تقرير أمريكي يشكك في دوافع الغضب الفرنسي

تقرير أمريكي يشكك في دوافع الغضب الفرنسي

 متابعة/المدى

شكك مركز أبحاث أمريكي في دوافع الغضب الفرنسي من صفقة الغواصات النووية التي عقدتها الولايات المتحدة مع استراليا مما ادى الى انهيار صفقة كانت باريس ترغب بالحصول عليها، وتوقع المركز أن تتمكن واشنطن وباريس من تخطي الازمة، ولمح التقرير الى دوافع انتخابية دفعت الرئيس الفرنسي لإتخاذ قرارات استثنائية ضد واشنطن لتعزيز شعبيته لكن المركز توقع ان لا تتسبب الازمة بأضرار دائمية لعلاقة الطرفين.

وأوضح دوف زاخيم نائب رئيس "مركز ناشونال إنترست" أن برنامج توريد الغواصات الفرنسية الى استراليا كان مصدر قلق لفترة غير قصيرة فقد قارب ثمنه الأساسي 36 مليار دولار لكن كلفته تضاعفت إلى 65 ملياراً وهو عبء مالي ثقيل على وزارة الدفاع الأسترالية التي تقل موازنتها الدفاعية السنوية عن 30 مليار دولار، وعلاوة على ذلك، لم تكن أستراليا ستستلم غواصتها الأولى قبل سنة 2035.

وذكر زاخيم بأن وزير الدفاع الأسترالي السابق أشار إلى عدم رضا بلاده عن المشروع في 2019. بالتالي لم يكن هنالك من داع كي يتفاجأ الفرنسيون بالغاء الصفقة.

وفي زيارته إلى باريس في حزيران 2021، أوضح رئيس الحكومة الأسترالية سكوت موريسون للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن كانبيرا كانت غير مسرورة إلى حد بعيد عن وتيرة وكلفة البرنامج الفرنسي للغواصات، وأعلن أن بلاده مستعدة لدفع حوالي ملياري دولار أمريكي كشرط جزائي لإنهاء لخدمة مجموعة نافال الفرنسية المسؤولة عن إنجاز البرنامج.

وبحسب الكاتب، كان على عدم رضا موريسون أن ينبه الفرنسيين إلى أن العقد كان في ورطة عميقة.

علاوة على ذلك، يقول الكاتب، إن عدم تمتع المخابرات الفرنسية بالحد الأدنى من المؤشرات إلى أن أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة كانت تعد اتفاقاً في ما بينها هو أمر غير معقول وفقاً لزاخيم.

ويقول "تواصل المسؤولون الأستراليون مع نظرائهم الأمريكيين بعد فترة قصيرة على تولي إدارة بايدن مهامها مشيرين إلى أنهم أرادوا التخلي عن ترتيباتهم مع الفرنسيين".

ويسعى ماكرون إلى الفوز بولاية رئاسية ثانية في 2022 واحتمالات ذلك غير مؤكدة إذ تظهره استطلاعات الرأي الأخيرة متمتعاً بتأييد 24% من الفرنسيين، وتحل زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان خلفه بـ 23%.

ويبدو إن إثارة شكوك ديغولية بـ"الأنغلوساكسون"، خصوصاً أن الدول الثلاث (أمريكا، بريطانيا، استراليا) هي جزء من برنامج "الأعين الخمس" الاستخباري (إلى جانب كندا ونيوزيلندا)، هي أفضل طريقة لتعزيز شعبيته، وتمكن هذه القضية ماكرون من حض حلفائه الذين لم يعلموا أيضاً بهذا الاتفاق على وجوب دراسة مقترحه حول "الاستقلالية الاستراتيجية" لأوروبا.

وعلى الرغم من كل ذلك، تابع زاخيم، ليس مرجحاً لهذا الجدل أن يلحق ضرراً مستداماً بالعلاقات الأمريكية-الفرنسية، لقد حدث الأمر نفسه حين رفضت فرنسا دعم الاجتياح الأمريكي للعراق مما أدى إلى إغضاب واشنطن ولم يمنع ذلك الحدث الطرفين من العمل معاً في أفغانستان والمحيط الهندي وأماكن أخرى ولم يسحب الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك فرنسا من القيادة العسكرية المشتركة لحلف شمال الأطلسي كما فعل شارل ديغول سنة 1966.

كما شفي جرح العراق بسرعة نسبية، سيتم تخطي هذه الأزمة بحسب الكاتب الذي يرى ان فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وأوستراليا تدرك أهمية الحاجة لمواجهة صين متجرئة. ويدرك القادة في بكين أن غواصات نووية سريعة ومسلحة بشدة تفرض أعظم تهديد على قواتها البحرية والمتنوعة. لهذا السبب، ليس مفاجئاً أن تهاجم الصين هذا الاتفاق بقسوة تضاهي إن لم تتخط قسوة الانتقاد الفرنسي، بحسب كاتب التقرير.

وكان إلغاء أوستراليا شراء 12 غواصة فرنسية تعمل بالدفع التقليدي لصالح غواصات ذات دفع نووي ومدعومة أمريكياً وبريطانياً أشعل عاصفة غضب في باريس وللمرة الأولى على الإطلاق، استدعت العاصمة الفرنسية سفيريها في واشنطن وكانبيرا.

 

 

 

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top