موقع إخباري: اتفاقية سنجار معلقة والسكان يريدون تكليف قوة محلية بجهود الحماية

موقع إخباري: اتفاقية سنجار معلقة والسكان يريدون تكليف قوة محلية بجهود الحماية

 ترجمة/ حامد احمد

بعد مرور ستة اشهر على توقيع اتفاق سنجار يشكو الاهالي هناك من ان الاتفاقية التي كان الغرض منها جلب الاستقرار واعادة الاعمار لمنطقتهم بانها لم تحقق شيئا من ذلك، واصفين الوعود بانها مجرد كلام .

دليار، احد منتسبي شرطة سنجار الذي طلب ذكر اسمه الاول فقط، قال وهو يومئ بيده الى شارع تتخلله ابنية محطمة "هذه الاتفاقية ليس لها تأثير حقيقي هنا. احد الفصائل المسلحة يتواجد في هذا الجانب، وحزب العمال الكردستاني في جانب آخر. وفي الليل لن تجد هنا بشرا حيث ينتشر الظلام".

كان من المفترض بالاتفاقية، التي تم ابرامها في تشرين الاول 2020، ان تعالج بعض المشاكل التي تحول دون استئناف الاهالي لحياتهم الطبيعية وذلك بعد مرور اكثر من خمس سنوات على طرد مسلحي داعش من سنجار. وتعهدت الاتفاقية، التي تم توقيعها بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية، بدعم جهود اعادة الاعمار في سنجار وتعزيز الامن فيها مع ترحيل المجاميع المسلحة.

ولكن سكان محليين ومسؤولين ونشطاء قالوا لموقع آيرن نيوز الاخباري ان أحد اسباب عدم فاعلية الاتفاقية يكمن في حقيقة ان السنجاريين لم تتم استشارتهم على نحو واسع اثناء مراحل رسم الاتفاق .

فضلا عن ذلك فان الاتفاقية لا تشتمل على اطار زمني واضح ولا تمويل مضمون ويبدو ان لا احد يعرف حدود صلاحياته لفعل اي شيء. وبالتالي فان الحياة بالنسبة لمئات الآلاف من السنجاريين، في مناطقهم او في أماكن اللجوء الاخرى، ما تزال على نفس الحال التي كانوا فيها قبل توقيع الاتفاقية.

ويشير الموقع الاخباري الى ان منطقة سنجار تحتل موقعا ستراتيجيا ما بين الحدود السورية والتركية فضلا عن كونها منطقة زراعية وفيها موارد معدنية اخرى من نفط وغاز لم تكتشف بعد جعلها مركز صراع بين أطراف مسلحة متعددة ومن يساندهم .

عامل العنف هذا هو من بين عوامل اخرى من افتقاد خدمات اساسية وبنى تحتية ومساعدات، تحول دون عودة اغلب السكان الأصليين الساكنين في مخيمات نزوح على مدى سنوات الى مناطقهم وبيوتهم في سنجار .

في آذار أقر البرلمان قانون الناجيات الايزيديات والذي يتضمن تعويضات مالية واعادة تأهيل وعلاج طبي مع تخصيص راتب شهري لهن وبقية المتضررين من الاقليات العرقية الاخرى.

سكان محليون في سنجار يشعرون ايضا بان هذا القرار لن يضمن تطبيقا فعليا لحل مشاكلهم .

مسؤولون حكوميون يقرون بان التحرك والتقدم بطيء ويلقون اللوم في جزء من ذلك على اقل تقدير على غياب التمويل وضعفه .

محافظ نينوى نجم الجبوري قال "الاتفاقية جيدة، ولكن بشكل صادق اقول، علينا ان نقر بان تنفيذها على الأرض بطيء ."

واضاف الجبوري بقوله "طلبت من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عدة مرات بان يفرد ميزانية خاصة لمنطقة سنجار. لان المحافظة ليست لها التمويلات الكافية لاسترجاع البنى التحتية لهذه المنطقة المدمرة ."

خلف دخيل سيدو، شيخ ايزيدي من سنجار يعيش حاليا مع نازحين آخرين في دهوك، قال لموقع آيرن "لم يخبرونا أو يأخذوا رأينا، هذه الاتفاقية جيدة ولكنها لم تطبق على الارض".

غالبية سكان منطقة سنجار الاصليين، الذين يقدر عددهم بحدود 210,000 وفقا لتقديرات منظمة الهجرة التابعة للامم المتحدة، ما يزالون يعيشون حالة نزوح في مناطق شمالي العراق. عشرات الآلاف عادوا العام الماضي. واحد الاهداف من الاتفاقية الموقعة في تشرين هو تشجيع المزيد على الرجوع الى بيوتهم .

عند مستشفى سابق في سنجار، اسرة مغطاة بأتربة في منظر كئيب، وتوجد لوحة يعلوها الصدأ مدلاة من سقف نصف منهار مكتوب عليها: "مستشفى سنجار العام، ردهة النسائية والتوليد ."

لم يولد طفل في هذا المستشفى منذ زمن بعيد. وبينما توجد هناك بعض مجاميع الاغاثة توفر خدمات طبية في المنطقة فضلا عن مركز طبي في البلدة، فان خدمات رعاية متخصصة بضمنها عمليات التوليد فهي غير متوفرة حاليا. فالنساء يضطررن للسفر من سنجار قاطعات مسافة 50 كم على اقل تقدير للولادة في اقرب مستشفى هناك .

النقيب حنون فرحان، نائب قائد شرطة سنجار، قال "الخدمات هنا خربة ومهدمة، الناس يواكبون الوضع فقط. الكهرباء تستمر لساعتين او اربع ساعات في اليوم فقط ومن ثم يقوم مركز الشرطة بتشغيل المولدة التي سددنا تكلفتها من مصروفاتنا الخاصة نحن الشرطة."

اما فيما يخص من يتولى الوضع الامني في سنجار، فتقول الايزيدية مايان ناصر انها هي وآخرون يريدون ان يتولى الايزيديون المحليون مهمة مسك الامن في البلدة .

وتضيف ناصر بقولها "نريد قوة ايزيدية واحدة تحمينا وليس البه كاكا ولا اي فصيل مسلح آخر. اذا لم يكن عناصر الامن من ابناء المنطقة المحليين فلا نثق بهم ."

حيدر شيشو، قائد قوة ازديخان من وحدة حماية سنجار، قال انه لم ير اي تقدم فيما يختص بتشكيل قوة محلية. واكد بقوله "لم نسمع حتى الان بتشكيل قوة من ايزيديين، الا اذا كان هناك عمل بخصوص ذلك من وراء الكواليس."

مسؤولان آخران على اطلاع بالموضوع، طلبا عدم ذكر اسماء، ذكرا ايضا انه لا توجد هناك حركة نحو تشكيل قوة محلية، مشيرين الى ان المجاميع الرئيسة المتنافسة على السلطة في سنجار ماتزال موجودة .

استنادا الى دبلوماسيين اثنين من الامم المتحدة رفضا الكشف عن اسميهما، فان هناك بعض التدخل من الامم المتحدة في قضية سنجار، رغم ان مدى هذا التدخل غير واضح.

وتقول الايزيدية ناصر من منطقة سنجار "اذا كانت هناك انسانية فعليهم ان يعطوا الايزيديين حقوقهم ويوفروا لهم الخدمات. انهم يتكلمون بوعود فقط من دون فعل اي شيء. لهذا السبب لا نثق بهم الى ان نراهم يطبقون وعودهم بالفعل."

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top