ترجمة/ حامد احمد
كشف خبير دولي بمكافحة الارهاب ان تنظيم داعش وبينما يقوم بتشكيل خلافة جديدة له بصمت عبر تجنيده آلاف من مسلحين جدد في العراق وسوريا، فانه لجأ الى تشكيل وحدة نخبة قتال جديدة تخطط لتنفيذ هجمات على نطاق اوسع تستهدف الغرب ايضا.
جاءت هذه التحذيرات في وقت ذكر فيه مسؤولون في واشنطن بان التنظيم الارهابي يقوم برفد مسلحين متطرفين تابعين له باموال نقدية وهم قابعون في سجون سورية مكتظة بهم. وكان الزعيم الجديد للتنظيم الارهابي، أمير محمد عبد الرحمن المولى، قد جند ما يزيد على 10000 عنصر جديد في وقت يسعى فيه تنظيم داعش لشن حملة جديدة من الارهاب بينما ينشغل العالم بمحاربة فايروس كوفيد -19. ديفد أوتو، خبير مكافحة ارهاب لدى معهد غلوبال رسك الدولي للاستشارات الامنية، يقول ان الشكل الجديد للتنظيم استبدل بوحدة "ستراتيجية" مهمتها التخطيط لهجمات تصل الى البلدان الغربية.
وكان كثير من كبار قياديي التنظيم قد قتلوا خلال الايام الاخيرة لخلافة التنظيم المزعومة في العراق وسوريا.
الخبير أوتو، قال لصحيفة ديلي ستار البريطانية "انهم دائما يلجأون الى استبدال أي قيادة ستراتيجية. هناك نهج واضح في التنظيم بخلافة منصب اي قيادي يقتل بغض النظر عن الصنف الذي يعملون فيه، فيما اذا كان صنف عمليات، او لوجستيات او تجهيزات أو حتى صنف الدعاية الاعلامية، فانه يتم استبدالهم بشخص آخر او من قبل النائب".
وقال الخبير ان زعيم تنظيم داعش الجديد، الملقب باسم البروفيسور أو الاستاذ يريد من المجموعة ان تبقى بعيدة عن الأنظار بينما تجند مقاتلين جديد. واضاف قائلا "ما يفعلونه الان، هو انهم لا يتحدثون عن الخلافة، بل انهم يعملون على بناء واحدة اخرى بصمت".
ويقول خبير مكافحة الارهاب أوتو، بان البروفيسور لا يتم ذكر اسمه في اي منفذ دعائي للتنظيم، مشيرا الى ان ذلك يعد محاولة منهم لتفادي تعرضه لمحاولة قتل.
واضاف قائلا "اعتقد ان ما يحصل الان هو وجود قيادة تعمل بالسر ولا تدلي بشيء للعالم الخارجي. لانه حالما يصبح القائد كثير الكلام فانه سيكون هدفا شرعيا كما حصل لسلفه ابو بكر البغدادي".
ومضى بقوله "انهم يقومون بالاتصالات فيما بينهم بشكل داخلي، فهم يعدون ستراتيجية اتصال داخلية حيث تنقل فيها المعلومة من يد الى يد ضمن الهيكلية القيادية للتنظيم. ولا تتم مشاركة المعلومة مع الاخرين اذا كانت قادمة من الزعيم بشكل مباشر".
في كانون الثاني تبنى التنظيم مسؤولية التفجير الانتحاري المزدوج في وسط بغداد والذي تسبب بمقتل 32 شخصا.
في ذلك الشهر نفسه قال مسؤولون اميركان ان مسلحين هربوا 100 مليون دولار لسجون سورية مليئة بمسلحين قد تم غسل ادمغتهم وهم مستعدون للخروج وتشكيل نسخة جديدة من الخلافة.
وسلط مسؤولون في واشنطن ايضا الضوء على توسع شبكة داعش التمويلية التي تمتد عبر العالم. وتقول وزارة الخزانة الاميركية ان التنظيم يستخدم "محطات لوجستية" في تركيا يستخدمها مسلحو التنظيم لتحويل النقود بين البلدان.
وذكرت الوزارة الاميركية بان تحويلات النقود هذه تحصل ايضا ما بين العراق وسوريا من خلال وسطاء. قسم من هذه الاموال يتم تسريبها الى معسكر الهول في شرقي سوريا الذي يضم عناصر سابقين من تنظيم داعش. وأدرجت واشنطن أسم اكثر من 100 سمسار مالي في لائحة الارهاب في مسعى منها لتحطيم شبكة التمويل الفاسدة هذه. وتشير التقارير الى انه رغم هذه الاجراءات، فان اتباع التنظيم حول العالم، ما يزالون يتداولون الاموال النقدية فيما بينهم في منطقة آسيا وافريقيا.
عن: صحيفة ذي صن البريطانية
اترك تعليقك