رويترز: الانتخابات ستدفع العراق الى انقسامات أكبر

رويترز: الانتخابات ستدفع العراق الى انقسامات أكبر

متابعة/المدى

أكدت وكالة أنباء عالمية عدم وجود دلائل تذكر على أن التصويت في الانتخابات البرلمانية المرتقبة سيحسن الأوضاع في العراق الذي ما زالت فيه الفصائل المسلحة تتمتع بنفوذ كبير، بحسب تعبيرها.

وتقول وكالة رويترز في تقرير اطلعت عليه "المدى" إن "العراقيين يحلمون بتغيير جذري بعد صراع وفساد استمرا سنوات".

وأشارت الوكالة الى ان اللافتات التي وُضعت في ساحة مركزية بمدينة الناصرية تعبر عن الوضع السياسي الصعب، حيث تنتشر لوحات ضخمة تحمل صور من قُتلوا وهم يدافعون عن قضايا كانوا يأملون أن تخدم بلادهم.

وتعرض الصور آلاف المقاتلين الذين قاتلت فصائلهم تنظيم داعش، إلى جانب صور مئات الشبان الذين قتلوا بعد ذلك بعامين في احتجاجات ضد هذه الفصائل ذاتها، لكن الانتخابات في العاشر من الشهر المقبل، من المتوقع أن تكشف انقسامات متزايدة ظهرت منذ ذلك الحين وبخاصة بين الأغلبية الشيعية.

وتواجه فصائل شيعية مدعومة من إيران مجاميع شيعية أخرى مناهضة للنفوذ الإيراني في البلاد في الانتخابات المقبلة. والنشطاء الذين خرجوا إلى الشوارع في 2019 منقسمون أيضا، فبعضهم يقاطع الانتخابات والبعض الآخر يشارك فيها.

وقالت وكالة رويترز ان "مجموعة مقابلات اجرتها مؤخرا ترسم صورة لبلد يعاني فيه الساسة والفصائل المسلحة والمجتمع ذاته من انقسامات لم يسبق لها مثيل".

ونقلت الوكالة عن محمد ياسر الناشط الحقوقي من مدينة الناصرية حيث قتلت قوات الأمن بالرصاص عشرات المتظاهرين في 2019 إن حتى أفراد أسرته منقسمون، وأضاف أنه شخصيا يرفض الإدلاء بصوته، وغيره من أفراد الأسرة يريدون التصويت لأحزاب إصلاحية، وأحد أبنائه يؤيد التيار الصدري.

وأكدت الوكالة ان "بعض الساسة يقولون إن العراق يتحرك للأمام، ولم يعد العنف الطائفي ملمحا رئيسيا، وان الوضع الأمني قد تحسن عما كان عليه في الأعوام السابقة".

وتحدث مواطنون عاديون ودبلوماسيون أجانب ومحللون، لرويترز، قائلين إن الواقع يتمثل في التناحر بين فصائل مدججة بالسلاح تسيطر على أجهزة الدولة ومواردها ومستعدة للجوء للقوة للحفاظ على السلطة.

ويقولون إن الاستياء الشعبي من الفساد وضعف الخدمات يمكن أن يخدم مصالح فصائل مثل داعش أو يدفع المزيد من العراقيين للهجرة إلى الغرب.

وما ستسفر عنه الانتخابات هو ما سيحدد الاتجاه في السنوات المقبلة، فإما سترفع الفصائل سلاحها في وجه بعضها بعضا أو أنها ستقسّم الغنائم فيما بينها سلميا.

ويؤكد توبي دودج الأستاذ بكلية لندن للاقتصاد ان "الانتخابات مهمة حقيقة للتنافس فيما بين النخبة وكيف ستعالج هذه النخبة اختلال التوازنات دون أن تتكبد خسارة كبيرة".

وأضاف أن "انقسام الأحزاب الشيعية يناسب إيران طالما لا يهدد سلطة الشيعة التي جاءت بالنفوذ الإيراني إلى البلاد منذ 2003".

وتقول رويترز ان "الناصرية تشكل صورة مصغرة للمشهد السياسي في العراق، فالأحزاب هناك تعقد تجمعاتها الانتخابية بعيدا عن الأنظار ولا تعلّق لافتات دعائية لأن المحتجين يمزقونها، والنشطاء الذين يترشحون يحبذون البعد عن الأنظار خوفا من فصائل مسلحة يقول المسؤولون إنها كانت وراء أعمال قتل وترويع، وتنفي الفصائل ذلك".

ويشير المرشح داود الحفاظي الى إن الانقسامات في الحركة الاحتجاجية جلبت عليه تهديدات من محتجين آخرين يريدون مقاطعة الانتخابات.

وروى أن أحد الشبان من الحركة الاحتجاجية قال له إنه إذا فاز بمقعد في البرلمان ولم ينفذ إصلاحات على الفور فسيحرق إطارات أمام منزله.

والتنافس الأساسي في هذه الانتخابات بين الفصائل الشيعية المدعومة من إيران وبين فصيل مقتدى الصدر الذي يعارض كل أشكال التدخل الأجنبي، بحسب الوكالة التي تقول ان المرشحين الصدريين والمتحالفين مع إيران في الناصرية يهونون من شأن خلافاتهم ويقولون إن كل طرف ينأى بنفسه عن الآخر أغلب الوقت قبيل الانتخابات.

لكن أحد المسؤولين الصدريين في بغداد قال طالبا عدم الكشف عن هويته إنه يخشى من اندلاع عنف إذا حقق حزبه فوزا كاسحا في الانتخابات. وأضاف “الجانب المدعوم من إيران لن يسمح بذلك. سيندلع قتال”.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top