متابعة - إياد الصالحي
تزخر الكرة العراقية طوال أزمان أعتمادها رسمياً من الاتحادات (الدولي عام 1950 والآسيوي عام 1970 والعربي عام 1974 وغرب آسيا عام 2001) بالعديد من الكفاءات في مختلف التخصّصات نظراً للبيئة الكروية المحلية الخصبة بالمواهب،
والتي إضطرّت مُجبرة الى تقديم خدماتها للعرب والأجانب ما بعد عام 1990 الذي شهد هجرة واسعة خارج العراق نتيجة الظروف السياسية آنذاك ودخول البلاد مرحلة العقوبات الدولية القاسية ما سمّيت بـ "الحصار الاقتصادي" حتى عام 2003 الذي تغيرّ فيه واقع اللعبة بشكل متناقض جداً ما بعد تحوّل النظام الى الإدارة الديمقراطية بينما أسلوب قيادتها منذ ذلك العام وحتى الآن الذي قطعنا فيه أكثر من نصف العام 2021 إسلوب إنفرادي ومزاجي ومُحابي وحزبوي في اتخاذ عديد القرارات ومنها تسمية الملاكات التدريبية العاملة مع المنتخبات الوطنية التي تكرّرت فيها اسماء مدربين وغابت اسماء أخرى تمتلك الخبرة، لكنها ليست مُقرّبة من سلاطين الكرة!
وسيراً على نهج (المدى) الذي أختطّته منذ تأسيسها في الخامس من آب عام 2003، بدعم أية كفاءة وطنية سجّلت تاريخاً مشرّفاً في تطوير شخصيتها وقدراتها من أجل أثبات نجاح العراقيين في أصعب مجالات العمل التي احتكرتها العقول الأجنبية لعقود طويلة، فالمدرب فراس حازم (47 عاماً) أكد حضوره اللافت في أكثر من مهمّة ضمن تخصّصه (التحليل الفني) وقدّم خلاصات خبرته في دولتي قطر والسويد بداية عام 2000 من دون أن يبحث عن فرصة عمل بالوساطة أو شراء الذمّة أو الضغط الحزبي أو التملّق لمقرّبين من اصحاب القرار! بل عمل بصمت لعلّ مُنصفٍ ينهي تجاهل علميته ويُسمّيه لإحدى المهمّات، بل التحدّيات الكروية ليكون بالمكان المناسب.
أسرة رياضية
المحلّل الفني فراس حازم، ينتمي إلى أسرة رياضية عميدها الحكم الدولي السابق بكرة القدم حازم الشيخلي، صاحب السيرة البيضاء بين قافلة روّاد الحكام، وشقيقه السبّاح السابق بشّار حازم الذي خاض منافسات الاحواض المحلية والعربية بجرأة كبيرة وأخلص بمنتهى الوفاء للعبة، ثم مشى على طريق والده (نخدم الوطن .. ونرحل بلا مقابل).
تدرّج فراس كلاعب كرة قدم في الفئات العمرية حتى وصل الى مرحلة الشباب، وتكفيه ثقة شيخ المدربين الراحل عموبابا منحه فرصة اللعب لفريق القوة الجوية الذي درّبه موسم 1992-1993، ثم أكمل دراسته في جامعة بغداد، حاصلاً على شهادة البكالوريوس من كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة عام 1998، ويشير سجلّه في الدوري العراقي لكرة القدم إلى أنه مثّل الأندية الرياضية (النهضة والعمال والقوة الجوية والصناعة) للفترة من عام 1986 الى 1995.
برامج التحليل
مهارات فراس تتجلّى في تنفيذ برامج تحليل المباراة WYSCOUT و Dartfish و Prozon وأداء التحليل البدني GPS وCoachFX و InStat وتحليل المطابقة Videobserver، وحاصل على الشهادات التالية للفترة من عام 2000 الى عام 2018 (1) دورة C في الدوحة، (2)علم النفس، وFIFA للتدريب، (3) دورة متخصصة في الطب الرياضي، (4) دورة تدريب المدربين من الأكاديمية العربية الأفريقية في القاهرة، (5) دورة B ،(6) دورة تدريبية لكرة الصالات FIFA، (7) دورة A ، و(8) ورشة عمل Dartfish في المنامة، (9) تحليل الفيديو من Dartfish في الدوحة، (10) ورشة عمل من Prozone، (11) دورة تقييم الأداء من مدرسة LMA الإنكليزية لكرة القدم، (12) دبلوم تدريب المحترفين من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم Pro،
(13) دورة تحليل المباريات المستوى الثاني من QSL في الدوحة.
