بغداد/ محمد صباح
لم يكتب لمحاولات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لإعادة إحياء التحالف الوطني النجاح بسبب الخلافات الحادة بين قيادات القوى الشيعية التي أبلغت الوزير الإيراني أنها ستخوض الانتخابات البرلمانية المبكرة بخمس تحالفات أو قوائم انتخابية كبيرة مع بعض الكتل والأحزاب الصغيرة.
ويدفع الانقسام بين هذه القوى إلى خوض غمار الانتخابات البرلمانية في خمسة عشر محافظة عراقية عدا إقليم كردستان، وهو ما يعني ان المنافسة ستكون أشد مقارنة بالانتخابات البرلمانية السابقة.
تحالف سائرون الذي يكاد يكون الاوفر حظا في حصد اكبر عدد من المقاعد قرر المشاركة في اكثر من 60 دائرة انتخابية، يليه تحالف الفتح الذي اعلن انه سيتنافس في ثمانية وخمسين دائرة انتخابية من اجل الحصول على اكبر عدد من المقاعد.
ويقول جاسم محمد جعفر، الأمين العام للاتحاد الإسلامي لتركمان العراق في تصريح لـ(المدى) أن "القوى الشيعية ستشارك في الانتخابات البرلمانية المبكرة بخمسة تحالفات أو قوائم انتخابية منفردة وهي كل من الفتح والصدريين وائتلاف دولة القانون وعراقيون وائتلاف النصر"، لافتا إلى أن "خريطة التحالفات الانتخابية للمكونات الشيعية مازالت متحركة وغير واضحة".
ويبين أن "تحالف الفتح الذي يقوده هادي العامري مكون من كتل عصائب أهل الحق، والكتائب، والسند، والمجلس الاعلى وغيرها من الأحزاب والشخصيات في حين أن الصدريين سيشتركون بمفردهم"، مضيفا أن "محمد شياع السوداني وعدنان الزرفي باتوا الأقرب إلى ائتلاف النصر الذي يتزعمه حيدر العبادي".
ودعت مفوضية الانتخابات، أول أمس الثلاثاء، التحالفات السياسية والأحزاب والمرشحين للتسجيل في موعد أقصاه 1 أيار المقبل، مؤكدة ان موعد إجراء انتخاب مجلس النواب في 10 تشرين الأول 2021 حتمي ولا تراجع عنه.
وفي 15 نيسان 2021 قرر مجلس المفوضين توحيد مدد استقبال قوائم المرشحين وفترة تسجيل التحالفات السياسية لغاية الأول من أيار 2021.
وينوه إلى أن "هناك حوارات بين تحالف عراقيون (تيار الحكمة) والنصر من اجل تشكيل تحالف موحد لكن يبدو ان هذا لم يتحقق في ظل الاختلاف على رئاسة هذا التحالف"، مستبعدا "حصول تحالف انتخابي بين الحكيم والعبادي".
أما عن اجتماع وزير الخارجية الإيراني مع القوى الشيعية بشأن إعادة إحياء التحالفات القديمة يؤكد جعفر على أن "محمد جواد ظريف اجتمع مع قيادات الحشد وتطرق إلى عدة أمور من بينها الانتخابات"، مضيفا أن "الوزير الإيراني قدم نصائح للقوى الشيعية بضرورة العودة إلى تشكيل التحالف الوطني".
ويتابع النائب والوزير السابق حديثه قائلا إن "القوى الشيعية التي كانت حاضرة في الاجتماع تحدثت مع الوزير الإيراني عن صعوبة تشكيل التحالف الوطني مرة أخرى بسبب الاختلافات بين الكتل"، مبينا أن "ظريف استجاب لرغبة القوى الشيعية بالمشاركة بقوائم وتحالفات فردية في الانتخابات المقبلة".
والتقى وزير الخارجية الايراني، الاثنين الماضي، بهيئة الحشد الشعبي، بحضور رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وزعيم تحالف عراقيون عمار الحكيم، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، ورئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري نصار الربيعي، ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي.
ويضيف جعفر أن "التحالفات أو القوائم الخمس ستنزل في (15) محافظة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المبكرة"، لافتا إلى أن "التحالفات والقوائم الشيعية ستتنافس على ما بين 180 إلى 190 مقعدا برلمانيا في جميع المدن والمحافظات". وحدد مجلس الوزراء العاشر من شهر تشرين الأول المقبل، موعداً لإجراء الانتخابات المبكرة بعد دراسة مقترح قدمته مفوضية الانتخابات إلى مجلس الوزراء، ينطوي على أسباب فنية مهمة، من شأنها أن تضمن نزاهة الانتخابات وتساوي الفرص أمام الجميع لخوض الانتخابات بحرية وعدالة.
ويلفت النائب السابق، إلى أن "مقاعد القوى السنية ستزيد هذه المرة إلى خمسة مقاعد مقارنة بالانتخابات السابقة بسبب طبيعة النظام الانتخابي والدوائر الصغيرة"، لافتا إلى أن "هيبة السلاح والتخويف والتزوير الالكتروني سيكون له دور كبير".
ويعتقد أن "موضوع تأجيل الانتخابات البرلمانية أصبح من الماضي".
من جهته يوضح محمود الربيعي، المتحدث باسم عصائب أهل الحق في تصريح لـ(المدى) أن "تعدد الدوائر الانتخابية لن يؤثر كثيرا على نتائج القوى الشيعية بشكل عام"، مضيفا أن "الجميع يستعد بشكل جدي للاشتراك في الانتخابات من خلال السعي المحموم لإكمال تسجيل التحالفات وقوائم المرشحين". ويبين أن "اغلب القوى الشيعية ستشارك بذات الطريقة التي شاركت بها في الانتخابات البرلمانية السابقة، أي أن تحالف الفتح وسائرون ودولة القانون والنصر والحكمة سيخوضون الانتخابات البرلمانية المبكرة بشكل فردي". ويشير الربيعي الى أن "دولة القانون سجلت تحالفها في المفوضية بشكل منفرد، وكذلك ائتلاف النصر الذي يقوده حيدر العبادي"، منوها إلى أن "القوى الشيعية ستشارك بخمس قوائم كبيرة (سائرون، والفتح، ودولة القانون، والنصر، والحكمة)". ويتابع أن "هناك قوى شيعية صغيرة ستشارك أيضا إلى جنب هذه القوى أو القوائم الكبيرة"، مؤكدا أن "القوى الشيعية بكل أنواعها الكبيرة والصغيرة ستتنافس انتخابيا في خمسة عشر محافظة عدا إقليم كردستان".
ويلفت إلى أن "تحالف الفتح سيشارك في ثمانية وخمسين دائرة انتخابية موزعة على خمسة عشر محافظة، أما تحالف سائرون ستكون مشاركته بدوائر انتخابية تفوق الـ60 دائرة"، منوها إلى ان "تحالفي سائرون والفتح سيكونان الاوفر حظا من بقية التحالفات والقوائم الشيعية الاخرى".