عانينا في الدورة الآسيوية التي نظمتها جاكرتا 2018 وكذلك بطولة آسيا بالكويت 2020، كما أنه مِن الصعب عزوف منتخبنا عن المشاركة لمدة سنة وسنتين من دون معسكرات ولقاءات ودّية مع فرق كبيرة".
العقد الضامن
ويضيف :"لا أخفي سرّاً، لو استمرّ تجاهل طلبات لاعبي المنتخب فأنهم لن يستمرّوا في تمثيله، فهل مِن المعقول أن يُصاب اللاعب في بطولة دولية ويُعالج نفسهِ من نفقته الخاصة، وهو لا يمتلك راتباً شهرياً؟ فالنادي يمنحهُ عقداً في الموسم، وعليه أن يكون جاهزاً للدوري، وهذا يتطلّب تنظيم العقد ما بين الاتحاد والنادي ودخول الأولمبية كطرف ثالث لضمان حقوق اللاعب المادية وسلامته الصحية عند الإصابة، ولا يبقى حائراً في وقت لم يتخلَّ عن واجباته الوطنية ويقدّم أقصى ما عنده من عطاء من أجل تحقيق النجاح في البطولات".
مسابقة الدوري
وبشأن رؤيته لعمل اتحاد كرة اليد، أكد :"دولياً، يُمكن القول أنه نجح في تأمين تحضيرات المنتخب لبطولة آسيا في الكويت 2020 فقط، وقبلها كان الإعداد لأسياد جاكرتا 2018 مُرتبكاً، أمّا محلياً إذا تحدّثنا عن مسابقة الدوري الممتاز فأنها لم تكن بمستوى الطموح، وشهدت تخبّطات كثيرة، فآلية تنظيمه بحاجة الى إعلان مُسبق قبل انطلاق المباريات، ولا بدّ أن تكون مواعيد بدايتها ونهايتها ثابتة في كرّاسة متكاملة تتضمّن حتى طريقة حسم اللقب بالتجمّع أو الذهاب والإياب، والاتحاد مطالب أيضاً بنشر لوائح المنافسة وآخر تعديلات قانون اللعبة مع بعض الضوابط المعتمدة منه بهدف عدم الاجتهاد في أية نقطة".
المدرب الأجنبي
وأشار كابتن المنتخب الى :"ضرورة تسمية مدرب أجنبي للمنتخب الوطني يرتقي به وفقاً لأسلوب مدرسة اللعبة التي يمثلها، ويُحبَّذْ من إحدى الدول كالدنمارك والسويد وإسبانيا وفرنسا التي أحتلّت المراكز الأربعة بالتوالي في كأس العالم بمصر الذي أختتم 31 كانون الثاني الماضي، وتشمل الملاكات الأجنبية تدريب منتخبي الشباب والناشئين أيضاً مع زجّ مدربين وطنيين شباب معهما لغرض تطوير قدراتهم الفنية وتأهيلهم مستقبلاً".
وتابع :"مع تقديرنا لمدرب المنتخب ظافر صاحب الذي أسهم في نقلهِ الى المستوى الجيّد على مدى تسع سنوات بدءاً من بطولة كأس آسيا 14 في لبنان 2010 المؤهّلة لمونديال السويد 2011 إلى بطولة كأس آسيا 19 في الكويت 2020 بالكويت، وما حققه من مُنجزات كان آخرها خطف الميدالية البرونزية في دورة ألعاب التضامن الإسلامي في العاصمة الأذربيجانية باكو 14 أيار 2017 بعد هزيمة منتخب الجزائر (27-22) نقول له شكراً ما قصّرتْ، وآن الأوان أن يتسلّم مدرب أجنبي المهمّة من بعدكَ للارتقاء بنا الى أعلى من المستوى الفني الحالي.
وبيّن :"إن تواجد المدرب الأجنبي أمر مهم جداً للمرحلة المقبلة، سينقل لنا فكره التدريبي العالمي وخبرته المتعايشة مع أندية ومنتخبات بلده، وكذلك سيُقيم لنا معسكرات تدريبية في موطنه تعود بالنفع على لاعبينا، بعكس معسكر منتخبنا في تونس تشرين الثاني عام2019 لم نستفدْ منهُ لسوء توقيت تواجدنا هناك حيث غابَ اللاعبون الجيّدون مع أنديتهم لعدم وجود استحقاق محلّي لهم".
منتخب الشباب
وبخصوص مشاركة منتخب الشباب في بطولة كأس آسيا بالمنامة 20- 29 آذار المقبل، قال :"أتمنّى النجاح لمنتخبنا بقيادة المدرب قتيبة أحمد وزملائه خالد عدنان ومخلص عبد العباس ومصطفى ياسين مدرب حراس المرمى، لكن تحضيرات المنتخب تشير الى أنه يخوض مهمة شبه مستحيلة في البحرين! بدليل أن المنتخب المُضيف أستعدَّ لهذه البطولة منذ إقامتنا معسكراً تدريبياً على أرضه (5-9) كانون الثاني 2020، ولعب معنا ودّياً، فكل شباب آسيا جاهزون إلا شبابنا يدخلون في اختبار ومعسكر داخلي خلال 40 يوماً قبل السفر للبطولة، وهذه مشكلة كبيرة تؤثر فنياً وبدنياً عليهم، وتقوّض الآمال بتحقيق النتائج الجيدة، ولا يمكن أن نعوّل على مردود عطاء اللاعب الشاب في منافسات الدوري خلال كانون الثاني الماضي، فاكتمال لياقته واستيعابه لفِكر مدرّبه في النادي يختلف عن فِكر مدرّبه قتيبة أحمد مع المنتخب من ناحية أسلوب اللعب والتحوّلات التكتيكية وأدوات الدفاع والهجوم".
