ابن الحسين وعد بدعم ثلاثة اتحادات .. وبرنامجنا جاهز لاختيار المدربين والحكام
بغداد/ إياد الصالحي
أكدت د.إيمان عبدالأمير، ممثّلة كرة القدم العراقية لذوي الإعاقة في الورشة الأولى التي نظّمها اتحاد غرب آسيا لكرة القدم، أن الاهتمام بفئة المعاقين من ممارسي كرة القدم تعد التفاتة إنسانية تُحسب للاتحاد لما لهذه الشريحة من حقوق مشروعة في تمثيل الأوطان، والإبداع بتحقيق النتائج، والمنافسة بمهارة، مُتحدّين ظروفهم الصحّية الصعبة،
مبيّنة أن مشروع الاتحاد الذي كشف عنه رئيسه علي بن الحسين سيحفّز الاتحادات الأهلية المنضوية اليه لتشكيل فرق خاصة وطواقم مدربين وحكاماً تنهض باللعبة وفقاً لستراتيجية من خمس مراحل مُدعمة بكل مقوّمات التطوير.
وقالت إيمان في حديث خصّت به (المدى) :”لدى العراق فرق عدّة لكرة القدم لذوي الإعاقة يشرف عليهم مدربون متخصّصون مضى على اشتغالهم سنين طويلة امتلكوا الخبرة في كيفية إعداد هذه الفرق الخاصة، وشاركوا بها في بطولات ألعاب المعاقين، خماسي كرة قدم ذوي إعاقة بَصَريّة وسباعي كرة قدم شلل دماغي».
وأضافت :”أغلب مسؤولي تلك الفرق يعانون من عدم توفر الكُلف المادية التي تعينهم على التواصل في مشاركة هذه الفرق في البطولات الخارجية، لاسيما أن لاعبيها بحاجة الى رعاية خاصة، علماً أن اللجنة البارالمبية الوطنية لن تألو جهداً من أجل تذليل المصاعب عن تلك الفرق قدر استطاعتها، ومع ذلك نجد الحماسة كبيرة لدى مدربيها ولاعبيها من أجل مواصلة التنافس كلّما أتيحت لهم الفرصة لتمثيل العراق في البطولات الدولية».
ورشة قيّمة
وأوضحت :”بكّر اتحاد غرب آسيا لكرة القدم العام الحالي بالاهتمام بكرة القدم لفئة ذوي الإعاقة من خلال مشروع كبير تبنّاه رئيسه علي بن الحسين ضمن ستراتيجية مشتركة بين اتحاده و(Para Football) استهدفت تطوير لعبة تلك الفئة من خلال ورشة قيّمة عبر تقنية الاتصال المرئي يوم الأحد الثامن والعشرين من شباط الماضي، وعدّها ابن الحسين محطة مهمّة تستدعي بذل جهود الاتحادات المنضوية لغرب آسيا من أجل تفعيل الانشطة الداعمة للمشروع».
وبيّنت إيمان :”حضرتُ الورشة ممثُّلة عن الاتحاد العراقي لكرة القدم، ونقلتُ صورة مفصّلة عن واقع كرة القدم لذوي الإعاقة في بلدنا، وكيف أن فرقهم تواصل ممارسة النشاط بتمويل ذاتي من اللاعبين أنفسهم ومدربيهم مثل فريق قصار القامة الذي أولاه الكابتن حسين جليل اهتماماً منذ تأسيسه وجاهز للتباري في أي وقت، وأشدتُ بمبادرة اتحاد غرب آسيا غير المسبوقة بالنسبة للاتحادات الإقليمية لاسيّما أن عديد الدول لديها فرق من هذا النوع تشكو عدم توفّر الدعم المادي».
دعم ابن الحسين
وكشفت :”قلتُ لرئيس اتحاد غرب آسيا إن فرق كرة القدم لذوي الإعاقة في العراق بحاجة الى دعم اتحادكم إذا ما أردتم لها الاستمرار في المشاركات بصورة منتظمة ومجهّزة بصورة جيدة، فقال أن اتحاد غرب آسيا قرّر دعم ثلاثة اتحادات هي العراق ولبنان وفلسطين لظروفها الخاصة من خلال تطبيق ستراتيجية الشراكة مع (Para Football) ووجّه بالتنسيق مع ممثلي الاتحادات الثلاثة في الورشة ليكونوا حلقات أتصال مباشرة مع اتحادات بلدانهم، مؤكداً على الجميع بضرورة تعميم رسالة اتحاد غرب آسيا أن عليهم التعامل مع لاعبي كرة قدم لذوي الإعاقة أسوة باللاعبين الأصحّاء فكلاهما يمثلان الوطن، ولا خجل في ذلك أبداً».
