متابعة/ المدى
كما معظم الأفكار والمشاريع التي تنطلق من قاعدة "الحاجة أم الإختراع"، شهدت مدينة الموصل انشاء اول نادٍ نسائي، منطلقًا من أحلام راودت إحدى الفتيات منذ الطفولة، بعد مارصدته من حاجة جدية لهذا النوع من المنشآت او المشاريع، للنساء الذي يحيطن بها منذ الطفولة، يتمكنَّ من خلالها اطلاق العنان إلى انفسهن لتبادل الأحاديث والضحكات دون تحرج.
"Feminine Corner"، اسم النادي المطل على أحد أجمل أحياء مدينة الموصل بمحافظة، محققا أحلام الموصليات في تبادل الأحاديث واحتساء الشاي والقهوة في جو مفعم بالجمال والهدوء.
وتقول صهباء نزار التي تحمل شهادة الدكتوراه في القانون، ومؤسسة النادي في تصريحات لوسائل اعلام روسية وتابعتها (المدى)، إن "فكرة النادي والملتقى.. أو مكان مخصص للسيدات فقط كان حلما يراودني منذ أن كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما كنت أرى السيدات من أقاربي وأهلي يشكون دوما من عدم وجود مكان مخصص لهن فقط يتبادلن فيه الضحكات بحرية دون قيود ويتركن أطفالهن في مكان آمن يلعبون ويمرحون دون الحاجة إلى الشعور بالحرج مما يفعله الأطفال في الأماكن العامة".
وتضيف نزار، "عندما كبرت ودخلت كلية الحقوق وتخرجت فيها وأكملت دراستي العليا وأصبحت أم، أدركت أكثر مدى حاجتنا كسيدات إلى هكذا متنفس نهرب إليه من صخب الحياة ونتجرد فيه ولو ساعات قليلة من المسؤوليات المناطة بنا".
تتذكر نزار عندما كانت المدينة تحت سطوة تنظيم "داعش" الإرهابي منذ منتصف عام 2014 وحتى 2017، وتقول "كانت الحياة أشبه بسجن كبير نتنقل فيه بين منزل وأخر فقط دون وجود رفاهية الخروج والجلوس في الأماكن العامة بمطلق الحرية".
وتتابع نزار، "بعد التحرير بدأت المدينة تتعافى من جروحها التي ألحقها بها، وأخذت الحياة تعود إلى طبيعتها، كان ولا بد من أخذ خطوة جدية لتحقيق هذا الحلم، فكان "نادي نساء الموصل" أسميته هكذا ليكون مقصدا لكل النساء سواء كبيرات أوصغيرات، سيدات وآنسات".
وتابعت، جاءت تسمية النادي (Feminine Corner) مما جعل كل ركن فيه مكانا مميزا يضيف لضيفاتنا الكريمات، فكان ركن للأطفال، وأخر معرض المبدعات للرسامات شابات اللواتي يطمحن عرض أعمالهن وفنهن للناس كافة.
ركن أخر تجملت به رفوف الكتب المتاحة لهاويات القراءة والمطالعة، يقابله مساحة خصصها النادي كبازار مؤقت يضاف بين فترة وأخرى لدعم الفتيات الشابات الحرفيات ممن يبدعن في الأعمال اليدوية.
وتنوه نزار إلى أن النادي تقصده نساء وفتيات من مختلف الأعمار، لافتة إلى أن المطعم في الملتقى يقدم أطباقا تناسب أذواق الجميع من الأكلات الغربية والحلويات والعصائر الباردة والمشروبات الساخنة.
وكشفت مؤسسة نادي نساء الموصل، عن أن المشروع وفر أكثر من 15 فرصة عمل للسيدات الموصليات مع إمكانية زيادة العدد خلال الأيام المقبلة.
ويطل نادي النساء المزين بألوان الفوشي والزهري والورود من الدور الثاني في مبنى تجاري يقع في منطقة المجموعة الثقافية في الساحل الأيسر من الموصل، من جهة محطة الوقود "البنزين خانة".
ويحتوي النادي على مكتبة ومعرض بارز للأعمال الفنية ومطعم وكافيه وبوفيه فطور صباحي وركن ليلعب فيه الأطفال، ودورات للرسم والخط والموسيقى وغيرها من الفعاليات الاجتماعية والثقافية.
وتحررت مدينة الموصل التي تعد ثاني أكبر مدن العراق سكانا بعد العاصمة بغداد من قبضة "داعش" الإرهابي في صيف عام 2017 بتقدم القوات الأمنية.
اترك تعليقك