بغداد/ حسين حاتم
بدأت سلسلة الانسحابات من المشاركة في الانتخابات مع إعلان التيار الصدري -الذي يتزعمه مقتدى الصدر- انسحابه من مضمار الانتخابات في 15 تموز الماضي، الا أن تلك الأحزاب المنسحبة والمتمثلة بالحزب الشيوعي العراقي، وحزب التجمع الجمهوري العراقي، وجبهة الحوار الوطني، وكتلة المنبر العراقي الذي يتزعمه إياد علاوي،
إضافة إلى بعض الأحزاب التي انبثقت عن تظاهرات تشرين وعلى رأسها حزب البيت الوطني ما تزال ثابتة على موقفها بالانسحاب على الرغم من عودة الصدر إلى ساحة المنافسة خلال مؤتمر صحفي له الجمعة الماضية.
وتؤكد الأحزاب التي أعلنت انسحابها من المشاركة في الانتخابات رفضها القاطع في العودة، مبينة أن الأجواء الانتخابية ما تزال غير آمنة في ظل وجود "السلاح المنفلت" و"المال السياسي".
ويقول وائل عبد اللطيف نائب رئيس المنبر العراقي الذي تزعمه اياد علاوي الذي أعلن مقاطعته الانتخابات البرلمانية نهاية تموز الماضي، إن "موقفنا ثابت بشأن المقاطعة ولا عودة فيه". ويضيف عبد اللطيف في حديث إلى (المدى)، "ليست هناك أية رغبة او نية للعودة"، لافتا إلى أن "شعارنا هو كل من يشترك في الانتخابات المقبلة يعيد شرعية الفاسدين".
ويشير نائب رئيس المنبر العراقي إلى، أن "الحكومة لم توفر أي شرط من الشروط التي نادت بها الأحزاب المقاطعة، المتمثلة بالسلاح المنفلت والمال السياسي وغيرها من الشروط التي توفر أجواء انتخابية آمنة". ويلفت عبد اللطيف الى، ان "كل المسائل التي طرحت لم تتم معالجتها"، مبينا ان "الذهاب باتجاه المقاطعة هو الحل الوحيد لنا". وجاء في بيان انسحاب المنبر العراقي أن سبب الانسحاب يكمن في "تلاشي فرص النجاح لإقامة انتخابات نزيهة تخدم الشعب العراقي في ظل الأوضاع المتفاقمة وتدهورها، واستمرار الحالة المأساوية في ظروف معيشية غير ملائمة، مع استشهاد عشرات الناشطين والمتظاهرين السلميين الذين يرفعون شعاراتهم الوطنية من أجل عراق تسوده العدالة والإخاء والمساواة".
بدوره، يؤكد جاسم الحلفي القيادي في الحزب الشيوعي العراقي الذي أعلن مقاطعته للانتخابات في 24 تموز الماضي، ثبات الأخير على موقفه من الانتخابات المقبلة. ويضيف الحلفي في حديث إلى (المدى)، أن "الحزب الشيوعي يرفض العودة للمشاركة في الانتخابات المقبلة"، لافتا إلى أن "الأسباب التي دعتنا الى المقاطعة ماتزال قائمة ولم يتغير شيء من المعطيات".
ويشير الحلفي إلى، أن "الحزب الشيوعي موقفه وطني لا يكترث لفوز او خسارة في الانتخابات وحصول على مقاعد". ويرى القيادي في الحزب الشيوعي، أن "الانتخابات هدفها التغيير"، مستدركا أن "البيئة الانتخابية ما تزال غير ملائمة والانتخابات لم تعد مبكرة نتيجة التأجيل والصراعات السياسية".
من جهته، يؤكد حزب البيت الوطني (أحد الأحزاب المنبثقة عن تظاهرات تشرين) وأول حزب أعلن انسحابه من المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة على خلفية مقتل الناشط البارز في كربلاء إيهاب الوزني، رفضه التام المشاركة بالانتخابات المقبلة. ويقول عضو المكتب السياسي في حزب البيت الوطني مهتدى أبو الجود لـ(المدى)، إن "وجود المظاهر المسلحة والسلاح المنفلت والمال السياسي يفرض علينا مقاطعة هذه الانتخابات".
ويضيف، أن "الانتخابات جاءت تلبية لتظاهرات تشرين والمطالب التي نادى بها محتجو تشرين، لكن لم نر تحقيق أي مطلب من تلك المطالب سوى تحديد موعد اجراء انتخابات في ظل فوضى عارمة". وتابع أبو الجود، أن "مقاطعة أحزاب السلطة للانتخابات هي ضغوط على شركائهم في العملية السياسية من اجل مساومات لا تؤدي إلى حل كالذي تتبناه الأحزاب التي انبثقت عن تشرين". وأوضح الناشط المدني، أن "المقاطعة الحالية ليست عدمية وانما هي سياسية وقد تؤدي الى انفراجات واحتجاج".
ومن المقرر أن يشهد العراق في 10 تشرين الأول المقبل، انتخابات مبكرة، تم تأجيلها سابقاً من موعدها الأول الذي كان في السادس من حزيران، كما أنه من المقرر إرسال فريق أممي لمراقبة الانتخابات البرلمانية المقبلة في البلاد. وأكدت الرئاسات الثلاث في العراق، في وقت سابق، على إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، موضحةً أنها تحظى بأهمية بالغة كونها تأتي بعد حراك شعبي مطالب بالإصلاح.