حظر تجوال في البغدادي بعد هجوم بـ14 صاروخاً على "عين الأسد"
توقعات بانطلاق "مسيّرة أربيل" من مناطق تحت سيطرة الحشد في شرق الموصل
بغداد/ تميم الحسن
انتقدت لجنة الامن في البرلمان الحكومة بسبب عدم محاسبة الجهات التي تقوم بقصف القواعد العسكرية رغم تسلم الاخيرة اسماء الفصائل المهاجمة قبل عدة أشهر. وفي آذار الماضي، وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بضرب الجماعات التي تقف وراء تلك الحوادث، لكن الهجمات لم تتوقف. وسقطت نهار أمس عدة صواريخ على قاعدة عين الاسد في ثاني هجوم على القاعدة خلال يومين، فيما هاجمت طائرة مسيرة قبل ذلك بساعات مطار اربيل.
وتأتي هذه الهجمات مع جملة متغيرات، منها رجوع قيادي كبير في الحشد الشعبي في قاطع قريب من "عين الاسد"، وزيارة غير معلنة لمسؤول امني ايراني رفيع الى العراق. وقال التحالف الدولي ضد "داعش"، ان "14 صاروخا" سقط بعد ساعة من منتصف نهار امس، على قاعدة عين الاسد. واكد واين مارتو، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده واشنطن على"تويتر" ان "المعلومات الاولية للهجوم تشير الى اصابة 3 بجروح طفيفة" فيما لم يحدد جنسية المصابين.
في المقابل، اعلن فصيل باسم "قوات ثأر المهندس"، بحسب مانقلته مواقع الكترونية مقربة من الفصائل، مسؤوليته عن الهجوم، بعد 48 ساعة فقط من هجوم بـ3 صواريخ على القاعدة.
وبحسب "ثأر المهندس" فانه اطلق 30 صاروخا من نوع "غراد" 122 ملم على عين الاسد، وزعم اصابة 5 جنود.
وبحسب مصادر مطلعة في الانبار ان "الهجوم تم عبر سيارة حمل وجدت محترقة بعد اطلاقها الصواريخ"، فيما احترقت 3 منازل في محيط القاعدة.
لكن مواقع اخبارية تابعة للجماعات المسلحة، ادعت ان احتراق المنازل جاء بسبب "رد المدفعية الامريكية على القصف"، واشارت تلك المواقع الى تدمير جامع في هيت، وهو خلاف بيان صدر بعد ذلك على خلفية الاعلام الامني والذي اكد ان "الصواريخ التي انطلقت من العجلة هي من احرقت المنازل والجامع".
واعلنت السطات في الانبار- بحسب المصادر- حظر التجوال في ناحية البغدادي التابعة لقضاء هيت، حيث تشير المعلومات الى ان الصواريخ انطلقت من هناك. وكانت معلومات كشفتها (المدى) قد قالت إن الهجوم على "عين الاسد" يوم الاثنين الماضي، كان قد انطلق من مفرق هيت- كبيسة، وهي مناطق تقع تحت سيطرة فصائل مسلحة.
وفي وقت لاحق اكدت مصادر لـ(المدى) ان الهجوم السابق على القاعدة والذي نفذ بـ3 صواريخ، انطلق من عجلة كانت قريبة بمسافة 500 متر عن نقطة تابعة للقوات الامنية. واشارت المصادر التي طلبت عدم ذكر هويتها، الى ان العجلة التي حملت الصواريخ وهي نوع "كيا- بنكو" كانت قد دخلت من مساء الاحد الى احد المزارع القريبة من القاعدة.
وشددت المصادر على ان طريق مرور العجلة "يجعلها بالتأكيد تمر على النقطة الامنية المتواجدة هناك".
وجاءت هذه الهجمات عقب ظهور قاسم مصلح، المعتقل السابق وقائد عمليات الحشد في الانبار بشكل علني في المحافظة، وتسرب معلومات عن زيارة غير معلنة لرئيس استخبارات ايران الى بغداد. وكانت عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء، قد هددت في وقت سابق بالرد على الغارة الامريكية التي استهدفت الشهر الماضي فصائل في الحشد غربي الانبار وداخل الاراضي السورية.
