جلود وراء المماطلة.. وتايلاند عوقبت وغُرّمت.. والعمومية زوِّرَتْ بمؤامرة!
بغداد / إياد الصالحي
بعد صمت طويل دام أكثر من عام، خرج رئيس اتحاد رفع الأثقال محمد كاظم مزعل ببيان أوضح فيه "أن لاعبي المنتخب الأبطال الذين أهدوا العراق عديد الميداليات الملونة آسيوياً وعربياً، قد وقعوا في فخّ تناول مادة ممنوعة من دون عمد، وهي لا تنتمي الى مجموعة المنشطات والهرمونات"،
مؤكداً "أن حالة الربّاعين الثلاثة لعام 2020 تختلف عمّا حصل عام 2008 في اليابان لأربعة من زملائهم في قضية عُدّت الأقسى على اللعبة عبر تاريخها"، مبيناً "أن أزمة اليوم مازالت قيد الدراسة والإجراء في لجنة ITA الدولية، ولم يصدر أي قرار منها حتى الآن، ثم ستحوَّل الى لجنة الاتحاد الدولي للنظر والاستماع وبعدها يحقُّ للاتحاد نقض القرار إن لم يكن مُنصفاً، وبعده الاعتراض عليه في محكمة كاس الدولية كما فعل الاتحاد التايلاندي وجنّب بلده تعليق مشاركاتها الدولية"، متوعّداً بـ"فضح الفاسدين الذين يدّعون الشرف والنزاهة، واللجوء إلى القضاء لكل من يحاول أن يتّهم الاتحاد زوراً وبهتاناً" وفقاً للبيان.
ولغرض الوقوف على بيان اتحاد رفع الأثقال، وحقيقة ما يجري في اللعبة ومصيرها المرتقب، ألتقت (المدى) الرباع الدولي السابق محمد عبدالمنعم الشرع (41 عاماً) ،عضو الهيئة العامة لآخر مؤتمر انتخابي للاتحاد، وأكد أن كل ما جاء في بيان الاتحاد لا يُعبّر عن حرصهِ المفترض لما تواجههُ اللعبة من مخاطر حقيقية تُعرِّضها للايقاف الدولي بسبب سوء التخطيط والإهمال اللذين أدّيا الى وقوع ثلاثة من رباعينا في محظور المنشطات!
ترشيح جلود
وقال محمد :"إن العراق سيتعرّض الى عقوبة حتمية من الاتحاد الدولي لرفع الأثقال، كونه مشمول بالقانون النافذ الذي يقضي بحرمان أية دولة لديها ثلاث حالات منشّطات من المشاركة دولياً من سنتين الى أربع سنوات، مع تغريمها خمسين ألف دولار، وهذه الحقيقة يحاول الاتحاد التعتيم عليها إعلامياً عبر بيانه أو عملياً من خلال مماطلته بعقد جلسة الاستماع بشأن تناول الرباعين للمواد المحظورة من أجل تحقيق مصلحة شخص واحد هو الأمين العام للاتحاد الدولي محمد حسن جلود الذي يراهن على تفادي إصدار أي قرار حتى الانتهاء من انتخابات IWF في الخامس عشر من تشرين الأول المقبل، والتي يروم خلالها تجديد حصوله على المقعد ذاته، وفي حالة تعليق الاتحاد المحلي رسمياً يصبح جلود غير مؤهّل للجولة التالية من الانتخابات، أي لن يستطيع تقديم أوراق ترشيحه للمكتب التنفيذي".
معاقبة الرباعين
وأوضح :"تركيز الاتحاد المحلي على أن القضية مازالت قيد الإجراء هو ما يخص موقفه كعضو جمعية عامة لدى الاتحاد الدولي، يسعى للحيلولة دون تجميده، لكن بالنسبة للرباعين فقد حُسم أمرهم، وتلقّوا قرارات معاقبتهم عبر إيميلاتهم، إذ تم إيقاف سلوان جاسم أربع سنوات وصفاء راشد وأحمد فاروق (سنتان لكليهما) ولم يكن بيان الاتحاد المحلّي دقيقاً عند استشهاده بحالة نظيره التايلاندي كون الأخير قدّم شكواه الى محكمة كاس منذ عام 2018 لوجود ثماني حالات منشطات، وخسر القضية، وتم تغريمه 500 ألف دولار، ما عدا غرامات المحكمة البالغة مليون ونصف المليون يورو، بدليل أن النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي التايلاندي Intarat Yodbangtoey مُستبعد من الترشح للانتخابات المقبلة في ظلّ ظروف تعليق بلده بسبب انتهاكات المنشطات المتعدّدة".
حرمان
وذكر محمد :"أن عدم تمكّن منتخبنا الوطني من المشاركة في بطولة آسيا للمتقدّمين التي أختتمت الأسبوع الماضي في العاصمة الأوزبكية طشقند، يُثبت معاقبتنا من الاتحاد الدولي، وحرمان العراق من المشاركة في دورة أولمبياد طوكيو آب المقبل، وتلك خسارة كبيرة لن تتوقف عندها اللجنة الأولمبية الوطنية طالما أن رئيسها الكابتن رعد حمودي يحتاج الى صوت اتحاد رفع الاثقال سابقاً وحالياً في أزمة الثقة لعدد من أعضاء المكتب التنفيذي الذين طالبوا الجمعية العمومية بعقد اجتماعي استثنائي ينظر في تفرّد الرئيس بقرارته حسب بيانهم".
