بغداد/ تميم الحسن
يتوقع ان تكون الاشهر الخمسة المتبقية لحين اجراء الانتخابات المبكرة، المزمع اجراؤها في تشرين الاول المقبل، هي الاصعب "امنيا" منذ بداية العام الحالي. وسجل العراق نهاية الاسبوع حصيلة امنية ثقيلة هي الاكبر منذ بداية 2021، باكثر من 30 بين قتيل وجريح ومختطف، بينهم 6 ضباط، ضمن 7 هجمات.
ونفذت الهجمات في 4 محافظات وهي: بغداد، كركوك، ديالى، والانبار، فيما لم يعلن "داعش" حتى الان مسؤوليته عن تلك الحوادث. واعادت تلك الهجمات الحديث عن العمليات العسكرية التي تجاوزت الـ100 حملة منذ مطلع العام الحالي، والنفقات المرتفعة المخصصة للقوات الامنية.
وأسوأ تلك الخروقات حدث في اطراف كركوك، حيث اكد مصدر محلي بالمحافظة لـ(المدى) ان "اشتباكات عنيفة جرت بين قوات البيشمركة ومسلحين يعتقد انهم دواعش".
وتسبب الهجوم الذي وقع في التون كوبري، غرب كركوك، الفاصلة بين المحافظة واربيل، الى مقتل واصابة 9 جنود من "البيشمركة" بينهم ضابط.
وجرى الهجوم ليلة الجمعة على السبت، ووصفه المصدر المحلي بانه "الاعنف منذ اكثر من 3 سنوات على خطوط التماس بين كركوك وكردستان". وكانت "البيشمركة" قد انسحبت في تشرين الاول 2017 الى حدود كردستان، عقب إجراءات حكومة حيدر العبادي حينها التي لحقت ماعرف آنذاك بـ"استفتاء الاقليم".
وقتل بيشتوان زراي، وهو نقيب في القوات الكردية في الاشتباكات الى جانب 6 آخرين من الجنود، فيما اصيب 2 آخران.
ووفق المصدر ان "الهجوم نفذ بعشرات من المسلحين واستمر نحو ساعة في مناطق متفرقة في بلدة بردي، قبل ان يفر المهاجمون".
ودفعت قوات "البيشمركة" نحو "2000 مقاتل" من القوات الكردية الى مكان الهجوم حيث يعتبر البلدة مدخلا رئيسا لعاصمة الاقليم اربيل.
بارزاني: نبهنا بغداد سابقاً
وتسبب الهجوم في ان يدعو رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، السبت، البرلمان والحكومة الاتحادية والتحالف الدولي لإنشاء قوات مشتركة من البيشمركة والجيش لتأمين المناطق المتنازع عليها.
وقال بارزاني في بيان عقب وقت قصير من الهجوم "لقد نبهنا الحكومة الاتحادية العراقية والتحالف الدولي ضد داعش مرات عديدة من استعادة داعش لقوته والاستفادة من الفراغات الأمنية في المناطق المتنازع عليها، وقد تزامن هجوم الليلة الماضية على محور البيشمركة مع هجمات أخرى شنها داعش".
واضاف: "وهنا نجدد دعوتنا للبرلمان وللحكومة الاتحادية العراقية والتحالف الدولي ضد داعش للإسراع بالعمل على تشكيل قوات مشتركة من البيشمركة والجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها، لكي لا تستخدم هذه المناطق بعد الآن كممر لتحركات داعش الإرهابية، فهذا يمثل خطراً كبيراً جداً على إقليم كردستان وكل العراق وتهديداً لأمن كل المنطقة والعالم".
وكانت قوات البيشمركة قد تعرضت في البلدة نفسها، الشهر الماضي، الى هجمات بـ6 صواريخ، فيما عثرت القوات الامنية على المنصات في مناطق شمال كركوك.
ولم يعلن "داعش" حينها مسؤوليته عن الهجوم، في وقت اثيرت شكوك حول وقوف "فصائل" وراء الحدوث، خصوصا بعد اتهامات كردية بعض تلك الجماعات باستهداف مطار اربيل لاكثر من مرة. وقال رئيس أركان قوات البيشمركة جمال أيمينكي السبت، إن الفراغ الأمني بين القوات الكردية والقوات الاتحادية يمتد لمسافات واسعة من شرقي البلاد الى نينوى، مشيراً إلى أن الفجوة الأمنية تنعش تنظيم داعش. واضاف أيمينكي في تصريحات نقلتها وكالات كردية بعد الهجوم الاخير، إن "حكومة إقليم كردستان دعت في مناسبات كثيرة إلى سد الفراغ الأمني، إلا أن القوات الاتحادية لم تقم بما يتعين فعله".
