بغداد/ المدى
انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الايام القليلة الماضية بمسلسل عراقي جديد يتحدث عن أجواء تظاهرات تشرين واعتمد في العديد من حلقاته على مشاهد حقيقية من داخل ساحة التحرير، حيث تمكن المسلسل من مخاطبة عاطفة المشاهدين بشكل كبير لما اعتمدته القصة من إظهار مأساة المحتجين وتعرضهم للقتل والتنكيل خصوصا مع تسليط الضوء على حياتهم اليومية البسيطة.
وبحسبما تظهره التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن هذا العمل الفني، فأن المسلسل تميز بشكل كبير بقدرته على بث الحزن وتشكيل موقف غاضب من السلطات السياسية التي عمدت على قتل المتظاهرين، الأمر الذي انعكس بشكل كبير على صناعة جو عام قد يؤثر ويتمكن من منع شرائح كبيرة من التصويت على الوجوه والكتل والقوى السياسية التي كانت لها علاقة مباشرة او غير مباشرة لما حدث للمتظاهرين في ساحات الاحتجاج.
ورصدت (المدى) عدة آراء تظهر أن المسلسل واختيار توقيت عرضه، نجح بالفعل من تشكيل الرسالة المقصودة، بتوعية غير مباشرة للمواطنين للعمل على احسان اختيارهم والحرص على عدم إيصال القوى السياسية الروتينية والمسيطرة على المشهد السياسي الى دفة الحكم مجددًا.
وعلى رأس الشخصيات التي تلقت هذه الرسالة الصريحة الشاعر البارز رائد أبو فتيان، والذي كتب كلمات تحت تأثير واضح للانفعالات العاطفية، بأن أحداث "ضربة زاوية" ليس تمثيلًا بل هذا ماجرى على المتظاهرين بالضبط، مشددًا على ضرورة عدم خذلان الشباب الذين قتلوا، قائلًا: "شبابنا الواعية الي استشهدت واتهمشت مو تخذلوهم وتنتخبون ولد عمكم وتوج روسكم الدينية، شوفولكم واحد دارس فاهم يصنع ينتج".
من جانبه كتب أحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تعليقًا على المسلسل: "الله يساعد كل ام فقدت ابنهه وتشاهد هذا المسلسل، من بداية الحلقات المسلسل يوصل فكرة المظاهرات الي طلع الشعب علمود يحقق شي بس هسه ظاهر التثقيف صاير كلش قوي، لو تعال بيعلي بطاقة الانتخابات، انت من تبيعهه يعني بعت مستقبلك وعيشتك الي راحت علمودهه شباب بعمر الورد يا اخي خليك واعي... يا اخي خلي امهات هاي الشباب الي ماتت بين عيونك خسرت اعز ما عدهه علمودك وعلمودي".
من جانب اخر، كتب المهتم بالشأن السياسي بسام القزويني في تدوينة تابعتها (المدى)، إن "بث مسلسل (ضربة زاوية) في هذا التوقيت بالتحديد (الذي تعمل فيه القوى السياسية على إعادة تموضع وجودها في المشهد العراقي) عبر حملة انتخابية عديمة التبصر، يمثل جرعة وعي تذكر المواطن باحتجاجات العام (2019) التي دعت للقضاء على الفساد والسلاح المنفلت وأقامة انتخابات (مبكرة) وبالتالي إحاطة الشمعة التي تكاد تنطفئ بـقطع العلاقة الزبائنية بين المرشح والناخب عبر المال السياسي والتشجيع على المشاركة الواسعة في 10 اكتوبر/ تشرين المقبل وزيادة المساحة المخصصة للناخب المستقل وبعيداً عن التهكم تجاه المسلسل بأقتناص جزئية هنا او هناك ركزوا على أصل الفكرة بالتعمق في معنى القول (أنا أُشير إلى القمر والاحمق ينظر إلى اصبعي)".
وعقب تظاهرات تشرين، شهد التلفاز العراقي مايمكن وصفه بالاعمال غير المسبوقة فيما يتعلق بنقد الوضع السياسي بطريقة مباشرة عبر اعمال درامية بعد ان استمرت لفترات طويلة تعتمد على الاعمال الكوميدية في نقد الوضع السياسي، وسط تساؤلات عما اذا كانت الاعمال الدرامية ستنجح بالفعل بالتأثير على الوضع السياسي في البلاد عبر اعادة استثمار تظاهرات تشرين كنقطة فارقة في الوضع العراقي مابعد 2003 بحسبما يؤكد مختصون.
اترك تعليقك