بدرة  الحدودية تفتتح مدخلها بكلفة 15 مليار دينار

بدرة الحدودية تفتتح مدخلها بكلفة 15 مليار دينار

 المدى / جبار بچاي

افتتحت الحكومة المحلية في محافظة واسط مشروع تطوير وتأهيل مدخل قضاء بدرة المطل على الحدود العراقية الإيرانية بكلفة أكثر من 15 مليار دينار ضمن مشاريع تنمية الأقاليم بعد توقف دام لأربع سنوات وبمواصفات عمرانية وحضرية عالية الجودة.

وحسب الأهالي أن نصفاً مهماً من المدينة التي تمثل بوابة واسط نحو الشرق رأى النور بإنجاز وتطوير وتأهيل مدخلها وإظهاره بشكل جميل أمام الوافدين الأجانب، مؤكدين أن ذلك غير كافٍ ، وأن الانظار تتجه الى إنجاز الممر الثاني لطريق كوت بدرة مهران الذي يعد أهم الطرق الدولية الرابطة بين العراق وإيران إضافة الى حصول المدينة على حصتها من واردات المنفذ الحدودي والبترو دولار.

ويطلق أهالي قضاء بدرة وناحيتي جصان وزرباطية على طريق كوت - بدرة بـ " طريق الموت " لكثرة الحوادث التي تحصل فيه سنوياً ويذهب ضحيتها أشخاص أبرياء، في وقت ترجح تبريرات تلك الحوادث لرداءة الطريق كونه بممر واحد إضافة الى كثافة مرور الشاحنات خاصة التي تنقل السلع والبضائع من المنطقة الحدودية في زرباطية الى المحافظات الأخرى وبالعكس.

مدخل نموذجي

ويقول محافظ واسط محمد جميل المياحي " أنجزنا أحد أهم المشاريع في مدينة بدرة ، المتمثل بمدخلها الذي تم افتتاحه مؤخراً بعد إنجازه من قبل إحدى الشركات المحلية ضمن مشاريع تنمية الأقاليم بكلفة أكثر من 15 مليار دينار عراقي."

وأضاف " يعد المشروع أحد أهم المشاريع في القضاء الذي يمثل بوابة واسط نحو الشرق وبإنجازه تغيّر شكل المدينة المحاذية لمنفذ مهران الحدودي كثيراً لما فيه من لمسات ومواصفات فنية وجمالية."

وأوضح " يبلغ طول المدخل 4250 متراً وتضمن العمل فيه تأهيل الشارع لممري الذهاب والإياب من خلال تنفيذ أعمال قلع الأعمال القديمة والبدء بأعمال التأهيل التي تضمنت عمليات التوسعة والتسوية والتعديل والحدل والصب بالخرسانة المسلحة بسمك 30 سم مع أعمال الإكساء بطبقة رابطة وأساسية وأعمال الأرصفة والكار بستون وتنفيذ أعمال الإنارة مع مد الكيبل الضوئي لربط المنفذ الحدودي."

مشيراً الى أن "الأعمال تضمنت تأثيث الشارع والصبغ الحراري وباقي الأعمال التكميلية وإنشاء جسر مشاة بطول ٣٨ متراً ، بارتفاع ٥،٢٥ م مع أعمال التشجير للجزرات الوسطية وتنفيذ عدة أعمال إضافية كالنافورة ومنظومة ماء سقي حديثة على طول المدخل ."

لافتاً الى أن "تنفيذ أعمال الإنارة الكاملة من خلال نصب أربعة أبراج كبيرة مع 200 عمود مزدوج الإنارة بارتفاع عشرة أمتار ونصب ستة أعمدة إنارة ثلاثية بارتفاع عشرة أمتار أيضاً و١٢ عموداً بارتفاع سبعة أمتار و20 عموداً مزدوجاً بارتفاع تسعة أمتار ونصب أربع محولات كيوسك في الجزرة الوسطية ومد الأسلاك مع نصب قواطع الدورة و أجهزة للتحكم الاوتوماتيكي للتشغيل والإطفاء ."

أم الخير تستحق الكثير

مضيفاً أن "مدينة مثل بدرة كثيرة الخيرات تستحق الكثير، فهي واحدة من مدن واسط والعراق المنتجة للنفط من خلال حقل بدرة النفطي إضافة الى شهرتها بإنتاج المواد الداخلة في أعمال البناء كالحصى والرمل والحصى الخابط ( السبييس ) إذ تجهز بدرة معظم محافظات العراق بهذه الخامات إضافة الى آلاف الأطنان من السلع والبضائع التي تفد عن طريق المنفذ الحدودي في زرباطية وكل ذلك يفترض أن ينعكس بشكل إيجابي على المدينة لكن الواقع مختلف."

