متابعة/المدى
حل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن ضيفا ببرنامج جود مورنينج أمريكا، الذي يقدمه الإعلامي جورج ستيفانوبوليس على قناة إيه بي سي الأمريكية، للحديث عن قرار حكومته بإجلاء القوات الأمريكية من أفغانستان.
وقال بايدن إن قرار حكومته بإجلاء القوات الأمريكية من أفغانستان جاء بعد استشارة جهاز الاستخبارات الأمريكي، كاشفا عن أنه وقت اتخاذ القرار لم يوجد إجماع آراء أو معلومة مؤكدة أفادت بأن طالبان ستسيطر على أفغانستان فور خروج القوات الأمريكية منها، بل قال إن جميع التقارير أوضحت أن هناك احتمالا بأن تسيطر طالبان على أفغانستان بنهاية العام الجاري.
ونفى بايدن إدعاءات السيناتور الأمريكي ماكونيل وآخرين، الذين قالوا في وسائل الإعلام الأمريكية إنهم حذروا الحكومة من أن طالبان ستحكم قبضتها على أفغانستان فور خروج القوات الأمريكية منها.
كما قال بايدن، إن هناك 300 ألف مقاتل أمريكي كانوا يشعرون بالانهيار في أفغانستان، وبينما تقول الناس إنه عندما كانت القوات الأمريكية في أفغانستان لم تكن هناك حربا، أقول لهم أن ذلك حدث فقط بسبب وجود اتفاقية لانسحاب أمريكا من أفغانستان بحلول شهر آيار الماضي.
وأوضح أنه إذا كانت أمريكا تود تغيير خطتها، وتعتزم البقاء في أفغانستان، كان لابد وأن تدفع بآلاف الجنود هناك.
ونفى بايدن ما يشاع عن أن يكون كبار مستشاريه العسكريين حذروه من الانسحاب وفقا لهذا المخطط الزمني، وطالبوه ببقاء بعض القوات الأمريكية هناك.
وقال إن هذا الحديث ليس له أي أساس من الصحة، بل وافق الجميع على قرار الرحيل لأنهم يعلمون أن السبب الوحيد لعدم وجود هجمات من طالبان على قواتنا، هو تعهد الحكومة بالمغادرة.
وأكد بايدن أنه كان سيتخذ قرار الخروج من أفغانستان حتى ولو لم يكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد عقد صفقة الرحيل مع طالبان.
فسأل مقدم البرنامج، عن أنه بالرغم من قرار أمريكا النهائي بمغادرة أفغانستان، لماذا لم تنتظر لإجلاء حلفاؤها بسلام من هناك أولا، حتى لا تحدث هذه المشاهد الفوضوية التي نراها الآن، رد بايدن بأن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية لم تتوقع أن تسيطر طالبان على أفغانستان بهذه السرعة، فهذا كان شيئا لم يتوقعه أحد على الإطلاق.
وأضاف بايدن، أنه كانت هناك خطة بالفعل لخروج المواطنين الأمريكيين والحلفاء بسلام من أفغانستان.
واعترض بايدن على تصريحات بعض الجنود القدامى الذين قضوا فترة خدمتهم في الجيش في أفغانستان، والتي قالوا فيها إنهم كانوا يتمنون أن تخرج أمريكا بصورة مشرفة من أفغانستان قائلا، "لا يوجد أي ندم لدينا على خروجنا من أفغانستان، فقد حان الوقت لذلك، ولا أعلم أي طريقة من الممكن أن نخرج بها من أفغانستان دون أن تحدث فوضى، فهذا كان سيحدث لا محالة، وعلينا أن نسأل أنفسنا، ما الفائدة من بقائنا هناك؟ أكثر أشخاص تشعر بخيبة الأمل من رحيلنا من أفغانستان هم الصين وروسيا، لأن من مصلحتهم بقاءنا هناك دائما".
وأكد بايدن أن أمريكا لن تغادر أفغانستان نهائيا في 31 آب الجاري، قبل أن تخرج جميع المواطنين الأمريكين الموجودين في أفغانستان من هناك، والذين تتراوح أعدادهم ما بين 10 إلى 15 ألف أمريكي، بجانب خروج ما يقدر ما بين 50 إلى 65 ألف متحالف أفغاني مع أمريكا.
وكشف بايدن خلال اللقاء عن أن قرار رحيل أمريكا من أفغانستان جاء بعد مشاورة جميع الحلفاء في الناتو، وموافقتهم على هذا القرار.
ونفى بايدن أن تكون طالبان قد تغيرت عما كانت عليه من قبل، ولكنه أشار إلى أنه يرى أنها الآن تواجه أزمة وجودية، فيما إذا كانت تريد أن يعترف المجتمع الدولي بها كحاكم شرعي لأفغانستان أم لا.
وقال إنه وبالرغم من أنهم يريدون التمسك بمعتقداتهم، إلا أنهم أيضا يريدون تأمين الطعام والمال لهم وللشعب الأفغاني، وهذه زواية مختلفة للتفكير.
وبسؤاله عن وجود معلومات استخباراتية تؤكد أن تنظيم القاعدة سيعود لتنفيذ الهجمات الإرهابية في مدة تتراوح ما بين 18 إلى 24 شهرا، قال بايدن، "نعم هذا احتمال وارد".
كما ذكر بايدن أن أمريكا من الممكن أن تستمر في إرسال الجنود الأمريكان إلى أفغانستان، وأن تصرف تريليون دولار أمريكي مرة أخرى، ولكنه أكد أن هذا أمر غير عقلاني، لأن أمريكا تركز كل جهودها وأموالها على مواجهة خطر واحد فقط، في حين أنها تواجه تهديدات أكبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
اترك تعليقك