هل الحكومة تعلم بهوية المهاجمين؟
وتعد هوية الجماعات المسلحة التي تقصف القواعد العسكرية والهيئات الدبلوماسية مجهولة حتى الآن، حيث لم تكشف الحكومة اسماء تلك الجهات بشكل رسمي. لكن ناصر هركي، وهو عضو في لجنة الامن في البرلمان يؤكد بان الحكومة "تعرف هوية الفاعلين" لكنها لم تتخذ اي اجراء. وجاء كلام هركي، عقب ساعات من سقوط طائرة مسيرة مفخخة على مطار اربيل، دون تسجيل اي اصابات او اضرار. وقال هركي لـ(المدى) انه "منذ عدة شهور ارسلت لجان تحقيق في بغداد واربيل اسماء الفصائل التي استهدفت كردستان بالصواريح واماكن انطلاقها، الى الحكومة العراقية".
وبين النائب ان "الحكومة رغم تلقيها التقارير الا انها لم تتحرك ولم تتخذ اي اجراء"، فيما لم يفسر اسباب سكوت الحكومة. ولم يعلق هركي على احتمال ان تكون الطائرات المسيرة قد انطلقت من نفس اماكن انطلاق الصواريخ، وقال ان "التحقيقات ستكشف ذلك".
وفي مطلع العام الحالي، اكد بيان خلية الإعلام الأمني، التابعة للحكومة بانه "صدرت توجيهات عليا بإيقاف آمر القوة المسؤولة عن المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ، وإجراء تحقيق فوري"، دون الكشف عن هويته.
لكن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان قال في بيان حينها إنّ "ستّة صواريخ أطلقت من أطراف قرية شيخ أمير التابعة لمحافظة نينوى من قبل الحشد الشعبي واستهدفت قاعدة التحالف في مطار أربيل الدولي" حيث يتمركز جنود أميركان. كما كان بيان في ذات الوقت قد صدر عن وزارة الداخلية في حكومة الإقليم، اكد أنّ الصواريخ أطلقت من على متن شاحنة صغيرة من مكان يقع "ضمن حدود اللواء 30 للحشد الشعبي".
واشار البيان حينها الى أنّ "الصواريخ أطلقت من على متن عجلة نوع بيك أب في حدود برطلة بين قرى شيخ أمير وترجلة، وهي مناطق تقع ضمن حدود اللواء 30 للحشد الشعبي". وكانت حكومة بغداد قد اصدرت نهاية 2020، قرارا بابعاد وعد قدو المسؤول عن "اللواء 30"، لكن مصادر في السهل اكدت ان قدو استمر في مزاولة عمله.
الكرة في ملعب الحشد
بدوره اكد الباحث الكردي في الشأن السياسي كفاح محمود ان "المناطق المتاخمة لاربيل في سهل نينوى ومخمور" هي مصدر الهجمات. واتهم محمود "كتائب سيد الشهداء وكتائب حزب الله والنجباء اعتمادا على تصريحاتهم، بانهم وراء الهجمات على اربيل واي مكان آخر توجد فيه قوات امريكية". وكان ابو آلاء الولائي، امين عام "سيد الشهداء" قال قبل يوم من هجوم اربيل، بان الرد على الغارة الامريكية الاخيرة، سيكون "ليس في العراق أو إقليم كردستان فقط بل في أي مكان". واعتبر الباحث في الشأن السياسي، ان تلك الهجمات هي رسائل الى "الكاظمي وكردستان وهي جزء من صراع الدولة واللادولة". وتابع محمود ان هذه الهجمات "تقع في خانة الجرائم الارهابية"، مشددا على ان "الكرة الآن في ملعب الحشد الشعبي، حيث يجب عليه فضح تلك الجماعات التي ترتدي زيه وتتحرك باسمه". واعتبر محمود ان "خلاف ذلك يعني وجود ازدواجية في عمل هيئة الحشد"، خصوصا وان بعض القادة الذين يتحدثون باسم المقاومة هم زعماء لاحزاب. وانتقد الباحث في الشأن السياسي ما اسماها "الشماعات" مثل اتهام اربيل بانها تضم مركزا للموساد (المخابرات الاسرائيلية)، لمهاجة الاقليم، واقناع "الناس البسطاء بانهم مقاومون ليصلوا بعد ذلك الى البرلمان".