مذكّرة الحل والتحقيق
وتابع :"تأكّد لي من دون شك، أن حمودي يحمي إدارة مجلس الاتحاد من أي شكوى أو اعتراض، وذلك عندما توجّهت الى مبنى اللجنة الأولمبية وتقدّمت بمذكّرة الى رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي، حملت الرقم 101 في الثاني من أيار 2021 ضمن سجل الوارد لمكتب إدارة الأولمبية، تضمّنت مطالبتي بحل الاتحاد وتشكيل هيئة مؤقتة تدير شؤونه والمباشرة بتحقيق شفاف مع رئيسه وأعضائه حول الأضرار التي لحقت بسمعة الرياضة العراقية جرّاء فضيحة المنشطات، ومع أن جميع أعضاء المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية أيّدوا ما ورد في مذكّرتي، لكن الكابتن رعد أرتأى الاستماع الى رئيس الاتحاد في أقرب موعد، بينما كل الوثائق المُقدّمة له تبيّن أن الاتحاد يتحمّل مسؤولية مُعاقبة الرباعين وإيقافه قريباً".
موقف الوزير
واستدرك محمد :"استغرب موقف وزير الشباب والرياضة عدنان درجال إزاء قضية رفع الاثقال، إذ لم يتّخذ أي قرار بشأنها، ويمكن له حل الاتحاد وإحالة مسؤوليه الى المحاكم، وتشكيل هيئة مؤقتة حتى تتضح كل خيوط الأزمة، كونه الراعي الأول للرياضة، على غرار وزير الرياضة المصري أشرف صبحي الذي أحال في كانون الأول 2019 رئيس اتحاد الأثقال والجهاز الطبي والإداري إلى النيابة العامة بناء على تقرير لجنة وزارته التي كلّفها للتحقيق في أسباب إيقاف الاتحاد من قبل الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، فينبغي على وزيرنا التعامل بحزم مع أي خرق للائحة الأخلاقيات التي تشدّد عليها اللجنة الأولمبية الدولية، وهنا نتساءل كيف تم إبعاد رئيس اتحاد السباحة السابق سرمد عبدالإله بسبب خرق اللائحة ذاتها ولم يُستمَع اليه لبيان موقفه عمّا حصل له في إيران عام 2009 حسب القرار الدولي"؟
فصل عضو الاتحاد
وكشف عضو الجمعية العامة :"أن الاتحاد لم يجتمع مرة واحدة منذ انتهاء انتخاباته يوم الخميس، الموافق الخامس عشر من تشرين الثاني عام 2018، ويمكن لوزير الرياضة, ورئيس اللجنة الأولمبية المطالبة بمحضر الاجتماعات للتأكد من صحّة المعلومة، علماً أن عضو الاتحاد محمد حسن جلود لم يحضر الانتخابات وقتها، وفاز بأعلى الأصوات (24) من أصل 32 مقترعاً، كما أنه لم يحضر اجتماعاً واحداً ببغداد، بينما القانون النافذ يشير الى فصل عضو الاتحاد في حال تغيّبه ثلاثة اجتماعات متتالية".
مؤامرة الانتخابات
ولفت الى أن :"انتخابات رفع الأثقال عام 2018 شهدت خروق عديدة اضطرّتني لإعلان انسحابي منها برغم كوني عضواً في الاتحاد من عام 2008 الى عام 2018، حيث كان هدفي إجراء تغيير في التشكيلة الجديدة، لكن تم التخطيط لمؤامرة أسهم فيها الراحل نعيم البدري مدير الدائرة القانونية السابق في الأولمبية، بضغوط خارجة عن إرادته حيث اعتُمِدَتْ كتب مزوّرة لتمثيل العمومية في الانتخابات! ووحدهُ الراحل فالح عودة عضو اللجنة المشرفة عليها سجّل اعتراضه الشديد على تسعة ممثلين غير شرعيين، وللأسف أطاحت المؤامرة بقائمة ضمّت صالح محمد كاظم من الكوت، وعبدالحسين عبدالزهرة (البصرة)، ومحمد حسين جاسم (الكوت)، وحسين جعفر (بغداد)، وحيدر سعود (ديالى) وعلي شبوط (بغداد) وبالنسبة لي أعلنتُ أمام الجميع حقّي في التصويت وانسحابي من الترشيح، كي لا أتعرّض للغدر"!
اللجوء الى القضاء
وختم محمد عبدالمنعم قائلاً: خدمتُ الرياضة منذ مطلع عقد التسعينيات عندما مثلتُ أندية الميثاق والدفاع الجوي والأمانة والشرطة، وحققت أرقاماً قياسية عراقية وعربية في وزن 56كغم، ونلت لقب بطل العرب (1999-2006) والمركز التاسع في أولمبياد أثينا 2004، وثلاث ميداليات ذهبية في دورة الألعاب العربية بالجزائر العام نفسه، وذهبية التضامن الأسلامي في الرياض 2005 وشغلت عضوية الاتحاد لعشرة أعوام، لذا لا رغبة لي في الترشيح أو منافسة أحد على منصب، كل همّي ان تحافظ اللعبة على تاريخها، وإذا ما وجدت الابواب موصدة لاصلاحها سألجأ للقضاء لمحاسبة من وصل بها الى هذا الحال".
اترك تعليقك