محمد حمدي
يعيش العالم أجمع ذروة الاحداث الرياضية وعصارة الجهود لأربع سنوات متتالية تحوّلت هذه المرّة الى خمس سنوات بفعل كوفيد 19، وما أحدثه من هزّة ضربت العالم في المواعيد والعمل والاقتصاد والتنقّل ولم يترك جانباً إلا وكان له تأثيره المباشر فيه وأي تأثير كارثي أحدثه الفايروس اللعين.
مع كل ذلك انطلق أولمبياد طوكيو كحدث رياضي هو الأكبر والأعم على مستوى العالم، وفيه يتم التمييز بين المُجتهد والمتكاسِل، مَن يصل الى القمة بالعمل والاعداد والحضور المؤثر ومن يصِل الى هناك لإكمال العدد لا أكثر من ذلك ولا أقل، ويعمل بشعار المشاركة من أجل المشاركة، من يُراهن على المنافسة والتتويج، ومن يحاول اللّحاق بالركب، وإن يكن الى منتصف الطريق في عالم الرياضة الواسع وألعابها المتشعّبة للرجال والنساء على حد سواء!
لمسنا حجم هذا التأثير، والانجاز العالمي، والإشارة اليه بقوّة وبأوسع صدى، كما حصل مع أبطال تونس الذين توّجوا صدورهم بالذهب والفضة مبكّراً أو إيران التي افتتحت حصيلة الذهب هي الأخرى في الوقت الذي بدأ به التنافس بين كبار المشاركين الصين والولايات المتحدة وألمانيا واليابان في سيناريو تنافسي تتصاعد فيه حُمى المنافسات بمختلف الألعاب الفردية والجماعية التي قد تسجّل لبعض الدول أيضاً تميّزها بلعبة معيّنة هي بمثابة هوية ناصِعة لها وشهادة تتوّج بالذهب والفضة والبرونز، ولكن تبقى للدول المشار اليها مكانتها في الحضور وقول كلمة الفصل في أية لعبة يكون تواجدهم بها حاضراً.
وبالعودة الى تعلّق الأمر بنا عراقياً نعود لذات الاسطوانة التي نكرّرها كل أربع سنوات ونستذكر ميداليتنا الوحيدة من البرونز المسجّلة باسم طيب الذكر رحمه الله الرباع عبد الواحد عزيز في أولمبياد روما قبل نحو 60 عاماً، ونعود لنطرح مئات الافكار والمُسبّبات التي تحول دون حصولنا على ميدالية واحدة على أقل تقدير تكون لنا القدرة بعدها الى الإدعاء بأن ثمّة رياضة وبطولات وتخطيط وأبطال رياضة في العراق قد خطّطوا واجتهدوا ونالوا مكانتهم العالمية باستحقاق.
وما أن ننطلق بهذا الحديث حتى يقودنا المتشكّي ومن يبحث عن التبريرات الى البُنى التحتية والبطولات والأندية والاستثمار الرياضي والفساد والانتخابات وسيطرة مجموعة من المنتفعين والمعتاشين على الرياضة والاتحادات ثم نخطّط بعد ذلك وننظر ونضع الحلول المستحيلة ونطوي سجلاتنا بعدها ونعود أدراجنا دون تغيير يُذكر لا في رياضة النساء ولا الرجال والعكس هو الصحيح، نعود الى الانتكاسة مُجدّداً بأقوى من الزمن السابق واندثار ألعابنا ومنافساتنا وصعود الآخرين من كل حدب وصوب ولا يكاد أان يكون لنا تأثير يُذكر.
الحقيقة أن مكاتبنا الرياضية تزدحم بالبحوث والدراسات في جامعاتنا ومراكزنا البحثية وجميعها تؤشّر الحلول وتضع الخيارات والاستنتاجات العقلية المفيدة والمشكلة أنها ستبقى طريحة الرفوف دون تقليبها والعمل بها، وما هي إلا أيام قليلة بعد أن تطوى صفحات أولمبياد طوكيو ويحين موعد بطولات غرب آسيا حينها سيخرج لنا أبطال السفرات السياحية والبطولات الوهمية لاقناع الناس بأن انجازاتهم عالمية لا يُمكن تصوّر مداها وما يحتاجونه من معسكرات طويلة الأمد في قطر وتركيا وإيران ومصر ونعود لخيبات الأمل وفقدان الحلول التي لا نعلم متى سيحين وقت التغيير فيها
اترك تعليقك