ترجمة / حامد أحمد
يقول مصدر من مكتب رئيس الوزراء، إن قيادة القوات المسلحة كانت جادة في تحذيرها للفصائل المسلحة من تكرار مظاهر تحدي الدولة.
وأضاف المصدر في حديث لموقع اراب ويكلي الاخباري بقوله: "تصريحات وزير الدفاع جمعة عناد هي محاكاة لموقف رئيس الوزراء."
وكان وزير الدفاع جمعة عناد، قد نفى مطلع الأسبوع الماضي، إطلاق سراح قائد عمليات الأنبار في الحشد الشعبي قاسم مصلح.
وقال إن "القائد العام للقوات المسلحة دائما ما يشدد على ضرورة الاحتواء وعدم إراقة الدماء، وان البعض يفسر سكوت الدولة خوفا، إلا ان تغليب مصلحة البلد هي الأولى؛ كون الموضوع يصبح خطيراً في حالة حدوث قتال ما بين القوات المسلحة التابعة للدولة والحشد الشعبي التابع للدولة أيضا"، موضحا بأن "البلد لا يتحمل المزيد من الشهداء والجرحى". وأضاف أن "هناك جهات (لم يسمها) تسعى إلى أن تحصل فتنة في البلد، وتراقب عن بعد وتصب الوقود لتشتعل نيران الحرب الأهلية". وبين عناد أن "من يعتقد ان عمليات التحرير التي جرت ضد تنظيم داعش الإرهابي لم تكتمل لولا الحشد فهو مخطئ لان قوات الجيش هي من ساهمت بتحرير العراق وبإمكانها القيام بعمليات التحرير وحدها لكن الحشد ساهم بتسريع التحرير فقط، ولولا إسناد طيران الجيش والقوة الجوية لما حصل الانتصار".
وكانت فصائل مسلحة قد اقتحمت المنطقة الخضراء، الأربعاء الماضي، ولوحت باسلحتها في استعراض جديد للقوة.
وعلقت مصادر سياسية على تصريحات عناد، وقالت انه اطلقها بعد تشجيع رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي القادة العسكريين بان يشجبوا بشدة انتشار المظاهر المسلحة في البلاد.
وكشفت مصادر عسكرية وبرلمانية أيضا ان الحكومة العراقية تدرس حالياً سيناريوهات محتملة في كيفية الرد على المظاهر المسلحة في حال تكرارها في بغداد.
من الواضح ان الكاظمي يحاول استغلال الدعم الشعبي لتوسيع سلطة الدولة وكبح انتشار أسلحة الفصائل المسلحة. وبدت الرئاسات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية بعد عملية القاء القبض على قاسم مصلح موحدة تعبر عن موقف واحد. وتؤكد على ضرورة توسيع سلطة الدولة وتعزيز سلطة القانون وكبح انتشار الأسلحة.
نائب في مجلس النواب رفض الكشف عن اسمه اعتبر ان الكاظمي قد نجح في هذه الجولة من المواجهة مع الفصائل المسلحة. واكد البرلماني ان رئيس الوزراء تمكن من انهاء وكسب شيئين، وهما عدم قدرة الحكومة على مواجهة المظاهر المسلحة، وكذلك قدرة تلك الفصائل في السيطرة على المشهد السياسي . وأضاف عضو البرلمان بقوله: "الكاظمي استفاد من ذلك العمل الطائش الذي استعرضت به فصائل مسلحة قوتها ليلا ليبرهن على ان مثل هكذا مجاميع مسلحة لا يمكن ان ينظر لها على انها مساندة للحكومة أو أي مشروع لتأسيس دولة وطنية. ولكن على النقيض اتضح ان هذه الفصائل تعمل بشكل واضح على تدمير أسس الدولة من اجل ادامة الفوضى."
خلافا للحكومات السابقة، فان مجلس الوزراء، وبغض النظر ان انتماءاتهم السياسية بدا موحدا ضد حالة استعراض القوة الذي قامت به فصائل مسلحة. الى ذلك، قال المحلل السياسي صالح الحمداني، ان تصريحات وزير الدفاع العراقي تعطي مؤشرا واضحا على ان هناك توجها حكوميا نحو إعادة هيكلة قوات الحشد.
وأضاف الحمداني قائلا: "دور الحشد في محاربة داعش كان مهماً، ولكن تمت المبالغة به من قبل وسائل اعلام الفصائل على نحو دوري والتقليل من شأن دور ضباط الجيش العراقي الذين اثار ذلك حفيظتهم، لهذا فان تصريحات وزير الدفاع عكست وجهة نظر جنود وضباط الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب."
اترك تعليقك