اختيار سبايك لي لرئاسة  لجنة تحكيم مهرجان كان..المخرج السينمائي الأميركي غاضب على الدوام من العنصرية

اختيار سبايك لي لرئاسة لجنة تحكيم مهرجان كان..المخرج السينمائي الأميركي غاضب على الدوام من العنصرية

ترجمة : عدوية الهلالي

ستقام الدورة (74) من مهرجان كان السينمائي في الفترة من 6 إلى 17 تموز، إذا سمحت الحالة الصحية بذلك. وكان سبايك لي يترأس بالفعل لجنة تحكيم المهرجان في عام 2020 ، والذي تم إلغاؤه بسبب أزمة صحية.

وسيرأس المخرج الأميركي سبايك لي لجنة تحكيم الدورة 74 لمهرجان كان السينمائي في تموز، وهو المنصب الذي سيكون سبايك لي أول شخصية سوداء تتولاه. وكان من المقرر أن يتولى سبايك لي منصب رئيس لجنة التحكيم العام الماضي ، لكن الوباء منع إقامة المهرجان. وأكد المنظمون مؤخراً أن سبايك لي سيتولى هذه المهمة وفاءً لالتزاماته ، ، وتجري التحضيرات حالياً على قدم وساق ، مع مشاهدة العديد من الأفلام من قبل لجنة الاختيار”. وفي بيان صحفي. قال المنظمون إنه سيتم الكشف عن الاختيار الرسمي وتشكيل هيئة المحلفين في أوائل حزيران.

ويعد تعيين هذا المخرج الرائد للقضية السوداء ، ومؤلف الأفلام الناشطة ، رمزاً قوياً على الرغم من أن المهرجان لا يتجاهل أبداً الخفة والترفيه”.كما قال رئيس المهرجان بيير ليسكيور أما المندوب العام تييري فريمو فقد قال: “يمنحنا حماسه وشغفه بالسينما طاقة متزايدة للتحضير للمهرجان الرائع الذي ينتظره الجميع”. مضيفاً أنه إذا سمحت الظروف الصحية بإقامة المهرجان في المواعيد المحددة ، فسيكون أهم اجتماع سينمائي عالمي منذ أكثر من عام ، اذ أُجبرت معظم المهرجانات الكبرى الأخرى في الأشهر الأخيرة على الإلغاء أو اكتفت بإصدارات عبر الإنترنت.

وجاء تعيين سبايك لي رئيساً للجنة تحكيم مهرجان كان باسم “التنوع الثقافي”. وفي العام الماضي ، قال المخرج إنه “تشرّف بأن يكون أول شخص من الشتات الأفريقي يتم تعيينه رئيساً للجنة تحكيم مدينة كان ، ولمهرجان سينمائي كبير بشكل عام”. فهل كان “الشيء الصحيح” الذي يفعله هو استخدام عنوان أفضل فيلم له ، صدر عام 1989؟. إذا كان المخرج الأميركي من أصل أفريقي صانع أفلام رائع ، فقد عبر أيضاً عن عنف صاخب في السنوات الأخيرة. ففي عام 2008 ، عارض كلينت ايستوود متهماً إياه بالعنصرية بسبب الشتائم والتلميحات المشكوك فيها: وخلال مؤتمر صحفي أقيم ضمن مهرجان كان السينمائي ،وخلال الترويج الكامل لفيلمه الجديد معجزة في سانت آنا ، حول فرقة من الجنود السود خلال الحرب العالمية الثانية ،انتقد سبايك لي إيستوود بسبب غياب الشخصيات الأميركية الأفريقية في أفلامه ، وجادل لي صانع أفلام أبيض مثل إيستوود لصنع فيلم (طائر) عن تشارلي باركر ، الموسيقي الأسود، متسائلاً “لماذا يفعل الرجل الأبيض ذلك ؟” ولهذا” يجيب إيستوود ، الذي كان على “رجل مثله أن يغلق فمه”: ليست هذه هي المرة الأخيرة التي ينزعج فيها مخرج لرؤية رجل أبيض يحكي قصة مجتمع السود.

وفي عام 2012 ، قام باطلاق تغريدة قاتلة عن كوينتين تارانتينو ، موضحاً أنه رفض الذهاب لمشاهدة فيلم (جانغو بلا قيود ) ، وهو فيلم اعتبره “غير محترم” بالنسبة لأسلافه. “ واعتبره معادلاً للهولوكوست. وحتى اليوم ، يكره الرجلان بعضهما البعض بشدة . ويوبخ سبايك لي كوينتين تارانتينو على وجه الخصوص لاستخدامه المسيء ، في حواراته ، لكلمة “زنجي” ..

وخلال حفل بافتا. دعا سبايك لي دائماً إلى مزيد من التمييز الإيجابي الشامل لصالح السود ، في هوليوود وكذلك في المجتمع الأميركي. ودعا بشكل خاص إلى تحديد حصص ، بما في ذلك في المجال الثقافي ، على سبيل المثال لجوائز الأوسكار. في عام 2016 ، وسط الجدل الدائر حول قلة التنوع في الترشيحات ، والتي ، للعام الثاني على التوالي ، لا تشمل أي ممثلة أو ممثل أسود ،كما دعا سبايك لي إلى مقاطعة حفل توزيع جوائز الأوسكار.

أما آخر صخب أثاره حتى الآن فقد كان في 24 شباط 2019 ، وعندما حصل فيلم (الكتاب الأخضر) لبيتر فاريللي على جائزة أوسكار لأفضل فيلم ، في الحفل الذي أقيم في مسرح دولبي ، فقد رفع سبايك لي ذراعيه للتعبير عن رفضه وغادر الغرفة. وعاد فقط عندما انتهت الخطابات ، ثم عبر عن نفسه من خلال مهاجمة وجهة النظر المفترضة المؤيدة للبيض في هذا الفيلم ، والتي تظهر كيف أن أحد أتباع البيض والعنصرية يصبح في النهاية صديقًا لعازف بيانو أسود ومثلي جنسياً. ثم قال في نفس الحفل في خطاب سياسي للغاية ،بعد منح جائزة التحكيم الكبرى لفيلمه ( بلاك كلانزمان )، ويروي قصة التمييز العنصري ضد السود في سبعينيات القرن الماضي. واستحضر المخرج ، الذي غمرته السعادة بإعلان جائزته ، خلال خطابه وصول أول مجموعة من العبيد السود الى الولايات المتحدة ، في عام 1619 ، و”الإبادة الجماعية” للهنود الأميركيين ، بالإضافة إلى حديثه عن الانتخابات الرئاسية الأميركية بقوله :”اختر الحب لا الكراهية. لنقم بالاختيار الصحيح! “

وقتها ، قام ترامب على الفور بتغريدة انتقامية ، واصفاً سبايك لي بالعنصرية ومدافعاً عن سجله المؤيد للسود! لكن سبايك لي في أفلامه وفي تصريحاته السياسية الأكثر مباشرة ، كان يلقي نظرة وحشية بشكل دائم على المجتمع الأميركي وعنصريته ، معرضاً نفسه لخطر اعتباره من قبل منتقديه بصفته “رجل أسود غاضب” على الدوام.

 

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top