TOP

جريدة المدى > سياسية > البيوت المجاورة لمخازن السلاح تنتظر مصيراً مشابهاً لمرفأ بيروت!

البيوت المجاورة لمخازن السلاح تنتظر مصيراً مشابهاً لمرفأ بيروت!

نشر في: 16 مارس, 2021: 10:25 م

 متابعة/ المدى

في ناحية الحسينية التابعة لمحافظة كربلاء، يعيشُ صدّيق وأسرته التي وقع اثنان منها ضحية انفجارٍ تعرض له معسكر الحشد الشعبي في 6 آب 2018. صدّيق أحد عناصر الحشد الشعبي، يقع منزله بجوار المعسكر المستهدف، في منطقة مأهولة بالسكان، يقول لـ(درج) إن "الانفجار حصل بسبب سوء تخزين للعتاد، في شهر يعدّ من أكثر أشهر الصيف حرارة في العراق".

بعدما خسر صديق ابنته مريم (7 سنوات)، وابن اخيه الأكبر فيصل (5 سنوات)، يقول "تنحيت عن العمل في فصائل الحشد الشعبي، لقد فُجعتُ بابنتي وابن اخي".

في كربلاء إحدى محافظات الفرات الاوسط، وتحديداً في بلدة خان الربع جنوب شرقي كربلاء، حدث انفجارٌ مماثلٌ آخر لمخزن ذخيرة تابع للحشد الشعبي في آب 2019، واستهدف الانفجار مخازن لواء علي الاكبر المنضوية تحت فصائل الحشد الشعبي، يقول صدّيق إن "قرابة سبع انفجارات لمخازن عتاد خاصة بالحشد الشعبي وقعت وجميعها على مقربة من مناطق سكنية كخان الربع أو ناحية الحسينية وغيرها".

وفي 19 تموز الماضي 2019، انفجر مخزن سلاح كبير في منطقة آمرلي في محافظة صلاح الدين، حيث قوات اللواء 16 من الحشد الشعبي، وفي حينه صرح المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، بأنه "تم استهداف مواقع تابعة لكتائب حزب الله في العراق، وتحديداً معسكر الشهداء، وأن القصف تم على مرحلتين عبر طائرة مجهولة"، لكن تصريحًا لاحقًا تحدث عن أن لجنة تحقيقية خلصت إلى أن الانفجار كان مجرد "حريق وقود صلب نتيجة خلل داخلي". أتى الانفجار على مرآب الآليات الثقيلة ومسقفين كبيرين، ما أدى إلى "انفجار عدد من الصواريخ الذي أعقبته انفجارات أخرى شملت أكداس عتاد وذخيرة وصواريخ متوسطة وبعيدة المدى". وقبل نهاية تموز 2019، تعرض معسكر أبو منتظر المحمداوي، في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد، لضربة جوية من طائرة مجهولة الهوية استهدفت موقعين داخل المعسكر، أحدهما مخزن صواريخ ومنصات لإطلاقها، والآخر تجمع كبير لفصائل الحشد الشعبي، ويعتبر المعسكر من أهم مراكز التدريب.

بعد ذلك بنحو أسبوعين، وقع انفجار في معسكر مشترك تديره الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، جنوب بغداد، وقد ذكرت خلية الخبراء التكتيكية التابعة لوزارة الدفاع في تصريحات صحافية أن "طبيعة الانفجار ألحقت دماراً هائلاً بالمعسكر بعدما وصلت النيران لعتاد اللواء 14 من الحشد الشعبي، حيث أتى الانفجار على مرآب الآليات الثقيلة ومسقفين كبيرين، ما أدى إلى انفجار عدد من الصواريخ الذي أعقبته انفجارات أخرى شملت أكداس عتاد وذخيرة وصواريخ متوسطة وبعيدة المدى".

ثم جاء تفجير معسكر للحشد الشعبي في جنوبي محافظة صلاح الدين الذي شاركت فيه كتائب "حزب الله" وميليشيات "جند الإمام"، بعد ذلك بنحو أسبوع ليؤدي إلى تدمير واسع في المعسكر شمل مخازن السلاح، وذكر شهود أن ستة انفجارات بينها فواصل زمنية قصيرة كانت الشرارة الأولى لموجة الانفجارات المتلاحقة التي شهدها المعسكر. ويقع هذا المعسكر بجوار قاعدة بلد الجوية التي تؤوي طائرات "إف 16" مع الخبراء والمستشارين الأميركيين الذين يشرفون على تشغيلها وصيانتها، وقد تم إجلاء هؤلاء بصورة موقتة بعد الانفجارات.