وأشارت إيمان، إلى أن :”الكرة العراقية لذوي الإعاقة بحاجة الى لجنة خاصة في الاتحاد العراقي لكرة القدم تؤسّس لبناء ستراتيجية وطنية لهم من خلال تشكيل فرق للفئات المذكورة آنفاً مع مدربيهم والملاكين الإداري والطبّي، تأخذ بنظر الاعتبار تحضير لاعبينا للمنافسات المؤمّل إطلاقها من قبل اتحاد غرب آسيا تنفيذاً للخُطط المُعلن عنها في ورشة الاتصال المرئي، وسأقدّم تقريراً وافياً لما عُرِض في لقاء ممثلي الاتحادات الى رئيس الهيئة التطبيعية إياد بنيان ليتسنّى له مناقشته مع زملائِه أعضاء الهيئة، وإيلاء المشروع اهتماماً موازياً للجانب الإنساني لرياضيين يتحدّون الإعاقة في ممارسة كرة القدم».
محاضرة في التطبيعية
ولفتت إلى أن :”فريق كرة قدم قصار القامة جاهز للإعداد حيث يمتلك مشرفه الكابتن حسين جليل ثلاثين لاعباً، وبالنسبة لفريق كرة قدم الشلل الدماغي لدينا الكثير من المُعاقين بهذه الفئة، وشخصياً سأقدّم محاضرة في مقر التطبيعية أمام مسؤولي كرتنا لبيان فقرات عامة مع الفيديوهات عن كيفية انتقاء عناصر هذه الفئة، وبرنامج تحضيرهم، ويمكن أن أساعدهم في تعيين المدربين والحكام واختيار اللاعبين حسب تصنيفاتهم بحكم تجربتي الطويلة في تدريس طلاب الكلية عن قوانين كرة القدم لذوي الإعاقة (البدنية كالشلل والبتر، أو الحسّية مثل البصر والسمع، أو العقلية والمزدوجة) وقدّمتُ بحوثاً نوعية خاصة بهم في مؤتمرات محلية ودولية، وشاركتُ معهم في أكثر من فعّالية في أوروبا سُعدتُ كثيراً بما حقّقوه من نتائج جيدة».
اهتمامات البارالمبية
وعن سبب عدم احتضان هذه الفرق من قبل اللجنة البارالمبية الوطنية، قالت :”لا يوجد اتحاد أو لجنة متخصّصة في اللجنة البارالمبية تعنى بكرة قدم لذوي الإعاقة المُصنّفين آنفاً، بل يوجد فريق الصُم لكرة القدم من ضمن اهتمامات البارالمبية، ولا يحتاج العمل معه سوى تجهيز إشارات ضوئية وأعلاَم، أسوة بفريق القوس والسهم الذي يتولى تسجيل لاعبيه وإدخالهم في نظام الاتحاد الدولي الزميل سعد المشهداني رئيس اتحاد اللعبة، وربّما في المستقبل تتمكّن البارالمبية من ضمِّ فرق كرة القدم للفئات المذكورة الى لجانها وتتم رعايتهم من قبلها».
رسالة للجميع
وختمت د.إيمان عبدالأمير حديثها قائلة :”وعدَ رئيس اتحاد غرب آسيا باستئناف الورشة في لقاءٍ ثانٍ بعد وصول تقارير شاملة من الاتحادات الوطنية لكرة القدم في البلدان المشاركة في انشطة اتحاده تبيّن فيها مقترحاتها واحتياجاتها بخصوص كرة قدم ذوي الإعاقة لتهيئة الدعم لها، وتنظيم دورات تدريبية وتحكيمية، مع تكثيف التوعية الجماهيرية بضرورة دمج المعاقين في المجتمع، ورسالتي للجميع أنَّ الرياضي المُعاق يُمكِنهُ التغلّبَ على عَوقهِ الناجم عن الحروب وحوادث السير والأمراض ويُبدع بصورة أفضل منّا جميعاً في هذه الفعاليات، وهي خطوة تُحسب لاتحاد غرب آسيا، وآمل أن أكون بمستوى الثقة التي أولاها لي رئيس وأعضاء الهيئة التطبيعية، وتمثيل بلدي بما يشرّف تاريخي الرياضي وأسرة ألعاب ذوي الإعاقة.
اترك تعليقك