وتابع "يمتد الفراغ الأمني بين قوات البيشمركة والقوات العراقية من خانقين إلى غرب دجلة، مما مكّن تنظيم داعش من إعادة تنظيم صفوفه ورفع معدل هجماته ونشاطاته".
وحدث هجوم "كوبري" بعد يوم واحد من تفجير انتحاري نفسه امام مبنى مديرية الامن في كركوك، واسفر عن اصابة شرطيين اثنين.
ميزانية الأمن !
وقال شوان داودي وهو نائب سابق عن كركوك لـ(المدى) ان "اخطر ما يحدث في كركوك هو ان القوات الامنية غريبة عن المنطقة ولا تعرف ماذا تفعل".
وكانت حكومة العبادي قد نشرت عددا من قوات الشرطة الاتحادية في كركوك عقب "الاستفتاء"، كما توسع انتشار الفصائل والوية الحشد في المحافظة.
والانتحاري الذي استطاعت القوات الامنية قتله امام بوابة الامن الوطني قبل أيام- بحسب الرواية الرسمية- هو الحادث الاول من نوعه في كركوك منذ بداية العام الحالي.
وكان انتحاري مشابه قد فجر نفسه امام بوابة مديرية استخبارات كركوك في نيسان 2020. ويقول نائب في البرلمان لـ(المدى) ان "تلك الهجمات تجعلنا نعيد النظر في العمليات العسكرية التي تنفذ 3 مرات على الاقل في كل اسبوع".
وانتقد النائب الذي طلب عدم نشر اسمه "النفقات الكبيرة التي تصل الى نحو ثلث الميزانية لقطاع الامن دون نتائج واضحة". وتوقع النائب ان "الهجمات ستتصاعد خلال الاشهر الخمسة المتبقية لحين اجراء الانتخابات".
قرب موقع الحملات العسكرية
وكان ضابط برتبة ملازم قد جرح واصيب 4 من جنوده في ليلة السبت في انفجار عبوات على دورية عسكرية في نفط خانة شمال شرقي ديالى.
واصيب 3 من الحشد الشعبي كانوا برفقة الدورية، فيما تشهد هذه المناطق عمليات مستمرة منذ اكثر من اسبوع.
وبحسب مصادر (المدى) في ديالى فان "مسلحين مجهولين خطفوا مزارعين اثنين من قرية القاية في خانقين".
وتعد عملية الاختطاف هي الثانية في غضون شهر واحد، حيث كان مسلحون قد اختطفوا 4 مزارعين، الشهر الماضي، في احد حقول الدواجن شمالي ديالى، ولم يعثر عليهم حتى الان.
مقتل ضباط واختفائهم
وفي ليلة استهداف الضباط، قتل ضابطان اثنان احدهما برتبة نقيب في هجوم على دورية للجيش في الطارمية، شمالي بغداد.
وقال احد مقاتليالحشد العشائري في الطارمية الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ(المدى) ان "عبوة ناسفة انفجرت مساء الجمعة على اللواء ٥٩ في الجيش، وتسببت بمقتل ضابط برتبة ملازم وآخر برتبة نقيب".
واسفر الهجوم عن مقتل 2 من الجنود واصابة 5 آخرين، فيما كان الملازم محمد انور، قد تخرج قبل شهر واحد فقط من الكلية العسكرية، والتحق قبل اسبوع بوحدته في الطارمية.
وفي بغداد ايضا، ابلغ عن اختطاف العميد علي السوداني، وهو مدير استخبارات ديالى، في ظروف غامضة في غرب العاصمة.
واعلنت مديرية الاستخبارات في ديالى، ان السوداني "انقطعت اخباره بعد يوم 28 نيسان بعد ان وصل الى منطقة اليرموك في بغداد".
وتضاربت الانباء عن هروب او اختطاف العميد، فيما اصدرت وزراة الداخلية عقب الحادث بيانا اكدت فيه اقالة السوداني لـ"ضعفه وسوء ادارته".
في سلسة استهداف الضباط اكدت مصادر محلية في الانبار مقتل العميد فائز صالح العاني، في انفجار غربي المحافظة.
واكدت المصادر لـ(المدى) ان "العاني قتل بعد انفجار عبوة اثناء عملية تمشيط عسكري في منطقة الرطبة".