بغداد / علاء المفرجي
استغرق العمل في "كلشي ماكو" للمخرجة ميسون الباجه جي نحو 10 أعوام، منذ الكتابة حتّى المشاركة في أول مهرجان سينمائي، "مهرجان ساراييفو السينمائي"، بداية آب 2021. الفيلم، الذي شاركت الباجه جي في كتابته مع الأديبة العراقية إرادة الجبوري، واجه تحدّيات عدّة، أخّرت تنفيذه. الباجه جي قالت ان "كلشي ماكو" روائي طويل، تجري أحداثه في منطقة مختلطة في بغداد، في شتاء عام 2006. فيها، يكافح السكّان حفاظاً على أمل هشّ وحسّ مجتمعي، في زمن العنف الطائفي الشديد، وحظر التجوّل ليلاً. تتقاطع قصصهم، بينما يحاولون حماية أحبّائهم، واتّخاذ قرار الرحيل أو البقاء، ومعالجة الضرر الداخلي والخارجي بالموسيقى والفكاهة. يواجه الجميع الظروف القاسية نفسها. القصّة جماعية، لا بطولة لأحد فيها، بل كلّ واحدة منها تتمتّع بالقدر نفسه من الأهمية. برأيي، يُمكن إدراج الفيلم في أسلوب الواقعية الشعرية.
الفيلم الذي يتناول موضوعاً عراقياً بحتاً. قالت الباجه جي انها تلقت دعماً من "المعهد البريطاني للسينما"، صُوِّر الفيلم بكامله في العراق، وتحديداً في السليمانية وبغداد. ورغم أنّ السليمانية تشبه بغداد، خصوصاً في ما يتعلّق بالسكن المحلي، تطلّب الأمر حتماً بعض الابتكار الفنّي. واضافت: مُهمّ أنْ أُشير هنا إلى هذه المسألة: بما أنّ الفيلم إنتاج مشترك بين فرنسا وألمانيا، توجّب عليّ التعاون فنياً مع مواهب ألمانية وفرنسية. هكذا، تعاونت مع متخصّص فرنسي في المونتاج، وموسيقيّ ألماني في مرحلة ما بعد الإنتاج. وللحصول على تمويل من "صندوق الفيلم الأوروبي"، كان ينبغي عليّ الالتزام بالقوانين الأوروبية المتعلّقة بجنسيات أعضاء الفريق، وكيفية صرف التمويل الأوروبي.
وعن الصعوبات التي واجهتها في تصوير الفيلم قالت: تشكّل الفيلم من عددٍ كبيرٍ من الممثلين. لهذا، كانت هناك قصص ومشاهد ينبغي تصويرها يفوق عددها بكثير ما يحتويه عادةً فيلم صغير (مدّة الفيلم ساعتان. المحرّر). على هذا الأساس، تمّت زيادة الميزانية، بما أنّ التصوير حصل مع هذا العدد الكبير من الممثلين، القادمين من العراق والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والسويد، فالنفقات تجاوزت المبلغ المُقرّر والمرصود سابقاً.
ميسون البابجه جي تحدثت عن مشروعها السينمائي القادم قائلة: على مدى سنوات، انشغلت بـ"كلشي ماكو". أخيراً، أستطيع الآن أنْ أفكّر في مشاريعي التالية، لكنّي لا أرغب في التحدّث عنها حالياً. منذ الانتهاء من الفيلم، شاركت في أنشطة ثقافية وسينمائية عدّة. قريباً، ستُقام عروض وحلقات نقاش لبعض أفلامي الوثائقية.
اترك تعليقك