شهدت بغداد دوناً عن المحافظات قرابة 3 انفجاراتٍ لمخازن عتاد الحشد الشعبي والتي تتوسط مناطق مأهولة بالسكان، وقع أولها في أيلول 2016 في منطقة العبيدي شرقي العاصمة، وعلى إثر الخسائر الفادحة البشرية والمادية التي نتجت عنه، أعلن رئيس الحكومة العراقية آنذاك حيدر العبادي عن ضرورة العمل على حصر السلاح بيد الدولة بشكل جدي، وإبعاد مخازن العتاد من المناطق السكنية.

إنفجارٌ ثانٍ وقع جنوبي العاصمة في منطقة الدورة- ابو دشير في آب 2019، في قاعدة معسكر الصقر الخاصة بالحشد الشعبي، بعد قصفه بطائرة مسيرة مجهولة، تقول شيماء من سكان المنطقة لـ(درج) إن "هذا الرعب يتكرر بين الحين والآخر".

شيماء 35 عاما تسكنُ بالضبط في الجانب المقابل من معسكر الصقر، في جزءٍ من البيوت العشوائية هناك، منزلها المُتهالك لايتجاوز الـ75 متراً مربعاً، جدران بيتها عبارة عن كُتل اسمنتية، بلا طلاء، وجزءٌ من سقف بيتها على وشك السقوط، وهي أرملة وأم لطفلين يتيمين، زوجها لقي حتفه في عمليات تحرير الموصل من داعش بعد أن انخرط في صفوف فصائل الحشد الشعبي آنذاك.

تذكر شيماء أن "انفجار معسكر الصقر عام 2019 كان الأول، وفي تموز 2020 حدث انفجار ثاني كان سببه سوء تخزين للعتاد"، مؤكدة أنه "مع كل انفجارٍ كان جزء من المنزل يسقط فوقنا ونقوم بإصلاحه".

الظرف الاقتصادي الذي تعيشه شيماء، وكل من يسكن المنطقة العشوائية المقابلة للمعسكر يُقيدهم ويمنعهم من الهروب بعيداً: "أين المفر، ليس باستطاعتي الانتقال الى منطقة أخرى فأنا لا أملك المال، وإن حاولت أن ابيع هذا البيت لن يشتريه أحد، فمن يود شراء منزل مجاورٍ لمخزن أسلحة ثقيلة؟ نحن نجاور الموت، ويسيطر علينا الرعب من مصير يشابه مصير مرفأ بيروت".

لم تتضح خطورة مخازن العتاد التي تتوسط المناطق السكنية في العراق، إلا بعد انفجار حسينية الإمام الحسين في قطاع 10 في مدينة الصدر في بغداد عام 2018، الانفجار الذي لا تستطيع أم حازم نسيانه، بعدما ترك حزناً عميقاً في قلبها. تنظر إلى صورة زوجها الذي لقي مصرعه في الانفجار وتتذكّر: "مساء 6 حزيران 2018، لم أسمع سوى دوي انفجار، تلاه آخر أكثر شدة، ترجلت السُلم، وأنا أحاول أن اتلمّس طريقي من الغبار والدخان، فتعثرت بكتلة كبيرة، ليتبين انها جسد زوجي، الذي نقل إلى المستشفى وتوفي بعد أيامٍ إثر تسمم جروحه بمخلفات الانفجار بحسب تشخيص الأطباء".

الشظايا طاولت عينيّ أم حازم، وبالكاد تبصر الأشياء اليوم، وشوهت أيضاً جسد ابنها الأصغر عباس.

كان هذا الانفجار الأشهر في مدينة الصدر، حيث كانت الحسينية مكدسة بأسلحة لفصيل سرايا السلام الذي يتزعمه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وقيل إن طائرة مسيرة قامت بقصفه، لم يكن المنزل الذي يبعد 8 أمتار من الحسينية المتضرر الوحيد، بل وقع 18 قتيلاً و120 جريحاً نتيجة الانفجار، فضلاً عن تهديم 15 منزلاً و10 سيارات، على مقربةٍ من الحسينية، وثلاثة منازل سويت تماماً بالأرض، إضافة إلى تدمير مدرسة مجاورة للحسينية.

الحاج هادي أحد سكان قطاع 10 يقول إن "بيتاً في مدينة الصدر لا يخلو من السلاح وفي بعضها توجد قذائف (آر بي جي) فلا نستغرب أن تكون الحسينية مخزناً للمتفجرات".

 عن موقع درج

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

السفيرة الأميركية: العراق قادر على خلق نموذج اقتصادي يحتذى به
سياسية

السفيرة الأميركية: العراق قادر على خلق نموذج اقتصادي يحتذى به

متابعة/ المدىأكدت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية آلينا رومانسكي، أمس الأربعاء، أن العراق قادر على خلق نموذج اقتصادي يحتذى به، فيما أشارت الى التعاون مع منظمات عراقية لتحسين وصول المياه لأكثر من 100 ألف شخص.وقالت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram