موسيقى الاحد: ألما مالر

موسيقى الاحد: ألما مالر

استمعنا الأسبوع الماضي إلى رسالة الحب التي ألفها الموسيقار غوستاف مالر عند زواجه بألما [شندلر] (1879 - 1964).

 لكن من هي ألما مالر في الحقيقة؟ انجذبت ألما الفنانة والموسيقية إلى العباقرة على الدوام، مثلما رأينا الأسبوع الماضي مع استاذها الموسيقي المعروف زملينسكي، لتتركه بعد ان التقت بمالر. وكانت قد بدأت حياتها العاطفية في السابعة عشرة مع غوستاف آخر، هو الرسام العبقري غوستاف كليمت (1862 – 1918) صاحب أجمل لوحات المدرسة المسماة "الفن الحديث" بألوانها المميزة وخطوطها اللينة ومواضيعها الأيروسية المثيرة، إذ كان أول رجل يقبلها. وخلال زواجها بمالر وقع في حبها المعماري فالتر غروبيوس (1883 - 1969) مؤسس مدرسة "باوهاوس" الشهيرة وهو الذي صمم بناية جامعة بغداد الشهيرة.

وقد عرف مالر بهذه العلاقة عبر رسالة غرامية كتبها غروبيوس وصلته بالخطأ. وكان مالر قد طلب مشورة عبقري آخر هو سيغموند فرويد (1856- 1939) حول كيفية انقاذ زواجه من الانهيار. بعد وفاة مالر في 1911 انغمرت ألما في علاقة غرامية عاصفة مع عبقري آخر هو الرسام اوسكار كوكوشكا (1886 – 1980) دامت حتى الحرب الأولى عندما سيق الفنان إلى الجبهة قبل أن يعود جريحاً ليجدها قد تزوجت غروبيوس سنة 1915. هام كوكوشكا بألما هياماً شديداً وكانت من ألهمته لرسم أشهر لوحاته، منها "العروس والريح" (1914). استمر هذا الهيام حتى بعد عودته من الحرب وصدمته بإنهاء ألما علاقتها به، فقد طلب من صانعة الدمى النمساوية هرمينه موس (1888 - 1928) صنع دمية لألما بالحجم الحقيقي وبكل تفاصيل جسدها حسب تخطيطاته، أنجزتها له في 1919. كان كوكوشكا يأخذ الدمية معه حيثما يذهب حتى في سفراته قبل أن يقيم حفل وداع يدعو فيه أصدقائه، ويأخذ الدمية الى الحديقة في الفجر ويقطع رأسها ويسكب فيتحرر من سطوتها عليه.

لم تتوقف الحياة عندما تزوجت غروبيوس، فقد تعرفت في 1917 على الكاتب فرانس فرفل (1890 – 1945) وانتقلت لتعيش معه بينما كان غروبيوس يخدم في الجيش النمساوي – المجري، وانتهى الأمر إلى طلاقها منه في 1920، لكنها لم تتزوج فرفل إلا سنة 1929 ليصبح اسمها ألما مالر – فرفل (وهو اسمها الرسمي بعد زواجها الأخير، إذ احتفظت بلقبها من غوستاف مالر). هاجر الزوجان الى فرنسا هربا من النازيين، ثم إلى الولايات المتحدة في 1940 ليعيشا أول الأمر في كاليفورنيا، ثم في نيويورك بعد وفاة زوجها.

بدأت ألما حياتها "الفنية" بتأليف الأغاني والقطع الصغيرة وبالعزف على البيانو، لكن زواجها بمالر قطع تطورها كمؤلفة موسيقية. "أريدك في هذا البيت زوجة وليس زميلة" شيء من هذا هو ما قاله مالر بعد الزواج، لكنه غير فكرته هذه لاحقاً سنة 1910 بعد انفضاح علاقتها بغروبيوس، وشجعها على تأليف الأغاني عملاً بنصيحة فرويد. نُشر القليل من أغانيها في 1910 و 1915 (بغلاف من تصميم كوكوشكا) و1924. أهداها الموسيقي النمساوي البان برغ (1885 -1935) اوبراه الشهيرة "فوتسك" التي قدمت سنة 1921.

خمس أغاني (1910) موزعة للأوركسترا

https://www1.wdr.de/orchester-und-chor/sinfonieorchester/videos/video-alma-mahler---fuenf-lieder-in-der-bearbeitung-fuer-alt-und-orchester-von-jorma-panula-100.html

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top