متابعة : إياد الصالحي
عروس الألعاب العراقية، تتزيّن بأربع عشرة ميدالية متنوعة في مدينة مشهد الإيرانية، وتتزعّم بطولة الجائزة الكبرى الآسيوية للفترة (9-13 نيسان 2021) بمشاركة أربع عشرة دولة، حدث لافت لرياضتنا في ظرف لم تجد أية لعبة - باستثناء كرة القدم- بقعة ضوء ضمن مساحة الاهتمام الإعلامي الواسعة!
الأمر الحسِن في تخطيط الاتحاد العراقي لألعاب القوى، أن بطولة إيران الدولية تزامنت بعد أيام قليلة من ختام بطولة أندية ومؤسّسات العراق للعبة في محافظة بغداد للفترة (3-7 نيسان 2021) ما حفّز الملاك التدريبي واللاعبين على تشكيل منتخب وطني قادر على تمثيل البلد بالصورة المتميّزة التي عاد بها مُحمّلاً بميداليات التفوّق مع تحطيم أرقام عراقية جرّاء التحضير السليم والمُثمر لبرنامج الاتحاد بالتنسيق مع المدربين.
ما أشار اليه الزميل ميثم الحسني، المنسق الإعلامي لاتحاد ألعاب القوى، في تقريره الخاص عن حصاد منتخبنا في البطولة، يستحق التوقف عنده، فمنذ تفشّي جائحة كورونا (كوفيد-19) مطلع شباط 2020، أسر الخوف واليأس طموحات الاتحادات الرياضية بعدم التفاعل مع الأنشطة الخارجية لإدامة زخم أبطالها، وهي نقطة سلبية يتوجّب تلافيها بمرور الأشهر المقبلة لوضع منتخباتنا الوطنية بالجاهزية الفنية للمشاركة في بطولات دولية ترفع من معنويات اللاعبين، وتُخرجهم من دائرة الإحباط، وتدفعهم للاحتكاك مع نظراء أقوياء يكشفون حجم المنافسة الحقيقية، وأين يقف الرياضي العراقي بعد أربعة عشر شهراً من القهر القسري بمواجهة خطر الوباء العالمي.
الحاصلون على ميداليات الجائزة الكبرى أبطال كبار برغم أعمارهم الشبابية، يَعِدون بكثير من المفاجآت لو خصّصت لهم وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع اتحاد اللعبة منهاجاً نوعياً يرفع من كفاءاتهم الذهنية والقدرات البدنية لتسجيل أفضل النتائج عربياً وآسيوياً، وربما أولمبياً لِمَ لا لو عزمنا على تأهيل بعضهم، وذلك ليس صعباً، مقارنة بالإمكانات البسيطة لدول هنا وهناك لم تمنع رياضييها واتحاداتها من رفع علم بلادها في كل دورة أولمبية.
أسماء أبطال مثل طه حسين (200و400 متر) ومحمد عبد الرضا (400متر) ومحمد سعد (110متر حواجز) وفلاح عبد الزهرة وأكثم يونس وحسنين حسين وحسين علي ناهي (٤×١٠٠متر) وحسين فلاح (الوثب العالي) وحسين ثامر (رمي المطرقة) وأمير فالح (القفز بالزانة) وعبد السجاد سعدون (العشاري) ومحمد عبد الله (3000متر) ويونس محسن وكرار رعد (رمي الرمح) وآخرون لم تسعفهم أرقامهم في بطولة الأندية للمشاركة في مشهد، أسماء تبعث التفاؤل لإحياء الزمن الجميل لعروس الألعاب في عقديها السبعيني والثمانيني من القرن الماضي، متى ما توفرت النيّات الصادقة لدعم كل فعالية بملاكها ضمن تخصيصات استثنائية آن الأوان أن تنهي وزارة الرياضة التفرُّج وتبادر لمشروع رعاية الأبطال خارج ميزانية اتحاد ألعاب القوى، تلك المعضلة الكبيرة التي حرمت العراق من تحقيق نتائج نوعية “دولياً” بسبب عدم توفر الأموال، واعتاد الاتحاد حسب تصريحات مسؤوليه أن يقترض المبالغ اللازمة لتفادي حراجة الحرمان أو ضياع فرص التأهيل في غير مناسبة!
نجح اتحاد ألعاب القوى في خطف الأضواء وأنفرد بالمُنجز بين 46 اتحاداً معتمداً لدى اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية خلال الربع الأول من العام 2021 مُنفّذاً برنامجين داخلي وخارجي حقّق خلالهما فوائد عدّة، مستفيداً من تقارب موعد بطولته المحلية مع الاستحقاق الآسيوي، ونتمنّى أن تنهض بقية الاتحادات من سُباتها وتؤكّد حضورها الأولمبي وتنشّط فرقها ولاعبيها ومدربيها مع تكييف فعّالياتها وفقاً للاجراءات الوقائية المُشدّدة لمكافحة كورونا.