الصابئة المندائيون يحتفلون بيوم التعميد الذهبي (الدهـفة ديـمانـه)

الصابئة المندائيون يحتفلون بيوم التعميد الذهبي (الدهـفة ديـمانـه)

الناصرية/ حسين العامل يحتفل ابناء طائفة الصابئة المندائيين صباح يوم غد الجمعة الحادي والعشرين من ايار  بيوم التعميد الذهبي ( الدهفة ديمانه ) الذي يعد ثاني اهم الاعياد الدينية الاربعة في الديانة المندائية حيث يجري تعميد جماعي لابناء الطائفة المندائية  ولا سيما الاطفال الذين يعد تعميدهم لاول مرة  في مثل هذا اليوم واحد من اهم طقوس الدخول بالديانه المندائية .

وتقام في مثل هذا اليوم طقوس تعميد جماعية لجميع ابناء الطائفة المندائية  ولاسيما الاطفال منهم  حيث يقام لهم كرنفال عمادي خاص فالطفل الذي يجري تعميده لاول مرة في الدهفة ديمانه ويمنح الاسم الديني ( الملواشه ) يصبح مؤهلا للدخول بالديانة المندائية . وتشير مصادر المندائية ، الى ان العيد الذي يأتي بعد 60 يوما من ( البنجة) أي في الاول من شهر (هطية) المندائي هو عيد الدهفة ديمانة، وهو احتفال بتعميد (آدم) وفيه يجب على الاتقياء ان يتعمدوا كأسلافهم. ويعتقد المندائيون أن يوم الدهفة ديمانة او عيد التعميد الذهبي هو اليوم الذي تعمد فيه الملاك (هيبل زيوا ) جبرائيل الرسول، في عالم الانوار، عند عودته من عالم الظلام وهو اليوم الذي تعمد فيه ( ادم ) على يد الملاك هيبل زيوا، وكذلك هو اليوم الذي تعمد فيه الانبياء شيتل، سام، ادريس واخرهم النبي  يحيى ابن زكريا. وفي هذه المناسبة يؤدي المندائيون جميع الطقوس الدينية من تعميد وصلوات وتواصل اجتماعي لتقوية الاواصر والعلاقات الاجتماعية، وكذلك يقومون بعمل ( اللوفاني (الثواب على ارواح الموتى كما ان الواجب الديني يحتم على كل مندائي ان يتعمد في مثل هذا اليوم فالذي يتعمد بهذه المناسبة بملابس دينية (رسته)  جديدة ويحافظ على العهد ( الكشطة المباركة (تحسب له 70 صباغة أي 70 تعميدا وفق الاعتقاد المندائي وفي هذه المناسبة يتعمد الاطفال عمادهم الاول ليصبحوا مندائيين. ويطلق المندائيون على اول تعميد للفرد المندائي اسم ( تعميد زهريثة ) وهو التعميد الذي يدخل الفرد المندائي  ضمن مجموعة المندائيين ومن دونه يبقى معلقا.  حيث تفضل بعض الامهات التقيات وفق ما تقول الليدي درور الباحثة المتخصصه بالشؤون المندائية  ان يجري التعميد للطفل بعد اليوم الثلاثين من عمره لانه اذا حدث ان مات دون تعميد فلن يذهب الى عوالم الانوار.ويعد طقس التعميد من اهم الطقوس المقدسة في الديانة المندائية حيث تشير المصادر المندائية الى ان الطقس الرئيس في شعائر المندائيين هو الاغتسال في الماء الذي لا يعد رمزا للحياة فحسب بل، الى درجة معينة، الحياة نفسها، فالتعميد وفق الاعتقاد المندائي هو ولادة ثانية فمن خلال رمز الماء الجاري الذي يغطس فيه المندائي تتحد نفسه بوحدة الحي في عالم الانوار وتقوى وتشمخ في النزاهة والاخلاص والايمان ويمكن ان تغفر الخطايا والاثام والذنوب ويصبح الانسان طاهرا... فمن خلال الطهارة بالماء الجاري يمكن ان تستجاب بحسب الاعتقاد المندائي جميع الدعوات الصادقة التي يناجي بها المؤمن ربه بقلب نقي وفيها تتحد ذات المؤمن بمثيله النوراني.وتوضح المصادر التاريخية القديمه ان الارتماس في الماء كجزء من الطقوس الدينية كان يمارس في العراق قبل ولادة المسيح بالاف السنين مع اختلاف واضح في مضمون الصلوات المصاحبة لطقس التعميد حيث كانت الصلوات تختلف من دين لآخر.ويحتفل الصابئة المندائيون الذين يبلغ تعدادهم نحو 60 الف نسمة في جميع انحاء العالم سنويا باربعة اعياد دينية رئيسة هي البرونايا (عيد الخليقة) والدهفة ديمانه (يوم التعميد الذهبي ) والدهفة ربة (العيد الكبير) والدهفة حنينا (عيد الازدهار) فضلا عن ثلاث مناسبات دينية اخرى لا تقل اهمية عن الاعياد الرئيسة هي مناسبتا ابو الفل وابو الهريس وشيشان عيد.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top