ويبرر ذلك محافظ واسط خلال حديثه مع الأهالي الذي شاركوا في افتتاح المدخل بالقول إن " الحكومة الاتحادية ووزارة المالية لم تنصف المحافظة أصلاً ولا حتى قضاء بدرة بالحصول على المستحقات المالية من واردات المنفذ والبترو دولار التي كفلها الدستور والقانون وهذه المبالغ لو تسلمتها الحكومة المحلية لتمّ إنفاق جزء كبير منها لتطوير وتأهيل مدينة بدرة وجعلها واحدة من المدن العراقية المميزة من حيث البناء والعمران لاسيما وأنها واحدة من واجهات العراق نحو دول الجوار ." مضيفاً " لو حصلنا على تلك المبالغ يمكن لنا تنفيذ مشاريع عمرانية وخدمية في النواحي التابعة الى بدرة - جصان وزرباطية - على اعتبار أن لها استحقاقاً في تلك الأموال التي نطالب بها دوماً ."

وبقدر ما يثني على صبر وتحمل أهالي قضاء بدرة أم الخير للكثير من الأعباء ومنها على سبيل المثال الأضرار التي تخلفها الشاحنات الكبيرة المارة في المدينة أو في أطرافها يقول " لا نريد مدينة بدرة مثل جمل يحمل الذهب ويأكل العاقول، فالمدينة خيراتها كثيرة وكل ما نعمل عليه ونسعى إليه هو كيفية الاستفادة من الخيرات الموجودة في قضاء بدرة وتحقيق منفعة للناس لأنهم يستحقون ذلك دون منة."

الأهالي يطالبون بحقوقهم

يقول حسن الهلالي وهو من قرية سيد صفر القريبة من المنطقة الحدودية إن " مدينة بدرة لم تستفد بشكل صحيح من ثرواتها والسبب يعود الى قرارات الحكومة الاتحادية التي تستمر في حرمان المدينة من أبرز حقوقها وهي مبالغ المنفذ الحدودي التي يفترض أن تحول الى الحكومة المحلية في واسط كي تقوم بدورها بإنفاق تلك المبالغ وفق الأوجُه الصحيحة ومن أهم تلك الأوجُه أن توظف لتطوير المشاريع والخدمات في مدينة بدرة وكذلك مدينتي جصان وزرباطية ."

وأضاف الهلالي أن "بدرة فيها ثروات كثيرة ، البساتين ومقالع الحصى وأن استغلال تلك الثروات منذ عدة سنوات وحتى الآن لم يأت بمنفعة لمدينة بدرة ، بل ألحق أضراراً فيها خاصة الطرق، لذلك نحن سكان بدرة نطالب بتطبيق القانون والدستور الذي منحنا حقوقاً سواء في تخصيصات البترو دولار أو من واردات المنفذ الحدودي الذي يشهد زخماً في حركة الشاحنات ما ينعكس سلباً على طرق المدينة الخارجية ومنها طريق كوت - بدرة.

صوتنا مع الأهالي

وترتبط بقضاء بدرة كل من ناحيتي جصان وزرباطية وكلاهما تطالبان أيضاً بالاستحقاقات المالية التي يمكن من خلالها تنفيذ مشاريع عمرانية وخدمية مختلفة كما يقول قائممقام بدرة جعفر عبد الجبار محمد الذي أضاف أن "الحكومة المحلية في القضاء تضم صوتها إلى صوت المواطنين في المطالبة بنسبة محددة من واردات تلك المعامل وواردات المنفذ الحدودي في زرباطية لغرض تطوير القضاء والنواحي التي تتبع له".

وأضاف أن " شاحنات نقل الحمولات ألحقت أضراراً فادحة في الطرق الخارجية للمدينة بخاصة طريق كوت ــ بدرة الذي يشهد حوادث مرورية باستمرار يذهب ضحيتها الأبرياء من المواطنين ." موضحاً أن "عدد الشاحنات التي تقوم بنقل المواد الإنشائية من مقالع الحصى والرمل وكذلك الشاحنات القادمة من المنفذ الحدودي مابين 700 ـ 800 شاحنة يومياً وبحمولات كبيرة تصل الى 40 طناً ما يؤدي مرورها الى إلحاق الضرر بالطريق."

