كتاب الاحد: وودي آلن.. المخرج الذي صوّر الحياة الأميركية بمزيج من السخرية والهوس العصابي

كتاب الاحد: وودي آلن.. المخرج الذي صوّر الحياة الأميركية بمزيج من السخرية والهوس العصابي

قراءة: علاء المفرجي

نعرف وودي آلن من خلال أفلامه منذ السبعينيات ، ولكن كتاب (وودي آلن عن وودي آلن ) الصادر حديثاً عن دار المدى والذي أعده عن عدد من الحوارات الطويلة (ستيج بيركمان)، وبترجمة دلال نصر الله.

يحتل وودي آلن مكانة فريدة في وعي أميركا على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية - كمخرج وممثل وكاتب وموسيقي - صور الحياة الأميركية المعاصرة بمزيج لا لبس فيه من السخرية ، والهوس العصابي ، والفكاهة. منذ بداية حياته المهنية كممثل كوميدي في نوادي مدينة نيويورك إلى أحدث أفلامه ، درس وودي آلن هشاشة العلاقات الإنسانية وآلام وتعقيدات الوجود مثل أي فنان آخر يعمل اليوم.

هي صورة ذاتية فريدة لهذا المخرج الذي لا هوادة فيه والذي يقدم سرداً كاشفاً عن حياته وعمله. في سلسلة من المقابلات النادرة المتعمقة ، يقودنا ألين إلى مواقع التصوير وخلف الكواليس في جميع أفلامه. بفضل جهوده الكوميدية المبكرة ، حول عمله وطفولته وأفلامه المفضلة وإلهاماته ،

ظهر وودي آلن كمخرج أفلام جديد رائع بصوت مميز ؛ مع آني هول ومانهاتن ، وصل ألين إلى نقطة تحول في أسلوبه السينمائي. من خلال الانتقال من الكوميديا الهزلية الخالصة إلى الكوميديا الفرويدية المعقدة والممارسات الوجودية ، أثبت ألين نفسه كمخرج أفلام واثق وناضج. في الآونة الأخيرة ، تغير عمل ألين في لهجته ، إن لم يكن في المحتوى ، واستكشف آلام وتعقيدات الحياة الحضرية المعاصرة في مثل هذه الأعمال الدرامية القوية مثل الجرائم والجنح والأزواج والزوجات. في مناقشة هذه الإنجازات ، نشارك ألن إلهاماته وقلقه وإحباطاته الشخصية والمهنية.

يتخلل وودي آلن عن وودي آلن ذكرياته وآرائه: مشاهدة الأفلام بعد الظهر أثناء نشأته في بروكلين ؛ حكايات عن صناعة السينما. مناقشات للأفلام المفضلة ، والممثلات الأكثر إلهاماً ، والمصورين السينمائيين ؛ حبه لموسيقى الجاز. سحره مع مدينة نيويورك. من اهتمامه الشاب بالسريالية غير المنطقية لتشارلي شابلن وماركس براذرز إلى الشعر الغنائي لإنجمار بيرجمان ، تكشف المحادثات عن وودي آلن عن وودي آلن عن التأثيرات الواسعة لرؤية وودي آلن الانتقائية وتقرّبه ، بكل تعقيداته الضعيفة ، أكثر مما سبق.

ولد وودي الن عام 1935 وهو ممثل وكاتب سينمائي ومسرحي وعازف جاز أميركي أيضاً. ويعد أحد أبرز المخرجين في هوليوود. عرف بتقديمه الأفلام الرومانسية الكوميدية التي تتخللها محاكاة ساخرة وكوميديا تهريجية. ترتكز موضوعات أفلامه بعمق على الأدب، الجنس، الفلسفة، علم النفس، الهوية اليهودية وتاريخ السينما. تُعد مدينة نيويورك مسرحاً لأغلب أعماله وثيمة أساسية لها، وهو أيضاً زّمار جاز يؤدي بانتظام في قاعة صغيرة بمنهاتن. أشهر أفلامه: آني هول (1977) و مانهاتن (1979)، كلاهما مع الممثلة ديان كيتون.

في عام 1968 قدم وودي ألن أول أفلامه. حيث أخرج وألف ومثل فيلم "خذ المال وأهرب"، الذي يعتبر محاكاة ساخرة لفيلم بوني وكلايد لكنه قدمه على طريقة الأفلام الوثائقية. ورغم نجاح الفيلم، لم يجد ألن بعد ذلك من يمول أفلامه. حتى وقع عام 1970 عقداً مع استوديو اتحاد الفنانين (الشركة التي أسسها تشارلي تشابلن)، كان العقد ينص على أن يقدم ألن ثلاثة أفلام، وأن تعطى لألن الصلاحية التامة في تنفيذ أفلامه، وهو أمر غير معهود وقتها خاصة لمخرج صغير السن (لم يحظ مخرجون مثل مارتن سكورسيزي وفرانسيس فورد كوبولا بمثل هذه الصلاحيات في بداياتهم).

جمع آلن في أفلامه بين العناصر المأساوية والكوميدية في بعض أفلامه، بما في ذلك (هانا وأخواتها) (1986) جرائم وجنح (1989)؛ الفيلمان اللذان يروي من خلالهما قصّتين منفصلتين تلتقيان في النهاية. أنتج وودي آلن ثلاثة أفلام عن عالم الترفيه؛ الذي أكد أهمية السينما في فترة الكساد عن طريق شخصية سيسيليا الساذجة، وراديو دايز الذي يروي فيه قصّة طفولته في بروكلين ويؤكّد على أهمية الراديو وتشارك في بطولته ميا فارو التي كتب هذا الدور لأجلها. . أدرجت مجلة تايم وردة القاهرة القرمزية في قائمة أفضل 100 فيلم على مر العصور.

في عام 1978 قدم أول فيلم جدّي درامي له "دواخل" من تأليفه. لم يمثل ألن في هذا الفيلم الذي يتحدث عن انهيار أسرة من الطبقة المتوسطة وعن الفراغ الذي يعكس ارتباك أبطال القصة، الفيلم هو تحية وتقدير واضحين للمخرج السويدي إنغمار بيرغمان.

في 1979 قدم بالأبيض والأسود أحد أهم أفلامه، فيلم مانهاتن. وقد وُصف العمل بأنه ذروة "أسلوب ألن"، واعتبره العديد من النقاد أفضل عمل له. كما هو الحال في العديد من أفلامه، موضوع الحب والكراهية بين الأشخاص حاضر، والأبطال هم من الطبقة الوسطى العليا من الكتاب والأكاديميين، يبدأ الفيلم بجملة "كانت نيويورك مدينته، وستظل كذلك".

وفي 1980 قدم أيضاً بالأبيض والأسود فيلم "أثير الذكريات" الذي حاكى فيه أسلوب المخرج الإيطالي فيديريكو فلليني. يعتبره ألن فيلمه المفضل رغم أنه لم يلاق الترحاب من النقاد. يوصف الفيلم بأنه سيرة ذاتية لكن ألن ينفي ذلك.

فاز وودي أربع مرات بجائزة الأوسكار ضمن 24 ترشيحاً ناله في ثلاثة مجالات هي الإخراج والكتابة والتمثيل.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top