الحكمة يعوض نقص مقاعده بدور زعيمه ويلمح لفراق العبادي

الحكمة يعوض نقص مقاعده بدور زعيمه ويلمح لفراق العبادي

ساطع راجي/المدى

خلافا لنهجه في الحملات الانتخابية السابقة، يعتمد تيار الحكمة خطابا أكثر تواضعا هذه الايام، ويستبق نتائج الانتخابات بالتلميح الى إنه لن يحصد الكثير من المقاعد البرلمانية ولن يطرح مرشحا لرئاسة الوزراء، لكن الحكمة كالعادة خرج بصيغة إعلامية يصعب التيقن من واقعيتها تتحدث عن دور في ما أسماه "هندسة المشهد السياسي" ويلمح أحد المراقبين الى خلافات كبيرة بين الحكمة والنصر اللذين يخوضان الانتخابات في تحالف واحد وهو ما يعني ان الحكمة قد لا يدعم رغبة حيدر العبادي (زعيم ائتلاف النصر) في الترشح لرئاسة الوزراء.

ويقول الاعلامي صالح الحمداني لـ"المدى" ان "تيار الحكمة له جمهور محدد لن يمنحه اكثر من 15 مقعدا، وزعيمه عمار الحكيم له تأثير سياسي اكبر من عدد مقاعده في البرلمان، مرة بسبب ارثه السياسي ومرة لخلو الساحة السياسية العراقية من قادة لهم خطط ورأي خاص وتأثير سياسي" كما يعبر الحمداني.

وكان عضو تيار الحكمة محمد حسام الحسيني قال في تصريح تابعته "المدى" ان تياره "لم يطرح اسم لرئاسة الوزراء، ولن يتدافع من اجل حصة رئاسة الوزراء".

ويضيف الحسيني "ان الحكمة سيسهم في هندسة المشهد السياسي المقبل وسيرسم ملامح المشهد الرئاسي بعد الانتخابات، وهذا الشيء لا يعتمد على مقاعد تيار الحكمة، ولكن سيكون تأثير الحكمة في العملية السياسية المقبلة تأثيراً ليس له علاقة بعدد المقاعد بل هو تاثير سياسي، مبني عل اسس اجتماعية وطنية".

ويضيف الحمداني "يوجد دعم لتولي حليف الحكمة حيدر العبادي زعيم ائتلاف النصر لمنصب رئيس الوزراء القادم لكن يتسرب من كواليس تحالفهم ان هناك خلافا بدأ يكبر بين الحكيم والعبادي حول مساهمة وحصاد كل منها في هذا التحالف".

يذكر ان تيار الحكمة يخوض الانتخابات الحالية ضمن تحالف (قوى الدولة الوطنية) الذي يجمعه بائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي رئيس الوزراء الاسبق.

ويشير الحمداني الى ان "رئاسة الوزراء القادمة قد تحمل مفاجآت واعتقد ان الحكيم يدرك ذلك، وهو يعتمد على براغماتيته المعهودة في ضمان مناصب سياسية مهمة افضل من التعويل على منصب يحتاج توازنات داخلية وخارجية ونتائج انتخابية صعبة المنال".

في المقابل، يشكك الاعلامي عبدالهادي مهودر بهذا التكتيك قائلا "ان تصريح عضو تيار الحكمة قد يكون وجهة نظر شخصية لكنها منسجمة مع سياسة مسك العصا من الوسط في مرحلة يخشى فيها من الكسر او العصر، ولدينا في المعادلة ثقل للشخصيات والقيادات وهو مهم، وثقل للمقاعد وهو الذي يحسم النزاع، والميزان يختل اذا مال بشدة لجهة واحدة واعتمد على الجانب المعنوي فقط، لأن صاحب المقاعد الاكثر سيكون صوته وفعله حاسما حين يتطلب الأمر رفع الايدي وحساب الاعداد".

ويبين مهودر" اصبح لكل جهة سياسية خطها ونهجها المعروف وبالأخص تلك المرتبطة بشخصيات قيادية وزعامات دينية، والصراع السياسي له اوجه ظاهره وخفية والعلاقات بين القوى السياسية وبالأخص الشيعية منها معقدة ولها خلفيات تاريخية ومواقف متباينة من شتى القضايا وتعقدت اكثر في تجربة الحكم والعملية السياسية".

ويضيف إن "تيار الحكمة يعرف ان المناصب العليا محرقة مبكرة وليس بالضرورة ان يكون منصب رئيس الحكومة مرشحا من داخل التيار فيحرق معه كل شيء إن اخفق وأزاحته الجماهير التي تريد حياة وعمل وخدمات وليس خطب وكلمات".

من جهته، يقول الكاتب عبدالامير المجر ان "جميع الكتل متوجسة من نتائج الانتخابات القادمة، لأكثر من سبب، بينها موضوعة الدوائر المتعددة التي ستبتلع الكثير من الاصوات لصالح الفائز الاول والثاني في كل دائرة وهذا سيقلب الكثير من التوقعات".

ويضيف المجر ان "فكرة تراجع عدد المقاعد او توزيعها بشكل نتف صغيرة كثيرة ربما، تجعل من بعض القوى تعول على حضورها المعنوي في التحالفات القادمة، واعتقد إن هذا جوهر ما ذهب اليه العضو في تيار الحكمة، ومع ذلك تبقى جميع هذه الطروحات تعكس المزاج النفسي الذي تعيشه العملية السياسية بشكل عام، وتعبر عنه بطروحات تبدو فيها انها فاعلة كجزء من الدعاية الانتخابية والتاثير النفسي في الناخبين".

ويؤكد المجر إن "عملية ترشيح رئيس الوزراء هذه المرة تختلف تماما عن السابقات، لان المناخ العراقي والاقليمي والدولي تغير كثيرا، وسيكون مؤثرا بدرجة كبيرة في حسم إسم  المرشح ويبقى هناك الهامش العراقي للمفاجآت".

ويشير مراقبون الى تراجع الغلة الانتخابية لمعظم القوى التقليدية ليس فقط بسبب الغضب الشعبي من ادائها فقط وانما لدخول منافسين جدد الى الساحة سواء من قوى تشرين او بعض الفصائل التي قررت خوض الانتخابات لأول مرة.

 

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top