قاعة الوزارة
وعرّج الكابتن حسين عن غياب قاعة خاصة لتدريبات المنتخبات، قائلاً :"واحدة من أهم المطالب التي نتمنّى أن يُحققها وزير الشباب والرياضة عدنان درجال بذات الحماسة في إنشاء ملاعب دولية لكرة القدم هي الشروع ببناء قاعة دولية لكرة اليد، وصراحة ما لفتَ انتباهنا أثناء المعسكرات الخارجية أن الجانب المضيّف يُخيّرنا بين التدريب في قاعة اتحاد اللعبة أو قاعة النادي الفلاني، ما عدا العراق يفتقد القاعة الخاصة بكرة اليد التي مارستها أول مرة عام 1999 وعمري حالياً (36) عاماً، وربّما اعتزل بعد سنوات، ولم أرَ قاعة نظامية كالتي تمتلكها بقية الدول، لماذا؟ أين تذهب مليارات الدنانير المفترض تخصيص جزءاً منها لبناء قاعة كبيرة تستفيد منها ثلاثة أو أربعة اتحادات، وأشير هنا الى ملف الإعمار الرياضي مُذكِّراً بقاعة السيدية العائدة الى وزارة الشباب والرياضة التي ظلّتْ مهجورة منذ فترة طويلة وتحتاج الى منظومة التدفئة والتبريد وإصلاح الإنارة والأرضية ولا تكلّف أموالاً طائلة، ويُمكن تخصيصها الى اتحاد كرة اليد بدلاً من قاعتي الكرخ ووسام المجد غير النموذجيتين واللتين يستثمرهما لتمشية المسابقة، إضافة الى قاعة المدرسة التخصّصية لإجراء تدريبات المنتخبات".
وبشأن رؤيته لطريقة حسم لقب الدوري هذا الموسم، شدّد على أن :"اتحاد كرة اليد لم يكن حازماً في أول اجتماع له مع الأندية المشاركة في البطولة، إذ لم يوجّه لها تعليمات بائنة يُطالبها بالتعهّد بعدم الانسحاب أو التلكؤ بالحضور في قاعات الفرق الأخرى، سواء أقيمت المباريات بمرحلتي الذهاب والإياب أم بثلاثة تجمّعات، ومَن لم يوافق يغادر دوري الأضواء، وأن لا يبقى الاتحاد يغيّر في اللوائح وفقاً لما تشتهيه الأندية التي تحب مصلحتها وتنفق أقل المبالغ سعياً لتحقيق أفضل النتائج!
عقود الشرطة
وأفاد كابتن فريق الشرطة :"إن المنافسة مع فريق الجيش تبقى محتدمة حتى نهاية الدوري في السابع من آذار المقبل، واحتلال الشرطة المركز الثاني بعد الجيش أمر طبيعي تحكّمتْ فيه نوعية اللاعبين، إذ أن أغلب لاعبي الجيش كانوا في صفوفنا ولعبت صفقات الانتقال دوراً في ترغيب اللاعبين لتمثيل الفريق المنافس، وهو أمر طبيعي كون عقد اللاعب يؤمِّن معيشته، فميزانية نادي الشرطة لعام 2020 والمخصّصة لفريق كرة اليد بلغت 300 مليون دينار أقل بـ 100 مليون عن عام 2019، وهذه الميزانية قيّدت مدرب الفريق ظافر صاحب باعتماد اللاعب الجيّد وفقاً للمركز المعيّن، وخاصة اللاعب الدولي حيث تبلغ قيمة عقده 30-40 مليون دينار وهم ليسوا كُثر بحدود ستة فقط، ونحن نقدّر ظروف نادينا ونسانده في كل الأحوال، ولا ننسى أنه في أحد المواسم بلغ عقد لاعب الشرطة 60 مليون دينار.
المدارس التخصّصية
وأختتم حسين علي حمزة حديثه :"إن توجّه اتحاد كرة اليد للاهتمام بالأشبال والناشئين في مشروع المدارس التخصّصية العشر لعموم المحافظات خطوة مهمّة لتوفير بدائل جيّدة للاعبين الحاليين في الأندية والمنتخبات إذا لم يبقَ المشروع حبيس الأمنية فقط، فالعملية تحتاج الى اختيار دقيق للمدرّبين وتخصيص رواتب لهم وأجور نقل وتجهيزات الكاملة وعدم اِدّخار أيّة وسيلة لنجاحهم، هذه كلّها تشكّل تحدّيات كبيرة للاتحاد.
اترك تعليقك