مهام تدريبية
وكلّف فراس في مهام تدريبية في قطر مع فريق النصر الرياضي تحت 17 عاماً من 2000 الى 2007، ونال لقب بطل دوري الدرجة الثانية مدرباً لفريق الشحانية تحت 17 سنة للموسم 2007-2006، ثم قاد نادي الشحانية الرديف 2007-2008، والشحانية الفريق الأول 2008-2009، وعمل في أكاديمية ASPIRE الدوحة 2007-2009، ومدرب مساعد ومحلل فني لفريق الوكرة الأول 2010-2012 بقيادة المدرب عدنان درجال وأحتل الفريق التسلسل السابع خلال الموسمين، ومحلل فني للفريق الأول لنادي نورشوبينغ الرياضي السويدي 2012-2015، ومحلل فني لمؤسسة دوري نجوم قطر QSL 2016-2017 وأخيراً شغل منصب المدير الفني لفريق أم صلال 2018-2019، وقرّر العودة الى مقر إقامته في مدينة نورشوبنك السويدية بعد تفشّي جائحة كورونا.
قيمة المدرب
إن السيرة العلمية والفنية المُدعمة بشهادات نوعية، وتجارب كانت محطّ فخر مسؤولي الكرة في قطر والسويد قبل المُدراء الفنيين للفرق التي عمل معها، مثل عدنان درجال في الوكرة القطري، ويان اندرسون في نادي نورشوبينغ السويدي - المدرب الحالي لمنتخب السويد، قاده في نهائيات كأس العالم وبطولة أوروبا الأخيرة - وبول بيرول المدرب السابق لمنتخب فرنسا الأولمبي ومدرب معيذر القطري في دوري نجوم قطر، تُدلل على قيمة المدرب العراقي فراس الشيخلي، وقد بلغ من العمر الرياضي ما يحتّم الاستفادة منه اليوم لتطوير مستوى لاعبي المنتخبات الوطنية، على غرار الخطوة الصائبة التي أتخذتها اللجنة الفنية في الهيئة التطبيعية لاتحاد كرة القدم في الثلاثين من تموز الماضي بتسمية المُحلّل الفني علي النعيمي ضمن الملاك الفني للمنتخب الوطني (وهو أحد كتّاب المدى التي كانت سبّاقة في دعم مقدرته في التحليل الفني الكروي، ونشرتْ له عديد التقارير الخاصّة عن مشاركات منتخباتنا سواء في الجريدة اليومية أم قناة المدى الفضائية أم مجلة حوار سبورت، خاصة للفترة 2010-2014).
مساعد درجال
فراس حازم - حسب ما علمنا من مدرب وطني في الدوحة - أنه كان الساعد الأيمن للمدرب عدنان درجال خلال تسلّمه مهمة تدريب فريق الوكرة الرياضي موسمي (2010-2011و2011-2012) ويعتمد عليه في تحليل كل ما يتعلّق بالجوانب الفنية للفريق المنافس قبيل المباراة بـ 24 ساعة بالاعتماد على فيديوهات مباريات الجولات الماضية، كما استعان به الاتحاد القطري لكرة القدم في بعض مشاريعه لتطوير دوري الفئات والمقارنات الفنية بين الدوريات المعتمدة ضمن أجندته الموسمية، فضلاً عن إشادة بعض رجالات الكرة في السويد لقدرته وسرعة إنجازه الواجبات التي يُكلّف بها على صعيد التحليل.. وببراعة.
رفقة سوكوب
تقترح (المدى) الاستفادة من كفاءة فراس حازم كمحلل فني للمنتخب الأولمبي بكرة القدم ليكمل الحلقة الفنية للمدرب التشيكي ميروسلاف سوكوب ومساعديه عباس عبيد وسعد حافظ، وهم يتأهّبون لخوض مغامرة تصفيات بطولة كأس آسيا تحت 23 عاماً في تشرين الأول المقبل، كما باستطاعة اللجنة الفنية للهيئة التطبيعية أو اتحاد الكرة المنبثق بعد انتخابات 13 أيلول المقبل، الاستفادة من فراس في استحداث قسم التحليل الفني لتثقيف المدربين وتحديث المعلومات الفنية عن فرقهم، وإدخال كوادر شبابية جديدة للحصول على شهادة التخصّص الأولية من الاتحاد قُبيل الدخول في دورات الاتحادين الآسيوي والدولي، أو ما يوازيهما من ناحية المستوى المُنظِّم للدورة، وكذلك يصبُّ في مصلحة تحسين نتائج دوريات الكرة في فئاتها جميعاً، وينعكس بالإيجاب على حصاد المنتخبات قارياً ودولياً.