معتبراً أن " أعمال الصيانة للطريق بين الكوت وبدرة كانت تكلف مبالغ طائلة نظراً لضخامة الأضرار التي سببها مرور الحمولات العالية ولا بد تخصيص مبالغ مناسبة من قبل الحكومة لاستثمارها في صيانة طريق كوت - بدرة والطريق بين بدرة ومنفذ زرباطية الحدودي الذي تعرض لأضرار بالغة للأسباب ذاتها"، داعياً إلى "إنشاء طرق بديلة خاصة بسير شاحنات نقل المواد الإنشائية، لأن الطرق القديمة تضررت كثيراً".

ضحايا طريق الموت

وفي عام 2018 على سبيل المثال سجلت محافظة واسط 284 ضحية جراء الحوادث المرورية وحينها وصف مسؤولون أن تلك الحوادث أصبحت إرهاباً خفياً يتسبب بحصاد أرواح الابرياء، وخطراً يهدد المواطنين وأن "الاحصائيات الرسمية للعام 2018 أشارت الى رصد 45 ألفا و155 مخالفة مرورية، وتسجيل 387 حادثاً مرورياً مخالفاً و272 حالة وفاة و779 إصابة مختلفة بعموم مناطق المحافظة ، جزء كبير منها وقع على طريق كوت - بدرة الذي يعرف عند الأهالي بطريق الموت لكثرة الحوادث ."

وفي تشرين الأول 2018 أعلنت مديرية صحة محافظة واسط عن مصرع 10 إيرانيين وإصابة 9 آخرين إضافة لسائق عراقي بحادث سير في المحافظة وذلك بحادث تصادم بين حافلة من نوع فتون، وحافلة لنقل الركاب على طريق بدرة - كوت شرقي المحافظة ، فيما حصل حادث مماثل أودى بحياة وإصابة ستة أشخاص من كربلاء كانوا في طريقهم الى المنطقة الحدودية في زرباطية لغرض السفر الى إيران .

نور في الأفق ؟

ففي الوقت الذي لا تزال الحوادث المرورية تتكرر باستمرار على الطريق المذكور الذي تقوم بتوسعته وتأهيله حالياً وزارة الإعمار والأسكان من خلال إنشاء الممر الثاني للطريق المعروف طريق ( كوت ـ بدرة ـ مهران) الدولي بطول 76 كم ضمن مشاريع الخطة الاستثمارية لوزارة الأعمار والأسكان، بعد أن توقف المشروع لأكثر من ثلاثة أعوام بسبب الضائقة المالية في البلد.

ويقول معاون محافظ واسط لشؤون الطرق والبلديات ، المهندس سعدون كريم إن " مشروع الممر الثاني لطريق كوت - بدرة الذي تنفذه وزارة الإعمار والإسكان وبإشراف مباشر من الهيئة العامة للطرق والجسور التابعة للوزارة، شهد توقفاً لأكثر من ثلاثة أعوام بسبب الأزمة المالية التي شهدها البلد بفعل انخفاض أسعار النفط لكن العمل استؤنف فيه مؤخراً وبوتيرة جيدة ما يعني أن نوراً بدأ يلوح في الأفق."

وأوضح أن “المشروع الذي يضم أيضاً جسراً كونكريتياً في قضاء بدرة بطول 48 متراً، يتضمن إنشاء الممر الثاني للطريق وقشط الأرض الطبيعية والدفن بالتراب النظيف والسبيس على شكل طبقات وإنشاء الأكتاف مع أعمال الحدل والإكساء وإنشاء القناطر الأنبوبية والمنهولات في الجزرة الوسطية، إضافة الى تخطيط الطريق ونصب علامات مرورية إرشادية وتحذيرية واتجاهية مع تكسية حجرية لبعض الأجزاء فيه ضمن محددات هور الشويجة".

وأضاف أن "الممر الثاني لهذا الطريق المعروف بطريق كوت - بدرة مهران سيساعد في التقليل من الزخم المروري الحاصل على الطرق والشوارع في المدينة وهو ما سيسهم في رفع مستويات السلامة العامة للمواطنين وتسهيل حركتي التجارة والنقل ولهذا نحرص على تنفيذه بأعلى المواصفات الفنية ."

ويحتوي الطريق على مجموعة من القناطر الصندوقية المختلفة والفيضانية بعدد 29 قنطرة والنصفية بعدد 72 قنطرة وبمرحلتين يبلغ طول الأولى 40 كيلو متراً وبكلفة 26,243 مليار دينار , والثانية يبلغ طولها 36,4 كيلو متر وبكلفة 40,709 مليار دينار وأن نسب الإنجاز فيه حالياً جيدة لكن الطموح أن ينجز ضمن السقف الزمني المحدد .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top