خاص/ المدى
كشف مصدر مطلع وثيق الصلة بأحداث المؤتمر الذي عقد في أربيل مساء أمس الجمعة وتسبب بضجة سياسية كبيرة، بعد تطرقه الى ملف التطبيع مع اسرائيل وفق ما تضمنه البيان الختامي الذي قرأه وسام الحردان، الذي يعرف نفسه بأنه رئيس قوات صحوات العراق. حيث كشف المصدر تفاصيل وكواليس المؤتمر الذي تبرأت منه سلطات الإقليم ومما تطرق اليه.
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، لـ(المدى)، إن "الشخص القائم والمنظم للمؤتمر هو شخص أمريكي الجنسية يعيش في واشنطن وهو يهودي من أصل عراقي يدعى جوزيف برودي ولديه مركز اسمه مركز اتصالات السلام".
ووصف المصدر برودي بأنه "شخص نصاب"، مبينًا أنه "قدم طلبًا لسلطات الاقليم لعقد مؤتمر من دون ان يفصح عن تفاصيله وتم حجز القاعة في إحدى فنادق اربيل، الأمر الذي ظنه الجميع بأنه مؤتمر يتعلق بالانتخابات حيث أن جميع النشاطات والمؤتمرات الحالية تجري حول الانتخابات، خصوصًا عند تجهيزه لعقد المؤتمر قال أنه مؤتمر يتعلق بشؤون المجتمع المدني".
وأوضح المصدر ان "النظام في اربيل عند عقد نشاطات كهذه، يقتصر الامر على تبليغ الاسايش بعدد الحضور وموعد وصولهم ورحيلهم وتحديد المكان او القاعة التي سيجري عليها النشاط، بغض النظر عن التطرق لتفاصيل ومحتوى هذا المؤتمر خصوصا اذا كان المنظمين لهذا المؤتمر هم منظمات اجنبية وهذا الاجراء مستمر منذ 10 سنوات".
وأصدر ديوان رئاسة اقليم كردستان بيانًا نفى "علم رئاسة الاقليم مطلقاً بذاك الاجتماع ومضامين مواضيعه"، مشددًا على أن "ما صدر عن الاجتماع ليس تعبيراً عن رأي أو سياسة أو موقف إقليم كردستان"، مشيرًا إلى أن "أي موضوع أو موقف أو توجه مرتبط بالسياسة الخارجية هو من صلاحيات الحكومة الاتحادية وفقاً للدستور، وأن إقليم كردستان ملتزم في هذا تمام الالتزام بالسياسة الخارجية العراقية".
وبالعودة الى المصدر، فقد أوضح ان "هذا الشخص اليهودي الامريكي اتصل بشيوخ عشائر وجمعهم في الاقليم، قبل أن تتفاجي الكوادر الثانوية من مصورين واصحاب القاعة بالحديث الذي تم طرحه والمتعلق باسرائيل"، مشيرًا إلى أن "مراسلات جرت حتى على صعيد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الذي نفى علمه او صلته او تسهيله تنظيم هذا المؤتمر".
واعتبر أن "هذا الشخص استغل قصة عدم التشديد والتدخل من قبل اسايش اربيل على محتوى المؤتمرات والنشاطات ليقوم بفعلته ليتسبب بهذه الأزمة".
وفي شق آخر من المسألة، أكد المصدر أن "الشخص الذي قرأ البيان الختامي للمؤتمر وتحدث عن ضرورة التطبيع هو الشيخ وسام الحردان، وهو الذي تم تعيينه في وقت سابق رئيسًا لصحوة العراق من قبل رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي على خلفية خلافات بين المالكي وأبو ريشة"، مبينًا أن "الحردان منبوذ بشكل كبير في الأوساط السنية ولايستمد قوته سوى من شخصين وهما نوري المالكي وفالح الفياض"، على حد قول المصدر، وهو زعم لم تتمكن (المدى) من التوثق من صحته.
وأضاف المصدر أن "الفياض اجتمع مع الحردان قبل اسبوعين واعطاه 150 درجة وظيفية لتوزيعها"، مبينًا "ان جميع صور الحردان مأخوذة مع المالكي والفياض وشخصيات شيعية ولاتوجد له صور مع شخصيات سنية".
ويزعم المصدر - الذي لا تستطيع (المدى) تأكيد صحة تحليليه او تبنيه- بأن "هكذا مؤتمر وبهذه الوجوه وبهذا التوقيت وفي هذا المكان هو ليس الا وسيلة لدعاية انتخابية للفصائل، خصوصا وأن قصة البعث وداعش ماتت نسبيًا، فلا يوجد سوى مسألة التطبيع واسرائيل التي تؤجج المشاعر وتساعد على انتخاب الكتل المقربة من الفصائل، خصوصًا مع اعطاء ايحاء بأن الاسرائيليين قريبين بالفعل ويعقدون مؤتمرات في داخل العراق"، مشيرًا إلى أن "جميع الوجوه السنية الحاضرة في المؤتمر هي مدعومة من الكتل المقربة من فصائل الحشد"، على حد تعبيره.
ومما يؤيد هذا التحليل، بحسب المصدر، "هو الشخصية السنية الثانية التي كانت حاضرة في المؤتمر والذي اصدر بيانًا فيما بعد بخصوص المؤتمر، وهو الشيخ فلاح حسن الندى، الذي كان مرشحًا لانتخابات 2014، ولديه تصريح سابق يقول فيه إن "أصغر واحد بالحشد الشعبي هو أرجل مني"، ومعروف بتصريحاته المؤكدة على مدح الحشد الشعبي.
للاطلاع على التصريح اضغط هنا
وفي شأن علاقة رؤوس المؤتمر مع قيادات شيعية، لم تتمكن (المدى) من الحصول على تصريح من مصدر واضح.
وتواصلت (المدى) مع المتحدث باسم دولة القانون بهاء الدين النوري، الذي نفى وجود اي تعاون او معرفة برئيس صحوات العراق وسام الحردان.
وقال النوري في حديث لـ(المدى)، إنه "لايوجد أي تعاون او دعم او معرفة بالحردان مع دولة القانون وهو ليس عضوا في التحالف"، مؤكدًا أنه "وليس لدينا معرفة به لامن قريب ولا من بعيد".
وأكد أن "رئيس التحالف نوري المالكي كان واضحًا في تصريح له حول التطبيع بأن من يذهب باتجاه التطبيع كالذي يحفر قبره بيده"، مشددًا على أنه "على الحكومة العراقية اتخاذ الاجراءات اللازمة بحق هؤلاء فيجب على الحكومة العراقية ان تكون حازمة تجاههم وعليها ان لاتسيّب هذا الملف".
وأكد ان "موقفنا واضح من التطبيع ونرفض بشدة الكيان الصهيوني الغاصب الذي زُرع في قلب فلسطين ونرفض اي صلة بهذا الكيان المجرم وكذلك المجتمع العراقي يرفضه".
ولم تتمكن (المدى) من الحصول على تعليق من قبل حركة عطاء أو زعيمها فالح الفياض بشأن زعم علاقته بالحردان وحقيقة وجود اجتماع جمع بين الاثنين قبل اسابيع، رغم محاولات الاتصال المتكررة.
اترك تعليقك